دور المسجد في تنمية المجتمع
الإثنين فبراير 23, 2009 7:58 pm
التنمية: مصدر للفعل الرباعي: نمَّى، يقال: نمَّى الرجل المال تنمية، إذا أكثره وزاده.
والتنمية كلمة شاع استعمالها كثيراً في العصر الحالي، ويراد بها: الارتقاء بالإنسان في حياته المادية والمعنوية: في معارفه وعلومه، وتفكيره وإبداعه، وفي غذائه وعمله وعلاجه وجميع شؤونه..
والدعوة إلى التنمية الشاملة تتوافق مع توجّهات الإسلام في تحسين أوضاع الإنسان وتحقيق مزيد من الراحة والطمأنينة والكرامة والسعادة له.
وقد سعى الإسلام إلى تحقيق التنمية من خلال عدة مجالات وميادين، ومن هذه الميادين المساجد.
ولا عجب في هذا إذا عرفنا تعجُّل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بناء مسجد قباء كأول مسجد في الإسلام، حال قدومه - صلى الله عليه وسلم - مهاجراً من مكة إلى المدينة، وذلك قبل أن يدخلها ويستقر فيها.
ثم قام ببناء المسجد النبوي عند مبرك ناقته، وكان الموضع قبل ذلك أرضاً لبني النجار...
ثم حث المسلمين على بناء المساجد وإكثارها، لتسهيل المهمة المنوطة بها فقال: (من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة) متفق عليه.
وفي ضوء هذه التوجيهات أقبل المسلمون ـ رجالاً ونساء، حكومات وأفراداً ـ على بناء المساجد ووقفها، وإنك لا تجد مدينة أو قرية فيها مسلمون، إلا ويسارعون في بناء المساجد أولاً...
وقد رصد المسلمون لهذه المساجد الأموال الكثيرة، لتنفق على احتياجاتها المتعددة: على أئمتها، وخطبائها، ووعاظها، وموظفيها، ولوازمها من فرش وإضاءة وترميم ورعاية...
وكان الهدف من تلك الجهود المبذولة إعداد المسجد ليقوم بوظيفته التنموية الشاملة في المجتمع الإسلامي. لأن المسجد في الإسلام ليس مكاناً للعبادة فحسب، بل إن له إلى جانب ذلك دوراً بالغ الأهمية في التنشئة الثقافية والفكرية والعلمية، إضافة إلى كونه مصدر إشعاع تربوي واجتماعي واقتصادي وعملي.. وهذا الدور للمسجد يتعاضد مع دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الأخرى التي تسهم في بناء المجتمع وتنميته..
من المسجد تشع الثقافة الإسلامية الأصيلة، ومنه ينبعث الوعي الديني، وفيه يعرف الحلال والحرام، وبخاصة مع كثرة وسائل الإعلام المضللة.
في المسجد تعرف فضائل الإسلام وآدابه وأحكامه، ويجد المسلم القدوة الحسنة، ويحاكي الصالحين الأبرار، ويتعلم ضبط النفس، والصبر على الشدائد، والتحلي بالأمانة والعفة، وفيه يتعرف على تعاليم الإسلام وحثه على العلم النافع، ودعوته إلى العمل الجاد الذي ينفع صاحبه ويرتقي بمجتمعه..
في المسجد يتعلم المسلم تحمل المسؤولية بعزم ورجولة، ومنه يتلقى قيم النظافة وآثارها الإيجابية في قوة الأفراد والمجتمع وقضائها على الأمراض والعدوى...
في المسجد دعوة إلى روح الجماعة والتآلف بين المسلمين، وفيه يتعلم المرء الانضباط والهدوء والتزام العمل الجماعي، من خلال اقتدائه بالإمام والتزامه بصلاة الجماعة...
لقد أناط الإسلام بالمسجد دوراً أكبر مما ألفه الناس في عصورهم المتأخرة، ومن ذلك تعضيد الروابط الاجتماعية بين الجيران والأصحاب وأهل الحي والالتزام بالقيم الاجتماعية والإنسانية...
إن المسجد يختلف عن بقية المؤسسات، لأنه ينمي فكر قاصده بما يسمعه من محاضرات وندوات وعلوم ومعارف دون أن يُشترط لذلك سن معينة أو مرحلة دراسية محددة، فهو لا يخلو من معرفة متجددة وتعليم مستمر، وهذا ما ينادي به اليوم كثير من رجال التربية والتعليم، ويعتبرونه أمراً لازماً ومهماً في تطوير المجتمعات ورقيها وازدهارها...
وكم خرّجت المساجد الإسلامية والمدارس الملحقة بها من علماء أفذاذ سطعت أسماؤهم في سماء المعرفة الإنسانية دراسة وبحثاً وتأليفاً وإبداعاً، في كافة العلوم والفنون والثقافات والحضارات... ؟
وكم انتفع من المساجد أعداد كثيرة من النابغين والنابهين الذين صاروا فيما بعد قادة المجتمعات في السياسة والفكر والاختراع والإبداع الإنساني.. ؟
وكم حملة انطلقت من المساجد في البلدان الإسلامية تقاوم الاستعمار المحتل، وتطالبه بالحرية والاستقلال والجلاء عن الأوطان.. ؟
إن الصور والحالات السابق ذكرها أسهمت إسهاماً حقيقياً في التنمية الشاملة، بما كان ينهله الناس في المساجد من فضائل وقيم وآداب ونشاطات فكرية وعلمية وعملية ترتقي بحياتهم وصحتهم، فضلاً عن معارفهم وسلوكهم، وتحقق لهم مزيداً من الراحة والسعادة والطمأنينة..
إن المساجد اليوم نتنظر دوراً أكبر لها في استعادة زمام المبادرة للمشاركة الفعالة في صياغة الفرد المسلم المتكامل في شخصيته المادية والمعنوية.
وعلى عاتق الأئمة والخطباء تقع مسؤولية تفعيل ذلك، من حيث اختيار الموضوعات المتوافقة مع المناسبات الزمانية والمكانية والتعاون مع روّاد المساجد والمصلين لإيجاد جو من الألفة الاجتماعية والتعارف الدائم الكريم. ولا شك أن هذا يتوافق ويلتقي مع الدعوات المتكررة الصادرة عن الإدارات المسؤولة عن المساجد، والمتضمنة العمل على تفعيل دور المساجد في المجتمع لتسهم في نشر مزيد من الوعي والرقي الاجتماعي المتكامل.
والتنمية كلمة شاع استعمالها كثيراً في العصر الحالي، ويراد بها: الارتقاء بالإنسان في حياته المادية والمعنوية: في معارفه وعلومه، وتفكيره وإبداعه، وفي غذائه وعمله وعلاجه وجميع شؤونه..
والدعوة إلى التنمية الشاملة تتوافق مع توجّهات الإسلام في تحسين أوضاع الإنسان وتحقيق مزيد من الراحة والطمأنينة والكرامة والسعادة له.
وقد سعى الإسلام إلى تحقيق التنمية من خلال عدة مجالات وميادين، ومن هذه الميادين المساجد.
ولا عجب في هذا إذا عرفنا تعجُّل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بناء مسجد قباء كأول مسجد في الإسلام، حال قدومه - صلى الله عليه وسلم - مهاجراً من مكة إلى المدينة، وذلك قبل أن يدخلها ويستقر فيها.
ثم قام ببناء المسجد النبوي عند مبرك ناقته، وكان الموضع قبل ذلك أرضاً لبني النجار...
ثم حث المسلمين على بناء المساجد وإكثارها، لتسهيل المهمة المنوطة بها فقال: (من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة) متفق عليه.
وفي ضوء هذه التوجيهات أقبل المسلمون ـ رجالاً ونساء، حكومات وأفراداً ـ على بناء المساجد ووقفها، وإنك لا تجد مدينة أو قرية فيها مسلمون، إلا ويسارعون في بناء المساجد أولاً...
وقد رصد المسلمون لهذه المساجد الأموال الكثيرة، لتنفق على احتياجاتها المتعددة: على أئمتها، وخطبائها، ووعاظها، وموظفيها، ولوازمها من فرش وإضاءة وترميم ورعاية...
وكان الهدف من تلك الجهود المبذولة إعداد المسجد ليقوم بوظيفته التنموية الشاملة في المجتمع الإسلامي. لأن المسجد في الإسلام ليس مكاناً للعبادة فحسب، بل إن له إلى جانب ذلك دوراً بالغ الأهمية في التنشئة الثقافية والفكرية والعلمية، إضافة إلى كونه مصدر إشعاع تربوي واجتماعي واقتصادي وعملي.. وهذا الدور للمسجد يتعاضد مع دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الأخرى التي تسهم في بناء المجتمع وتنميته..
من المسجد تشع الثقافة الإسلامية الأصيلة، ومنه ينبعث الوعي الديني، وفيه يعرف الحلال والحرام، وبخاصة مع كثرة وسائل الإعلام المضللة.
في المسجد تعرف فضائل الإسلام وآدابه وأحكامه، ويجد المسلم القدوة الحسنة، ويحاكي الصالحين الأبرار، ويتعلم ضبط النفس، والصبر على الشدائد، والتحلي بالأمانة والعفة، وفيه يتعرف على تعاليم الإسلام وحثه على العلم النافع، ودعوته إلى العمل الجاد الذي ينفع صاحبه ويرتقي بمجتمعه..
في المسجد يتعلم المسلم تحمل المسؤولية بعزم ورجولة، ومنه يتلقى قيم النظافة وآثارها الإيجابية في قوة الأفراد والمجتمع وقضائها على الأمراض والعدوى...
في المسجد دعوة إلى روح الجماعة والتآلف بين المسلمين، وفيه يتعلم المرء الانضباط والهدوء والتزام العمل الجماعي، من خلال اقتدائه بالإمام والتزامه بصلاة الجماعة...
لقد أناط الإسلام بالمسجد دوراً أكبر مما ألفه الناس في عصورهم المتأخرة، ومن ذلك تعضيد الروابط الاجتماعية بين الجيران والأصحاب وأهل الحي والالتزام بالقيم الاجتماعية والإنسانية...
إن المسجد يختلف عن بقية المؤسسات، لأنه ينمي فكر قاصده بما يسمعه من محاضرات وندوات وعلوم ومعارف دون أن يُشترط لذلك سن معينة أو مرحلة دراسية محددة، فهو لا يخلو من معرفة متجددة وتعليم مستمر، وهذا ما ينادي به اليوم كثير من رجال التربية والتعليم، ويعتبرونه أمراً لازماً ومهماً في تطوير المجتمعات ورقيها وازدهارها...
وكم خرّجت المساجد الإسلامية والمدارس الملحقة بها من علماء أفذاذ سطعت أسماؤهم في سماء المعرفة الإنسانية دراسة وبحثاً وتأليفاً وإبداعاً، في كافة العلوم والفنون والثقافات والحضارات... ؟
وكم انتفع من المساجد أعداد كثيرة من النابغين والنابهين الذين صاروا فيما بعد قادة المجتمعات في السياسة والفكر والاختراع والإبداع الإنساني.. ؟
وكم حملة انطلقت من المساجد في البلدان الإسلامية تقاوم الاستعمار المحتل، وتطالبه بالحرية والاستقلال والجلاء عن الأوطان.. ؟
إن الصور والحالات السابق ذكرها أسهمت إسهاماً حقيقياً في التنمية الشاملة، بما كان ينهله الناس في المساجد من فضائل وقيم وآداب ونشاطات فكرية وعلمية وعملية ترتقي بحياتهم وصحتهم، فضلاً عن معارفهم وسلوكهم، وتحقق لهم مزيداً من الراحة والسعادة والطمأنينة..
إن المساجد اليوم نتنظر دوراً أكبر لها في استعادة زمام المبادرة للمشاركة الفعالة في صياغة الفرد المسلم المتكامل في شخصيته المادية والمعنوية.
وعلى عاتق الأئمة والخطباء تقع مسؤولية تفعيل ذلك، من حيث اختيار الموضوعات المتوافقة مع المناسبات الزمانية والمكانية والتعاون مع روّاد المساجد والمصلين لإيجاد جو من الألفة الاجتماعية والتعارف الدائم الكريم. ولا شك أن هذا يتوافق ويلتقي مع الدعوات المتكررة الصادرة عن الإدارات المسؤولة عن المساجد، والمتضمنة العمل على تفعيل دور المساجد في المجتمع لتسهم في نشر مزيد من الوعي والرقي الاجتماعي المتكامل.
- زائرزائر
رد: دور المسجد في تنمية المجتمع
الجمعة أبريل 03, 2009 11:28 am
مشكوووووور اخي في انتظار جديد مساهماتك
- بهيةعضو بارز
- الجنس :
عدد الرسائل : 1138
العمر : 52
مقر الإقامة : وسط المدينة تينركوك ولاية ادرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 69
نقاط : 2069
رد: دور المسجد في تنمية المجتمع
الأربعاء أبريل 22, 2009 4:15 pm
متشكر على الموضوع المفيد للجميع الكبير قبل الصغير .
وما ننتظره هو ان تقوم نظارة الشؤون الدينية على
مستوى ولاية ادرار ومختلف الدوائر بدورها الحضارى
و التربوى و التعليمى . علما ان عــ{د كبير من موظفى
الشؤون الدينية . لايقمون بواجبهم .و ينتظرون الاجرة
الشهرية فقط . ويمارسون الاعمال الحرة و الانتقال الى
مختلف الولايات خصوصا البيض لبيع التمر .ولا يوجه لهم
اى استفسار واو طلب عطلة . بحكم ان لهم معارف على
مستوى نظارة الشؤون الدينية بولاية ادرار
متى تتحرك جمعيات المساجد ضد هاذا النوع من الانتهازيين
و تتم عملية تطهير القطاع من اشخاص موظفين ولا يمارسون
عملهم متى ....متى ...متى ... متى .توضع النقاط على الحروف
وما ننتظره هو ان تقوم نظارة الشؤون الدينية على
مستوى ولاية ادرار ومختلف الدوائر بدورها الحضارى
و التربوى و التعليمى . علما ان عــ{د كبير من موظفى
الشؤون الدينية . لايقمون بواجبهم .و ينتظرون الاجرة
الشهرية فقط . ويمارسون الاعمال الحرة و الانتقال الى
مختلف الولايات خصوصا البيض لبيع التمر .ولا يوجه لهم
اى استفسار واو طلب عطلة . بحكم ان لهم معارف على
مستوى نظارة الشؤون الدينية بولاية ادرار
متى تتحرك جمعيات المساجد ضد هاذا النوع من الانتهازيين
و تتم عملية تطهير القطاع من اشخاص موظفين ولا يمارسون
عملهم متى ....متى ...متى ... متى .توضع النقاط على الحروف
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى