- yahia_01عضو هام
- عدد الرسائل : 903
العمر : 46
مقر الإقامة : tinerkouk
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
التقييم : 36
نقاط : 955
رجل من التاريخ أبو نواس
الأحد أبريل 26, 2009 12:08 am
أبو نواسعرف الحسن أبو بشعر الخمريات ، فالبرغم من حديث الأقدمين عن الخمر إلا أن ذلك كان للفخر والتمدح بالكرم والجود ، فجاء وصفهم لطعمها ولونها والنشوة التي تحدثها في انفس شاريبها ، إلا ، وصف الخمر لم يكن فناً مستقلاً من فنون الشعر .لما انتشرت الحرية والترف في العصر العباسي بشكل كبير مع انتشار الحانات ودور اللهو ، أغرق الناس في حب الخمر والمجاهرة بتعاطيها بشكل أكبر عما كان عند قبلهم .نشأ أبو نواس في البصرة مركز الثقافة والعلم فأكب أبو نواس على العلم واللغة حتى حصل ثقافة واسعة ، وبما أن البصرة كانت مركزاً للهو أيضاً فتعرف أبو نواس وهو ما يزال شاباً على والبة بن الحباب الذي نقل إليه الكثير من أخلاقه الرديئة ووضعه في مجالس الخمر ليصبح فيما بعد أميرها .وهكذا جمع أبو نواس اللهو والعلم ، فقد استطاع أن يقوم لسانه على لغة عربية خالصة بعد أن أقام سنة في البادية ثم اتجه إلى بغداد حيث المال والجاه .اتصل أبو نواس كما حال شعراء عصره بالخلفاء والعظماء ، إلا أن حياته الشاذة وتطرفه جعلت مقامه بينهم قصيراً ، فقد اتصل بالرشيد ، إلا أن الخليفة اضطر لسجنه مدة وصلت إلى 14 شهر . بعد أن تطاول على بني عدنان فهو كعادته أبداً مستهتر عديم المسؤولية لا يأبه ولا يكترث لشيء .تجول أبو نواس في البلاد المختلفة ، إلا أن حياته ظلت واحدة من سكر واستهتار ومجون .عاش أجمل أيامه في كنف الأمين الذي تعرف عليه أيام طلبه العلم ، فعندما أصبح الأمين خليفة قربه إليه واتخذه نديماً له ، عندئذ أخذ حريته الكاملة في اللهو والعبث حتى ذاع أمره وانتشر خاصة بعد مقولته :
ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمر ولاتسقني سراً إذا أمكن الجهرلكن مع بدء الخلاف بين الأمين والمأمون نها الخليفة الأمين أبو النواس عن المغالاة حتى لا تنفر الرعية من خليفتهم وتساند المأمون .أخل نجم الأمين ومعه انطفئ أبو نواس وأخذ يشعر بالندامة والتحسر على حياة عابثة أخذت كل قوية وحدت جسمه وقد روى الشافعي أنه لما زار أبا نواس سأله عما أكد لملاقاة ربه فأنشد أبو نواس :
تعاظمني ذنبي قلما قرنته بعفوك ربي ، كان عفوك أعظماأبو نواس كبشار بن برد ، جمع بين التقليد والتجديد فالتقليد كان إرضاء لذوي السلطان لنيل ودهم وبالتالي هباتهم ، فجاء شعره التقليدي متكلفاً أورثه السأم والضجر :
دعاني إلى وصف الطول مسلط يضيق ذراعي أن أرد له أمراًفسمعاً أمير المؤمنين وطاعةً وإن كنت قد جشمتني مركباً وبحراإلا أن إطلاعه الواسع على اللغة وشعر الأقدمين ساعده كثيراً في شعره ، فكان مديحه مشابهاً لمدح الشعراء السابقين ولا سيما الأمويين منهم من وقوف على الأطلال والبكاء عليها ثم وصف الناقة حتى يصل إلى الممدوح فيبالغ في مدحه وأسلوبه الذي استعمله له ألفاظاً ضخمة مع أوزان طويلة لتلاءم تصنعه في العاطفة ومغالاته فيها ، إلا أن الممدوح إذا قربه وألفه عندئذ يكون شعره أكثر حرية خاصة في مدحه للأمين :هناك الوصف والهجاء وقليل من الرثاء ، الذي لا يناسب طبيعة أبي نواس اللاهية المستهترة اتبع فيه أيضاً طرق الأقدمين في الأسلوب والمعنى .أما التجديد فهو ما يناسب أبو نواس تماماً ، ففيه حطم القيود وأطلق نفسه على سجيتها لتنشد ما تحب وتشتهي ، فأبو نواس يحب الفلسفة وحديث الآراء والمذاهب وهذا لم يكن محبباً عند الأقدمين ، مذهبه مصلحته ، ولما كان الخلاف شديداً بين العرب والشعوبيين المحتقرين للعرب أعطى الشعوبيون الكثير من الحريات ومرافق الترف واللهو مما لا يحبذه العرب المتمسكون بعاداتهم ودينهم فمال أبو نواس إلى الشعوبيين فهو مغمور النسب أصلاً لا يقيده إيثار عرقي وإنما المغريات المقدمة .تجلى شعره المجدد في عدة مظاهر وهي :1- الهجاء :لم يكون أبو نواس ذلك الناقم على الجنس البشري ، همه الأوحد فضح العيوب وهتك المستور كبشار مثلاً ومع ذلك فقد عمد إلى الهجاء أحياناً فكان إما حربياً ليدافع عن نزعة سياسية أو عقيدة أدبية ، توجه نقده للعرب عموماً وللأعراب القدماء خصوصاً ، ليظهر بذلك ميله الفارسي وليهجو العقلية التي تعيش حياة الخشونة والجفاء هجاؤه قد يكون انتقاصياً لنفسه من خصومه ومنتقديه بطريقة حادة مؤلمة وإن لم ينطو على نقمة عميقة .في كل الأحوال ما جمع شعره في هذا المجال هو الواقعية اللاهية ورشاقة الأسلوب ومدح الأعاجم لاسيما الفرس منهم ، هجاؤه كان مقلداً بحرير من ناحية قذف المهجر بعبارات رزينة محكمة تتضمن معاني القذع والتعريض بالمهجر جاعلاً منه أضحوكة على ألسن الناس .2- الطرديات أو وصف الصيد :أصبح هذا الفن قائماً بذاته في عهد أبي نواس فقد نال هذا الفتى اهتمام أبي نواس لأنه ولع الأمراء فكان شاعرنا يرافقهم مما ساعده على الإتيان بصور واقعية متقنة كصور آلات الصيد والطرائد والتي استعان فيها بالصور البديعة من استعارات وتشابيه خيالية .3- الزهديات :وهي قصائد أبي نواس في آخر أيامه بعد أن تحطمت قواه ، فانكفأ على نفسه متبصراً المعاصي الكثيرة التي ملأت حياته ، جاءت هذه القصائد أبعد ما تكون عن العظات فهي أقرب إلى الشعر الغنائي المعبر عن نغمات شجية من قلب متألم في عبارات صادقة ، عميقة العاطفة فكانت من أجمل شعر أبي نواس .4- الغزل :جاء غزله متصنعاً فعشقه الوحيد كانت المتعة والعبث فلا مكان للعواطف الصادقة لتغزو قلبه أما التغزل بالكلمات والكلاميات فهو ما برع به أبو نواس والذي اعتبره كثير من دارسي الأدب وصمة في تاريخ العرب .5- الخمريات :فيها تجلت عبقرية أبو نواس وأكثر ما اشتهر به ، فكانت الخمرة عشقه ومعبوده فهي أشبه بإنسان نبه الشاعر كل هواه .الشعر عند أبي نواس هو لوصف الواقع كما هو ، دون الحاجة لأسلوب الأقدمين ، فكان وصفه للخمرة حسياً فيما يتعلق برائحتها ومذاقها وألوانها وتأثيرها في الحس والنفس .
من لاف كأنا كل شيء يتمنى مخير أن يكونا أكل الدهر ما تجسم فيها وتبقى لبائها مكنونافإذا ما اجتليتها فهباء تمنع الكف ما تبيح العيوناما يميز كلامه على الخمرة هو التشخيص والظرف التي فيها خفة روح الشاعر وصدقه في حبه للخمرة فجاء أسلوبه موسيقياً سلسلاً في رشيق وقافية خفيفة .ما يميز شعر أبي نواس هو بعده عن التكرار والجحود فكان شعره متنوع المعاني والصور في أسلوبه الشعر الوصفي الخطابي والغنائي والقصصي .أما لغته فهي سلسلة ،غنية واضحة عبرت عن عاطفة رقيقة فيها سذاجة من أعجب بنفسه بكل ما فيها من نزعات وشذوذ :
مازلت أستل رووح الدن في لطف وأستقي دمه في جوف مجروححتى انثنيت ولي روحان في جسد والدن منطرح ، جسماً بلا روحتتمثل شاعرية أبي نواس بقدرته التي تصل إلى حد العبقرية وجمال تشخيصه ولوحاته الزاهية التي عبرت عن شخصية تلقائية .
ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمر ولاتسقني سراً إذا أمكن الجهرلكن مع بدء الخلاف بين الأمين والمأمون نها الخليفة الأمين أبو النواس عن المغالاة حتى لا تنفر الرعية من خليفتهم وتساند المأمون .أخل نجم الأمين ومعه انطفئ أبو نواس وأخذ يشعر بالندامة والتحسر على حياة عابثة أخذت كل قوية وحدت جسمه وقد روى الشافعي أنه لما زار أبا نواس سأله عما أكد لملاقاة ربه فأنشد أبو نواس :
تعاظمني ذنبي قلما قرنته بعفوك ربي ، كان عفوك أعظماأبو نواس كبشار بن برد ، جمع بين التقليد والتجديد فالتقليد كان إرضاء لذوي السلطان لنيل ودهم وبالتالي هباتهم ، فجاء شعره التقليدي متكلفاً أورثه السأم والضجر :
دعاني إلى وصف الطول مسلط يضيق ذراعي أن أرد له أمراًفسمعاً أمير المؤمنين وطاعةً وإن كنت قد جشمتني مركباً وبحراإلا أن إطلاعه الواسع على اللغة وشعر الأقدمين ساعده كثيراً في شعره ، فكان مديحه مشابهاً لمدح الشعراء السابقين ولا سيما الأمويين منهم من وقوف على الأطلال والبكاء عليها ثم وصف الناقة حتى يصل إلى الممدوح فيبالغ في مدحه وأسلوبه الذي استعمله له ألفاظاً ضخمة مع أوزان طويلة لتلاءم تصنعه في العاطفة ومغالاته فيها ، إلا أن الممدوح إذا قربه وألفه عندئذ يكون شعره أكثر حرية خاصة في مدحه للأمين :هناك الوصف والهجاء وقليل من الرثاء ، الذي لا يناسب طبيعة أبي نواس اللاهية المستهترة اتبع فيه أيضاً طرق الأقدمين في الأسلوب والمعنى .أما التجديد فهو ما يناسب أبو نواس تماماً ، ففيه حطم القيود وأطلق نفسه على سجيتها لتنشد ما تحب وتشتهي ، فأبو نواس يحب الفلسفة وحديث الآراء والمذاهب وهذا لم يكن محبباً عند الأقدمين ، مذهبه مصلحته ، ولما كان الخلاف شديداً بين العرب والشعوبيين المحتقرين للعرب أعطى الشعوبيون الكثير من الحريات ومرافق الترف واللهو مما لا يحبذه العرب المتمسكون بعاداتهم ودينهم فمال أبو نواس إلى الشعوبيين فهو مغمور النسب أصلاً لا يقيده إيثار عرقي وإنما المغريات المقدمة .تجلى شعره المجدد في عدة مظاهر وهي :1- الهجاء :لم يكون أبو نواس ذلك الناقم على الجنس البشري ، همه الأوحد فضح العيوب وهتك المستور كبشار مثلاً ومع ذلك فقد عمد إلى الهجاء أحياناً فكان إما حربياً ليدافع عن نزعة سياسية أو عقيدة أدبية ، توجه نقده للعرب عموماً وللأعراب القدماء خصوصاً ، ليظهر بذلك ميله الفارسي وليهجو العقلية التي تعيش حياة الخشونة والجفاء هجاؤه قد يكون انتقاصياً لنفسه من خصومه ومنتقديه بطريقة حادة مؤلمة وإن لم ينطو على نقمة عميقة .في كل الأحوال ما جمع شعره في هذا المجال هو الواقعية اللاهية ورشاقة الأسلوب ومدح الأعاجم لاسيما الفرس منهم ، هجاؤه كان مقلداً بحرير من ناحية قذف المهجر بعبارات رزينة محكمة تتضمن معاني القذع والتعريض بالمهجر جاعلاً منه أضحوكة على ألسن الناس .2- الطرديات أو وصف الصيد :أصبح هذا الفن قائماً بذاته في عهد أبي نواس فقد نال هذا الفتى اهتمام أبي نواس لأنه ولع الأمراء فكان شاعرنا يرافقهم مما ساعده على الإتيان بصور واقعية متقنة كصور آلات الصيد والطرائد والتي استعان فيها بالصور البديعة من استعارات وتشابيه خيالية .3- الزهديات :وهي قصائد أبي نواس في آخر أيامه بعد أن تحطمت قواه ، فانكفأ على نفسه متبصراً المعاصي الكثيرة التي ملأت حياته ، جاءت هذه القصائد أبعد ما تكون عن العظات فهي أقرب إلى الشعر الغنائي المعبر عن نغمات شجية من قلب متألم في عبارات صادقة ، عميقة العاطفة فكانت من أجمل شعر أبي نواس .4- الغزل :جاء غزله متصنعاً فعشقه الوحيد كانت المتعة والعبث فلا مكان للعواطف الصادقة لتغزو قلبه أما التغزل بالكلمات والكلاميات فهو ما برع به أبو نواس والذي اعتبره كثير من دارسي الأدب وصمة في تاريخ العرب .5- الخمريات :فيها تجلت عبقرية أبو نواس وأكثر ما اشتهر به ، فكانت الخمرة عشقه ومعبوده فهي أشبه بإنسان نبه الشاعر كل هواه .الشعر عند أبي نواس هو لوصف الواقع كما هو ، دون الحاجة لأسلوب الأقدمين ، فكان وصفه للخمرة حسياً فيما يتعلق برائحتها ومذاقها وألوانها وتأثيرها في الحس والنفس .
من لاف كأنا كل شيء يتمنى مخير أن يكونا أكل الدهر ما تجسم فيها وتبقى لبائها مكنونافإذا ما اجتليتها فهباء تمنع الكف ما تبيح العيوناما يميز كلامه على الخمرة هو التشخيص والظرف التي فيها خفة روح الشاعر وصدقه في حبه للخمرة فجاء أسلوبه موسيقياً سلسلاً في رشيق وقافية خفيفة .ما يميز شعر أبي نواس هو بعده عن التكرار والجحود فكان شعره متنوع المعاني والصور في أسلوبه الشعر الوصفي الخطابي والغنائي والقصصي .أما لغته فهي سلسلة ،غنية واضحة عبرت عن عاطفة رقيقة فيها سذاجة من أعجب بنفسه بكل ما فيها من نزعات وشذوذ :
مازلت أستل رووح الدن في لطف وأستقي دمه في جوف مجروححتى انثنيت ولي روحان في جسد والدن منطرح ، جسماً بلا روحتتمثل شاعرية أبي نواس بقدرته التي تصل إلى حد العبقرية وجمال تشخيصه ولوحاته الزاهية التي عبرت عن شخصية تلقائية .
- بهيةعضو بارز
- الجنس :
عدد الرسائل : 1138
العمر : 52
مقر الإقامة : وسط المدينة تينركوك ولاية ادرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 69
نقاط : 2069
رد: رجل من التاريخ أبو نواس
الجمعة يونيو 26, 2009 3:19 pm
شكرا على البطاقة التاريخية على احد رواذ الثورة الجزائرية المجيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى