تعددت الأسباب التي تدفع نساء جزائريات للمطالبة بالخلع أمام المحاكم، فالسيدة زينب، جراحة أسنان، أكدت أنها طلبت الخلع بعد أن سئمت تصرفات زوجها الرعناء، على حد قولها، من سهر ولا مبالاة وانعدام الإحساس بالمسؤولية، حيث تقول ''زوجي لا يفعل شيئا، فأنا التي آخذ الأولاد للمدرسة وأعيدهم للمنزل وأهتم بكل شؤونهم، وأنا التي أذهب للسوق كل يوم لأملأ القفة وأشتري كل ما يلزم البيت.
أما سميرة التي كانت جالسة في مكان غير بعيد، سمعت المحاورة مع زينب، فتقدمت وشجعتها، وهمت بسرد قصتها بعد أن أخرجت زفرة طويلة ''لا يمكنني أن أتهم زوجي باللامبالاة ولا أشكك في أخلاقه لكنه لا يراني امرأة، فمهما فعلت زوجي لا يعيرني اهتماما وكأني شقيق له أو ما شابه ذلك، حاولت بكل الطرق إلا أنني فشلت ولست أدري كيف جاء ابني الوحيد الذي بلغ الآن العاشرة، والذي بدأ يسألني عن سر نوم والده في غرفة وأنا في الأخرى''. من جهتها ''ح.مريم''، خلعت زوجها بعد 5 سنوات من الزواج، مقابل 80 ألف دج أمام محكمة باب الوادي، بعد أن اتهمت زوجها بالخيانة الزوجية، فقد كانت هذه الزوجة في ضيافة عند أهلها، ولأنها نسيت معطفها اضطرت لتعود رفقة شقيقها لجلبه، وهناك أصيبت بالصدمة عندما همت بفتح الباب، إذ وجدت الزوج بمسكن الزوجية رفقة امرأة أخرى لا يتعدى عمرها 18 سنة.
ما عاشته الزوجة ''سامية.ل'' يختلف كثيرا عن سابقاتها من حيث أسباب خلع زوجها ''سعيد.غ'' مؤخرا أمام محكمة ورفلة، والذي اقترنت به سنة 1982، وكانت ثمرة هذا الزواج 6 أطفال، فالزوجة ''سامية'' اضطرت إلى ملازمة والدها المريض وتولي شؤونه إلى أن وافته المنية، إلا أن هذا الأمر كان سبب القطيعة بين الطرفين، إذ أصبحت الحياة الزوجية لا تطاق وتضاعف البغض واشتد الشقاق، مما جعل الزوجة ترفض استمرار هذه الرابطة وخشيت أن لا تقيم حدود الله، فما كان عليها إلا طلب الخلع أمام المحكمة، واستفادت منه بعدما تنازل الزوج عن المبلغ المالي مقابل فك الرابطة الزوجية