منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU
منتدى شباب تينركوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
اسماعيل التواتي
اسماعيل التواتي
مشرف المواضيع العامة
مشرف المواضيع العامة
عدد الرسائل : 257
العمر : 39
مقر الإقامة : زاوية الدباغ
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
التقييم : 18
نقاط : 432

أعظم مادحٍ لأعظم ممدوحٍ   للكاتب الدكتور : محمد الهادي الحسني . Empty أعظم مادحٍ لأعظم ممدوحٍ للكاتب الدكتور : محمد الهادي الحسني .

الخميس فبراير 25, 2010 11:27 am
تقييم المساهمة: 100% (1)
مَن مِن أئمة المسلمين وعلمائهم، وشيوخ الطرق الصوفية ومُريديهم، والشعراء، والكتّاب، وأساتذة الأدب.. وغير هؤلاء جميعا من لا يعرفون قصيدة "البُردة"، أو يحفظون بعضها أو كلها؟ ولكن كم من هؤلاء جميعا يعرفون اسم صاحب هذه القصيدة العصماء؟ وكم من هؤلاء "آلهؤلاء" يعرفون أصل صاحبها وقبيله؟

فأما معرفة القصيدة لا مِرْية في أن أكثر من ذكرتُ يعرفونها، حفظا أو سماعا في الموالد والمناسبات الدينية، إذ لم تنل قصيدة من الشهرة والذيوع ما نالته هذه القصيدة. وأما عدد من يعرفون اسم صاحبها -الإمام البوصيري- فهو أقلّ، وأقل منه من يعلمون أن صاحبها أمازيغي من قبيلة صنهاجة، ومن قلعة بني حمّاد بنواحي مدنية المسيلة بالجزائر، وما جعل أكثر الناس في المشارق والمغارب يجهلون أصله إلا نسبته إلى بلدة "بوصير" في مصر، حيث وُلد، لأن والده - فيما يبدو- استقر بها، وتزوج من إحدى بناتها.

والبُوصيري هو محمد بن سعيد بن حماد، وقد أشار إلى اسمه في قصيدة البردة، وتفاؤله به خيرا، حيث قال:

فإن لي ذمّج منه بتمسيتي محمدا وهو أوفى الخلق بالذّمم

لقد اختلف الذين تناولوا حياته في تاريخ ميلاده، ولكن الراجح هو أنه رأى النور في 1 شوال من عام 608 هـ (7 مارس من عام 1212م) كما اختلفوا في تاريخ وفاته ومكانها، والراجح أيضا أنه توفي في سنة 696 هـ (1296م)، بالقاهرة، ويردّ على من ذهب إلى أنه توفي بالأسكندرية بأن الرّحالة المغربي عبد الله العياشي ذكر "أنه وقف في 1073 هـ على قبر البوصيري في القاهرة بالقرب من ضريح الإمام الشافعي"(1)

حفظ البوصيري القرآن الكريم، ثم انتقل إلى القاهرة، فطاف على حلق العلم في المساجد، فتلقى العلوم العربية، والشرعية، والسيرة النبوية الشريفة، وتردّد على مدينة الإسكندرية فتعرف على الصوفي الشهير أبي العباس المرسي، واتخذه شيخا.

لم يكن البوصيري من أسرة ميسورة الحال، فاضطر إلى أن يكدح كدحا لتحصيل رزق أهله، ومارس عدة أعمال كتعليم الصبيان، واتخاذ الكتابة للناس حرفة..

عالج البوصيري أغراض الشعر المعروفة، ولكن شهرته قامت على قصائده في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث أنشأ فيه مجموعة من القصائد من بينها:

القصيدة الهمزية، وسماها "أم القرى في مدح خير الورى"،

ومطلعها:

كيف ترقى رُقيّك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماء

القصيدة المحمدية، ومطلعها:

محمد أشرف الأعراب والعجم محمد خير من يمشي على قدم

القصيدة الهائية، ومطلعها:

الصبح بدا من طلعته والليل دجا من وفدته

ولكن أشهر قصائده في مدح سدينا محمد - صلى الله عليه وسلم - هي قصيدة "البردة"، التي تسمى "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، التي اعتبرت "درّة ديوان شعر المديح في الإسلام"،"لما تميزت به من خالص الحب، وصادق المدح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن سمو في معانيها، ويسر في وجوه صياغتها، ونبل في مقاصدها، مما جعلها تنال من الخطوة والشيوع والإعجاب لدى عامة المسلمين وخاصتهم مالم تحظ بمثله مديحة أخرى غيرها في غرضها على امتداد عصور تاريخ الأدب العربي(2)"، وهذا ماجعلها تحظى بشروح كثيرة تجاوزت 90 شرحا(3)، آخرها - فيما نعلم- لصديقنا محمد ابن سمينه - رحمه الله - الذي ختم به حياته.

ولم يقتصر الاهتمام بالردة على العرب فقط؛ بل تمت ترجمتها إلى عدة لغات منها الفارسية، والتركية والأوردية، والألمانية، والإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية..

كماأن كثيرا من كبار الشعراء تأثروا بقصيدة البردة مبنى ومعنى، فراحوا ينسجون على منوالها، ويقلدونها، ومنهم محمود سامي البارودي، وعلي أحمد باكثير، وأحمد محرم، والشاعر الأرمني المسيحي ميشال ويرْدي الذي أسلم وجهه لله - عز وجل- ومما جاء في قصيدته مُخاطبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-

لو يتبع الخلق ما خلّدت من سنن لم يفتك الجهل والإغواز بالأمم

مذاهب أحدثت في الأرض بلبلة وأورثتنا بلايا الحرب والإزم

أحببت دينك لما قلت: أكرمكم أتقاكم، وتركت الحكم للحكم

وقلت: إني هدى للعالمين، ولم تلجأ للعنف، بل أقنعت بالكلم

ومن الشعراء الجزائريين الذين تأثروا بقصيدة البردة، وتفاعلوا معها، الشيخ محمد الأخضر السائحي، رحمه الله، الذي قام بتشطيرها، والأستاذ الصديق مبروك زيد الخير، الذي سمّي قصيدته "الحلة السندسية على نهج البردة الرضية، في مدح خير البرية".

ولكن أشهر من تأثر بقصيدة البردة، وأبدع في النسج على منوالها هو أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي سماها "نهج البردة"، معترفا بأنه لا يعارض بقصيدته البوصيري، ومؤكدا أن المادحين تبع لبوصيري، فقال:

المادحون وأرباب الهوى تبع لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم

مديحه فيك حب خالص وهوى وصادق الحب يملي صادق الكلم

الله يشهد أني لا أعارضه من ذا يعارض صوب العارض العرم؟

وإنما أنا بعض الغابطين، ومن يغبط وليّك لا يذمم، ولا يلم

لقد نسب إلى البوصيري قوله سبب تأليفه لهذه القصيدة: "... أصابني فالجٌ (شلل) أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت، ودعوت، وتوسّلت ونمت، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- فمسح على وجهي بيده الكريمة، وألقى عليّ بُردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة، فقمت، وخرجت من بيتي.. "(4).

لم يكن يُهِمني من هذه الكلمة أن أصدر حكما على الإمام البوصيري - رحمه الله، وغفر له - أو أخوض فيما انتقده عليه بعض العلماء في بعض أبيات من غلوٍّ في رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؛ ولكنني أحببت أن أنبّه الناس وأذكرهم بأصل هذا الشاعر المبدع، الذي لم يمدح أحد بعد حسان بن ثابت رسول اللله - عليه الصلاة والسلام- مثل ما مدحه هذا الشاعر، الذي تنغرس جذوره في هذه الأرض الجزائرية. ولهذا أدعو المسؤولين إلى إطلاق اسمه على المساجد، والمؤسسات التربوية، وأدعو الأساتذة والمعلمين إلى تعريفه لتلاميذهم وطلابهم ليعرفوا أن هذه الأرض كما أنجبت أبطال السّنان، أنجبت فحول اللسان..

وهنيئا لشعبنا المسلم، ولأمتنا الإسلامية، وللإنسانية كلها بذكرى ميلاد سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- رحمه الله المهداة، ووفّقنا سبحانه وتعالى للاقتداء بخير الخلق كلهم، ورحم أعظم مادح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- محمد بن سعيد بن حماد، الصنهاجي، المسيلي الجزائري.



------------



1- محمد ابن سمينة: قصيدة البردة للإمام البوصيري، نشر: المجلس الإسلامي الأعلى. ص32

2 - المرجع نفسه.. ص 15

3- المرجع نفسه.. ص172

4- المرجع نفسه.. ص 62
francesco
francesco
الإدارة العامة للمنتدى
الإدارة العامة للمنتدى
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 509
العمر : 34
مقر الإقامة : ------- تيميمون-------
تاريخ التسجيل : 13/08/2009
التقييم : 294
نقاط : 944
https://www.facebook.com/samirskayper.lemrabet?ref=tn_tnmn

أعظم مادحٍ لأعظم ممدوحٍ   للكاتب الدكتور : محمد الهادي الحسني . Empty رد: أعظم مادحٍ لأعظم ممدوحٍ للكاتب الدكتور : محمد الهادي الحسني .

الخميس فبراير 23, 2012 7:44 am
بعض مقاطع البردة :
محمـد سـيـد الكونـيـن والثقـلـي ـنوالفريقيـن مــن عــرب ومــن عـجـمِ
نبـيـنـا الآمـــرُ الـنـاهـي فـــلا أحــــدٌأبــر فـــي قـــولِ لا مـنــه ولا نـعــم
هـو الحبيـب الـذي ترجـى شفاعـتـهلـكـل هــولٍ مــن الأهــوال مقتـحـم
دعـا إلـى الله فالمستمسـكـون بــه مستمسكـون بحبـلٍ غـيـر منفـصـم
فاق النبيين فـي خلـقٍ وفـي خُلُـقٍ ولــم يـدانـوه فــي عـلـمٍ ولا كـــرم
وكلـهـم مــن رســول الله ملـتـمـسٌ غرفاً من البحـر أو رشفـاً مـن الديـمِ
وواقــفــون لــديــه عــنــد حــدهــم من نقطة العلم أو من شكلة الحكـم
فـهـوالـذي تـــم مـعـنــاه وصــورتــه ثـم اصطـفـاه حبيـبـاً بــارئُ النـسـم
منـزهٌ عــن شـريـكٍ فــي محاسـنـه فجوهـر الحسـن فيـه غيـر منقسـم
دع مـا ادعثـه النصـارى فـي نبيـهـم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكـم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فــإن فـضـل رســول الله لـيـس لــه حــدٌّ فـيـعـرب عـنــه نـاطــقٌ بـفــم

أخـــي الغالي ‘‘ الصادق اسماعيل التواتي
اعتدنا على ارتشاف كل ماهو
جميل ورائع
وماهذه الا رائعة من روائعك
واختياراتك الموفقة
لكن لقد طال غيابك

دمت بود
سلمت يداك وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى