- ابوياسر التيميمونيعضو
- الجنس :
عدد الرسائل : 28
العمر : 42
مقر الإقامة : تيميمون
تاريخ التسجيل : 07/01/2012
التقييم : 13
نقاط : 80
ما جاء في علاج الصداع والشقيقة / صحيح الطب النبوى
الأحد يناير 08, 2012 11:47 pm
ما جاء في علاج الصداع والشقيقة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع ، غلف رأسه بالحناء ، ويقول : "إنه نافع بإذن الله من الصداع".
أخرجه ابن ماجة (3502) ،وأبو داود (385) ، وأحمد (6/462) ، والهيثمي في "المجمع" (5/95) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي ، صدع ، فيغلف رأسه بالحناء . قال الهيثمي : وفيه الأحوص بن حكيم،وقد وثق ، وفي ضعف كثير ، وأبو عون لم أعرفه.
وفي "الصحيح" ، أنه قال في مرض موته : "وارأساه" وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
أخرجه البخاري (10/ 105) في المرض .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : والصداع : ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة ، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً ، يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة السلاح التي تشمل على الرأس كله ، وربما كان في مؤخر الرأس أو في مقدمه .زاد المعاد (4/7) .
عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : ما سمعت أحداً قطٌّ يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في رأسه إلا قال له "احتجم" ، ولا وجعاً في رجليه إلا قال "اخضبهما" .
وفي رواية عنها : "كان إذا اشتكى أحد من رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فأخضبها بالحناء". رواه أحمد ، وأبو داود . السلسلة الصحيحة (2059) ، صحيح الجامع رقم (4671) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى عن الصداع : وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة ، وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتماؤه لما دار فيه من البخار الذي يطلب النفوذ من الرأس فلا يجد منفذا فيصدعه كما يصدع الوعاء إذا حمى ما فيه وطلب النفوذ فكل شيء رطب إذا حمى طلب مكانا أوسع من مكانه الذي كان فيه فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه التفشي والتحلل وجال في الرأس سمى السدر ، والصداع يكون عن أسباب عديدة أحدها من غلبة واحدة من الطبائع الأربعة ، والخامس يكون من قروح تكون في المعدة فيألم الرأس لذلك الورم للاتصال من العصب المنحدر من الرأس بالمعدة ، والسادس من ريح غليظة تكون في المعدة فتصعد إلى الرأس فتصدعه ، والسابع يكون من ورم في عروق المعدة فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما ، والثامن صداع يحصل من امتلاء المعدة من الطعام ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا فيصدع الرأس ويثقله ، والتاسع يعرض بعد الجماع لتخلل الجسم فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره ، والعاشر صداع يحصل بعد القيء والاستفراغ إما لغلبة اليبس وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه ، والحادي عشر صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء ، والثاني عشر ما يعرض من شدة البرد وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها، والثالث عشر ما يحدث من السهر وحبس النوم ، والرابع عشر ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشيء الثقيل عليه ، والخامس عشر ما يحدث من كثرة الكلام فتضعف قوة الدماغ لأجله ، والسادس عشر ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة ، والسابع عشر ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهموم والغموم والأحزان والوسواس والأفكار الرديئة ، والثامن عشر ما يحدث من شدة الجوع فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه ، والتاسع عشر ما يحدث من ورم في صفاق الدماغ ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه ، والعشرون ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم . والله أعلم.
ثم قال : وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقلبها الجانب الأضعف من جانبيه وتلك المادة إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة ، وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين وخاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت الضربان سكن الوجع ،وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له أن هذا النوع كان يصيب النبي صلى الله عليه وسلم فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج ، وفيه عن ابن عباس :
قال : "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عصب رأسه بعصابة" ، وفي الصحيح "أنه قال في مرض موته وارأساه وكان يعصب رأسه في مرضه" . وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه ، فمنه ما علاجه بالاستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات والحركات .اهـ . الطب النبوي(69) .
علاج الصداع وفوائد الحناء
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سيد ريحان أهل الجنة الحناء" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1420) ، "صحيح الجامع" رقم (3677) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا ـ [ أي ما جاء في الموضوع السابق ] ـ فعلاج الصداع في هذا الحديث بالحناء هو جزئي لا كلي وهو علاج نوع من أنواعه ، فإن الصداع إذا كان من حرارة ملتهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها نفع فيه الحناء ظاهرا ، وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم الأعضاء وفيه قبض تشد به الأعضاء ، وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب سكنه وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له اختضب بالحناء" . سبق تخريجه . وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : "كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها بالحناء". سبق تخريجه .
والحناء بارد في الأولى يابس في الثانية وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد .
ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الخراجات فعل دم الأخوين ، وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب ، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه ، وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقة في ماء عذب يغمره ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوما كل يوم عشرون درهما مع عشرة دراهم سكر ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة ، وحكى أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشر أيام حناء فلم يقدم عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها ، والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها ، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن . اهـ . الطب النبوي الطب النبوي (1/69- 70،229) .
الكتم ، روى البخارى في صحيحه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: دخلنا على أم سلمة رضى الله عنها ، فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم" . وفي السننن الأربعة ، عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم . وفي سنن أبى داود عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء ، فقال : "ما أحسن هذا" ، فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال : "هذا أحسن من هذا" ، فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله" .
قال ابن قيم الجوزية : قال الغافقي : الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ أسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر أوقية قيأ قيئا شديدا ، وينفع من عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به ، وقال الكندي : بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأها ، وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهى ورق النيل وهذا وهم فإن الوسمة غير الكتم ، قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، وقيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبياء وأكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن ، فإن قيل قد ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه ، أنه قال لم يختضب النبي صلى الله عليه وسلم قيل قد أجاب الإمام أحمد بن حنبل عن هذا ، قال قد شهد به غير أنس بن مالك رضى الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أنه خضب ، وليس من شهد بمنـزلة من لم يشهد ، فأحمد اثبت خضاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة من المحدثين ومالك أنكره ، فإن قيل قد ثبت في صحيح مسلم النهى عن الخضاب بالسواد في شأن أبى قحافة لما أتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال : "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"، والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين أحدهما أن النهى عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء أخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة فإنها تجعله اسود فاحما ، وهذا أصح الجوابين ، الجواب الثاني أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمرأة الكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فأنه من الغش والخداع ، فأما إذا لم يتضمن تدليسا ولا خداعا فقد صح عن الحسن والحسين رضى الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار ، وذكره عن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبى وقاص ، وعقبة ابن عامر ، والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمر بن عثمان ، وعلى بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب، وإسماعيل بن معد يكرب رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بن علاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن على المقدمي ، والقاسم بن سلام رضى الله عنهم أجمعين . اهـ . الطب النبوي (ص286) .
ثم قال : رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات مع دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه .زاد المعاد (4/82) .
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع ، غلف رأسه بالحناء ، ويقول : "إنه نافع بإذن الله من الصداع".
أخرجه ابن ماجة (3502) ،وأبو داود (385) ، وأحمد (6/462) ، والهيثمي في "المجمع" (5/95) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي ، صدع ، فيغلف رأسه بالحناء . قال الهيثمي : وفيه الأحوص بن حكيم،وقد وثق ، وفي ضعف كثير ، وأبو عون لم أعرفه.
وفي "الصحيح" ، أنه قال في مرض موته : "وارأساه" وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
أخرجه البخاري (10/ 105) في المرض .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : والصداع : ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة ، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً ، يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة السلاح التي تشمل على الرأس كله ، وربما كان في مؤخر الرأس أو في مقدمه .زاد المعاد (4/7) .
عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : ما سمعت أحداً قطٌّ يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في رأسه إلا قال له "احتجم" ، ولا وجعاً في رجليه إلا قال "اخضبهما" .
وفي رواية عنها : "كان إذا اشتكى أحد من رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فأخضبها بالحناء". رواه أحمد ، وأبو داود . السلسلة الصحيحة (2059) ، صحيح الجامع رقم (4671) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى عن الصداع : وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة ، وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتماؤه لما دار فيه من البخار الذي يطلب النفوذ من الرأس فلا يجد منفذا فيصدعه كما يصدع الوعاء إذا حمى ما فيه وطلب النفوذ فكل شيء رطب إذا حمى طلب مكانا أوسع من مكانه الذي كان فيه فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه التفشي والتحلل وجال في الرأس سمى السدر ، والصداع يكون عن أسباب عديدة أحدها من غلبة واحدة من الطبائع الأربعة ، والخامس يكون من قروح تكون في المعدة فيألم الرأس لذلك الورم للاتصال من العصب المنحدر من الرأس بالمعدة ، والسادس من ريح غليظة تكون في المعدة فتصعد إلى الرأس فتصدعه ، والسابع يكون من ورم في عروق المعدة فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما ، والثامن صداع يحصل من امتلاء المعدة من الطعام ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا فيصدع الرأس ويثقله ، والتاسع يعرض بعد الجماع لتخلل الجسم فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره ، والعاشر صداع يحصل بعد القيء والاستفراغ إما لغلبة اليبس وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه ، والحادي عشر صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء ، والثاني عشر ما يعرض من شدة البرد وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها، والثالث عشر ما يحدث من السهر وحبس النوم ، والرابع عشر ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشيء الثقيل عليه ، والخامس عشر ما يحدث من كثرة الكلام فتضعف قوة الدماغ لأجله ، والسادس عشر ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة ، والسابع عشر ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهموم والغموم والأحزان والوسواس والأفكار الرديئة ، والثامن عشر ما يحدث من شدة الجوع فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه ، والتاسع عشر ما يحدث من ورم في صفاق الدماغ ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه ، والعشرون ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم . والله أعلم.
ثم قال : وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقلبها الجانب الأضعف من جانبيه وتلك المادة إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة ، وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين وخاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت الضربان سكن الوجع ،وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له أن هذا النوع كان يصيب النبي صلى الله عليه وسلم فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج ، وفيه عن ابن عباس :
قال : "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عصب رأسه بعصابة" ، وفي الصحيح "أنه قال في مرض موته وارأساه وكان يعصب رأسه في مرضه" . وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه ، فمنه ما علاجه بالاستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات والحركات .اهـ . الطب النبوي(69) .
علاج الصداع وفوائد الحناء
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سيد ريحان أهل الجنة الحناء" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1420) ، "صحيح الجامع" رقم (3677) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا ـ [ أي ما جاء في الموضوع السابق ] ـ فعلاج الصداع في هذا الحديث بالحناء هو جزئي لا كلي وهو علاج نوع من أنواعه ، فإن الصداع إذا كان من حرارة ملتهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها نفع فيه الحناء ظاهرا ، وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم الأعضاء وفيه قبض تشد به الأعضاء ، وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب سكنه وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له اختضب بالحناء" . سبق تخريجه . وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : "كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها بالحناء". سبق تخريجه .
والحناء بارد في الأولى يابس في الثانية وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد .
ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الخراجات فعل دم الأخوين ، وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب ، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه ، وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقة في ماء عذب يغمره ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوما كل يوم عشرون درهما مع عشرة دراهم سكر ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة ، وحكى أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشر أيام حناء فلم يقدم عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها ، والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها ، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن . اهـ . الطب النبوي الطب النبوي (1/69- 70،229) .
الكتم ، روى البخارى في صحيحه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: دخلنا على أم سلمة رضى الله عنها ، فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم" . وفي السننن الأربعة ، عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم . وفي سنن أبى داود عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء ، فقال : "ما أحسن هذا" ، فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال : "هذا أحسن من هذا" ، فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله" .
قال ابن قيم الجوزية : قال الغافقي : الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ أسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر أوقية قيأ قيئا شديدا ، وينفع من عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به ، وقال الكندي : بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأها ، وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهى ورق النيل وهذا وهم فإن الوسمة غير الكتم ، قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، وقيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبياء وأكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن ، فإن قيل قد ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه ، أنه قال لم يختضب النبي صلى الله عليه وسلم قيل قد أجاب الإمام أحمد بن حنبل عن هذا ، قال قد شهد به غير أنس بن مالك رضى الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أنه خضب ، وليس من شهد بمنـزلة من لم يشهد ، فأحمد اثبت خضاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة من المحدثين ومالك أنكره ، فإن قيل قد ثبت في صحيح مسلم النهى عن الخضاب بالسواد في شأن أبى قحافة لما أتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال : "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"، والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين أحدهما أن النهى عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء أخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة فإنها تجعله اسود فاحما ، وهذا أصح الجوابين ، الجواب الثاني أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمرأة الكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فأنه من الغش والخداع ، فأما إذا لم يتضمن تدليسا ولا خداعا فقد صح عن الحسن والحسين رضى الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار ، وذكره عن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبى وقاص ، وعقبة ابن عامر ، والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمر بن عثمان ، وعلى بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب، وإسماعيل بن معد يكرب رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بن علاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن على المقدمي ، والقاسم بن سلام رضى الله عنهم أجمعين . اهـ . الطب النبوي (ص286) .
ثم قال : رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات مع دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه .زاد المعاد (4/82) .
- عبيرعضو جد مميز
- الجنس :
عدد الرسائل : 448
العمر : 38
مقر الإقامة : بلاد الرجال و الابطال الجزائر
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 22
نقاط : 480
رد: ما جاء في علاج الصداع والشقيقة / صحيح الطب النبوى
الإثنين يونيو 04, 2012 10:56 pm
شكرا الاخ التيميمونى على
على المواضيع المميزة
حول الطب التقليدى
على المواضيع المميزة
حول الطب التقليدى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى