معاهدة سيفر.. بين انجلترا والدولة العثمانية
الأربعاء فبراير 10, 2010 7:19 pm
معاهدة سيفر.. بين انجلترا والدولة العثمانية
امتدت الخلافة العثمانية في التاريخ ستة قرون متوالية، استطاعت خلالها أن تجمع معظم المسلمين تحت راية واحدة وخليفة واحد، وخاضت خلال هذا التاريخ الطويل العديد من الحروب على مختلف الجبهات كان النصر فيها سجالا بينها وبين أعدائها، وظلت رغم ضعفها شوكة قوية في ظهر أعداء الإسلام الذين عملوا على تصفيتها في حملة منظمة استمرت أكثر من 220 سنة، بدأت بمعاهدة كارلوفجه سنة (1111هـ= 1699م)، وانتهت بمعاهدة سيفر (1338هـ= 1920م) التي قضت بتخلي الدولة عن أقاليمها المختلفة في أوروبا وأفريقيا وآسيا.
"
"
الترقي" والحرب العالمية الأولى
استطاع حزب "الاتحاد والترقي" أن يسيطر على مقاليد السلطة في الدولة العثمانية سنة (1326هـ= 1908م)، واستمر في الحكم حتى نهايةالحرب العالمية الأولى؛ حيث شكل الوزارة، وقلص سلطات الخليفة العثماني. وارتبط هذا الحزب بعلاقات قوية مع الألمان؛ فعندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى سعى وزير الحربية "أنور باشا" إلى استفزاز دول الوفاق (بريطانيا، وروسيا، وفرنسا) لحملها على إعلان الحرب على الدولة العثمانية، رغم أن الحرب كانت لأسباب وتحالفات متعلقة بأوروبا؛ فألغى الامتيازات الأجنبية، وأصدر أوامره بإغلاق مضيقي البوسفور والدرنيل في وجه السفن الأجنبية؛ فاستغل الألمان ذلك وقدموا مبلغا ضخما من النقود الذهبية إلى الحكومة العثمانية لتعلن الحرب على دول الوفاق؛ فأصدر أنور باشا أوامره للأسطول العثماني في البحر الأسود ببدء الأعمال العسكرية ضد روسيا دون استشارة مجلس الوزراء، وهو يعلم أن ذلك الأمر كفيل بإدخال الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا.
وأغرق الأسطول العثماني عددا من السفن الروسية؛ فاحتج سفراء دول الوفاق على ذلك الأمر، إلا أن الحكومة العثمانية لم تجب على احتجاجاتهم؛ فأعلنت دول الوفاق الحرب على الدولة العثمانية في محرم (1333هـ= نوفمبر 1914م)، كما أعلنت بريطانيا حمايتها على مصر، وبدأت أساطيل الحلفاء في قصف قلاع الدردنيل، ودخلت بريطانيا لأول مرة في التاريخ حربا ضد الدولة العثمانية، وهكذا ورط الاتحاديون الدولة العثمانية في حرب شرسة استمرت أكثر من أربع سنوات دون أن يكون للدولة فائدة ولا طائل منها.
وكان الألمان يهدفون من توريط العثمانيين معهم في الحرب إلى استغلال النفط العراقي، والتغلغل سياسيا وتجاريا في بلاد فارس، وتوجيه ضربة قوية للوجود البريطاني في مصر، وتهديد السيطرة البريطانية على الهند من خلال طرق مواصلاتها.
وقد أرغمت هذه الحرب العثمانيين على القتال على ست جبهات في وقت واحد، في حين أن معظم العمليات العسكرية التركية كانت تستهدف الدفاع عن الأراضي العثمانية، ورغم ضعف الدولة وتعدد ميادين القتال فإنها استطاعت أن تحقق نجاحات عسكرية كبيرة، أهمها صد حملة الدردنيل التي أرسلتها بريطانيا وفرنسا لاقتحام البوسفور والدردنيل، من أجل تخفيف الضغط على روسيا، وإخراج الدولة العثمانية من الحرب بعد توجيه ضربة قوية إلى عمق أراضيها. ودافع العثمانيون ببسالة ومعهم الألمان عن شبة جزيرة غاليبوي؛ فاضطر الحلفاء إلى الانسحاب بعد خسارة 120 ألف قتيل وجريح.
وأمام هذه الصلابة من الدولة العثمانية لجأت دول الوفاق إلى الاتفاقات السرية لتقسيم الدولة العثمانية؛ فكاناتفاق سايكس بيكو، ولجأت إلى إثارة الشريف حسين ليعلن الثورة العربية على العثمانيين الذين رفعوا شعار الخلافة والجهاد؛ فكانت تلك الثورة أكبر ضربة وجهت لفكرة "الجامعة الإسلامية".
هدنة مدروز
تدهورت الأوضاع العسكرية للعثمانيين أثناء الحرب، وسيطر البريطانيون على العراق والشام، واحتل الفرنسيون شمالي بلاد الشام، وسيطر الحلفاء على إستانبول والمضايق التركية، ولما رأى قادة "الاتحاد والترقي" هذه الهزائم قدّم طلعت باشا رئيس الوزراء استقالة وزارته؛ فتألفت وزارة جديدة برئاسة أحمد عزت باشا، وهرب طلعت باشا وأنور باشا وغيرهما إلى ألمانيا.
وأرسلت الحكومة الجديدة وفدا وزاريا إلى مدينة مدروز في بحر إيجة بين اليونان وتركيا لمفاوضة الإنجليز على شروط الهدنة، وأرجأ الإنجليز الاجتماع النهائي لمدة أسبوعين حتى تتمكن قواتهم من احتلال الموصل وحلب.
وعقدت هدنة مدروز في (25 من محرم 1337هـ= 31 من أكتوبر 1918م)، ونصت على استسلام الدول العثمانية دون قيد أو شرط، وهو ما لم يحدث بالنسبة لألمانيا، وبدأت القوات العثمانية في إلقاء سلاحها، وبدأت عمليات الاحتلال طبقا للاتفاقيات، ووقعت الآستانة تحت الاحتلال المشترك للحلفاء تحت قيادة الأميرال البريطاني "كالثورب".
واستيقظ المسلمون على هذا الكابوس المزعج، وهو سقوط دولة الخلافة واحتلالها، وزاد من كآبة هذه الفاجعة سعي الأقليات الدينية لخدمة مصالحها، خاصة الأرمن واليونانيين، وجرت مذابح ضد المسلمين، وظهرت روح بغيضة من التشفي ضد المسلمين؛ فالجنرال اللنبي قال حين دخل القدس: "الآن انتهت الحروب الصليبية"، أما اليونان فقدموا للقائد الفرنسي فرنشية دسيراي الذي دخلت قواته الآستانة جوادا أبيض ليقلدمحمدًا الفاتح عند دخول القسطنطينية.
وبعد هدنة مدروز وصل الجنرال اللنبي القائد الإنجليزي إلى إستانبول، وطلب من الحكومة التركية تعيين مصطفى كمال قائدا للجيش السادس بالقرب من الموصل.
الثورة
أدرك السلطان العثماني "محمد وحيد الدين" أن بلاده منهارة بعد هزيمتها، وأن من مصلحتها التعاون مع الحلفاء وبخاصة الإنجليز حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه، وكان يدرك أيضا أن وجود تركيا لازم لدول الغرب لإقامة التوازن بينها، كما أن بريطانيا وفرنسا لن تسمحا بالقضاء عليها قضاء مبرما؛ لأن ذلك سيفسح المجال لروسيا للاستيلاء على الأناضول، وبالتالي على مضيقي البوسفور والدردنيل، وأن كل ما تريده هذه الدول الحليفة هو تقليص الدولة العثمانية، وجعلها دولة صغيرة.
ورأى الخليفة أن الحل الوحيد للخلاص من هذا الوضع السيئ هو قيام ثورة في شرقي البلاد والمناطق الداخلية التي لم تصل إليها قوات الحلفاء، وأنه لن يستطيع القيام بهذه الثورة؛ لأنه أعلى سلطة في البلاد؛ ولذلك وقع اختياره على مصطفى كمال ليقوم بهذه الثورة؛ فاستدعاه وأصدر أمرا بتعيينه مفتشا عاما للجيوش، وزوده بصلاحيات واسعة، ومنحه 20 ألف ليرة ذهبية.
وقبل أن يغادر مصطفى إستنابول بأيام أبلغت لجنة الحلفاء العليا المقيمة في باريس الحكومة العثمانية قرارا يقضي بنزول الجيوش اليونانية في أزمير ويحذرونها من المقاومة، وفي (15 من شعبان 1337هـ= 15 مايو 1919م) نزل اليونانيون في أزمير تساندهم بحرية الحلفاء، ووجد هؤلاء ترحيبا من جانب اليونانيين المحليين، وبدأت هذه القوات في ارتكاب مذابح ضد الأتراك؛ ففجرت روح المقاومة لديهم، وتشكلت جمعيات سرية مثل جمعية القرقول، وامتدت المقاومة والأعمال الفدائية إلى مناطق متعددة في البلاد، استغل مصطفى كمال هذه الفوضى، وأعلن استقلال نفسه وعدم ارتباطه بالخليفة أو الحكومة، وأخذ يحرض الناس على الثورة ضد الحكومة العثمانية.
أزعجت تصرفات مصطفى كمال الحكومة العثمانية، وانتهى الأمر بإقالته في (شوال 1337هـ = 1919م)، وعقد مصطفى مؤتمرا في أرضروم دعا فيه إلى وحدة البلاد ضمن الحدود القومية، ثم عقد مؤتمر سيواس في (ذي الحجة 1337 هـ = سبتمبر 1919هـ) تشكلت فيه هيئة تمثيلية، وطالب الدوائر العسكرية والمدنية بالارتباط بها، وقطع علاقتهم بإستانبول، ثم انتقل مقر هذه الهيئة إلى أنقرة.
وفي (26 من جمادى الآخرة 1338 هـ = 16 من مارس 1920م) احتل الحلفاء إستانبول بالكامل، وكانت القوات الإنجليزية فقط هي التي احتلتها، وأظهر الإنجليز عداء ظاهريا لمصطفى كمال حتى يصنعوا منه بطلا؛ فبعد سقوط الحكومة التي شكلت في ظل الاحتلال جرت انتخابات ونجح مصطفى عن أنقرة؛ فجمع النواب فيها، وشكل حكومة برئاسته، وأظهر التدين والتمسك بالإسلام.
استطاع حزب "الاتحاد والترقي" أن يسيطر على مقاليد السلطة في الدولة العثمانية سنة (1326هـ= 1908م)، واستمر في الحكم حتى نهايةالحرب العالمية الأولى؛ حيث شكل الوزارة، وقلص سلطات الخليفة العثماني. وارتبط هذا الحزب بعلاقات قوية مع الألمان؛ فعندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى سعى وزير الحربية "أنور باشا" إلى استفزاز دول الوفاق (بريطانيا، وروسيا، وفرنسا) لحملها على إعلان الحرب على الدولة العثمانية، رغم أن الحرب كانت لأسباب وتحالفات متعلقة بأوروبا؛ فألغى الامتيازات الأجنبية، وأصدر أوامره بإغلاق مضيقي البوسفور والدرنيل في وجه السفن الأجنبية؛ فاستغل الألمان ذلك وقدموا مبلغا ضخما من النقود الذهبية إلى الحكومة العثمانية لتعلن الحرب على دول الوفاق؛ فأصدر أنور باشا أوامره للأسطول العثماني في البحر الأسود ببدء الأعمال العسكرية ضد روسيا دون استشارة مجلس الوزراء، وهو يعلم أن ذلك الأمر كفيل بإدخال الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا.
وأغرق الأسطول العثماني عددا من السفن الروسية؛ فاحتج سفراء دول الوفاق على ذلك الأمر، إلا أن الحكومة العثمانية لم تجب على احتجاجاتهم؛ فأعلنت دول الوفاق الحرب على الدولة العثمانية في محرم (1333هـ= نوفمبر 1914م)، كما أعلنت بريطانيا حمايتها على مصر، وبدأت أساطيل الحلفاء في قصف قلاع الدردنيل، ودخلت بريطانيا لأول مرة في التاريخ حربا ضد الدولة العثمانية، وهكذا ورط الاتحاديون الدولة العثمانية في حرب شرسة استمرت أكثر من أربع سنوات دون أن يكون للدولة فائدة ولا طائل منها.
وكان الألمان يهدفون من توريط العثمانيين معهم في الحرب إلى استغلال النفط العراقي، والتغلغل سياسيا وتجاريا في بلاد فارس، وتوجيه ضربة قوية للوجود البريطاني في مصر، وتهديد السيطرة البريطانية على الهند من خلال طرق مواصلاتها.
وقد أرغمت هذه الحرب العثمانيين على القتال على ست جبهات في وقت واحد، في حين أن معظم العمليات العسكرية التركية كانت تستهدف الدفاع عن الأراضي العثمانية، ورغم ضعف الدولة وتعدد ميادين القتال فإنها استطاعت أن تحقق نجاحات عسكرية كبيرة، أهمها صد حملة الدردنيل التي أرسلتها بريطانيا وفرنسا لاقتحام البوسفور والدردنيل، من أجل تخفيف الضغط على روسيا، وإخراج الدولة العثمانية من الحرب بعد توجيه ضربة قوية إلى عمق أراضيها. ودافع العثمانيون ببسالة ومعهم الألمان عن شبة جزيرة غاليبوي؛ فاضطر الحلفاء إلى الانسحاب بعد خسارة 120 ألف قتيل وجريح.
وأمام هذه الصلابة من الدولة العثمانية لجأت دول الوفاق إلى الاتفاقات السرية لتقسيم الدولة العثمانية؛ فكاناتفاق سايكس بيكو، ولجأت إلى إثارة الشريف حسين ليعلن الثورة العربية على العثمانيين الذين رفعوا شعار الخلافة والجهاد؛ فكانت تلك الثورة أكبر ضربة وجهت لفكرة "الجامعة الإسلامية".
هدنة مدروز
تدهورت الأوضاع العسكرية للعثمانيين أثناء الحرب، وسيطر البريطانيون على العراق والشام، واحتل الفرنسيون شمالي بلاد الشام، وسيطر الحلفاء على إستانبول والمضايق التركية، ولما رأى قادة "الاتحاد والترقي" هذه الهزائم قدّم طلعت باشا رئيس الوزراء استقالة وزارته؛ فتألفت وزارة جديدة برئاسة أحمد عزت باشا، وهرب طلعت باشا وأنور باشا وغيرهما إلى ألمانيا.
وأرسلت الحكومة الجديدة وفدا وزاريا إلى مدينة مدروز في بحر إيجة بين اليونان وتركيا لمفاوضة الإنجليز على شروط الهدنة، وأرجأ الإنجليز الاجتماع النهائي لمدة أسبوعين حتى تتمكن قواتهم من احتلال الموصل وحلب.
وعقدت هدنة مدروز في (25 من محرم 1337هـ= 31 من أكتوبر 1918م)، ونصت على استسلام الدول العثمانية دون قيد أو شرط، وهو ما لم يحدث بالنسبة لألمانيا، وبدأت القوات العثمانية في إلقاء سلاحها، وبدأت عمليات الاحتلال طبقا للاتفاقيات، ووقعت الآستانة تحت الاحتلال المشترك للحلفاء تحت قيادة الأميرال البريطاني "كالثورب".
واستيقظ المسلمون على هذا الكابوس المزعج، وهو سقوط دولة الخلافة واحتلالها، وزاد من كآبة هذه الفاجعة سعي الأقليات الدينية لخدمة مصالحها، خاصة الأرمن واليونانيين، وجرت مذابح ضد المسلمين، وظهرت روح بغيضة من التشفي ضد المسلمين؛ فالجنرال اللنبي قال حين دخل القدس: "الآن انتهت الحروب الصليبية"، أما اليونان فقدموا للقائد الفرنسي فرنشية دسيراي الذي دخلت قواته الآستانة جوادا أبيض ليقلدمحمدًا الفاتح عند دخول القسطنطينية.
وبعد هدنة مدروز وصل الجنرال اللنبي القائد الإنجليزي إلى إستانبول، وطلب من الحكومة التركية تعيين مصطفى كمال قائدا للجيش السادس بالقرب من الموصل.
الثورة
أدرك السلطان العثماني "محمد وحيد الدين" أن بلاده منهارة بعد هزيمتها، وأن من مصلحتها التعاون مع الحلفاء وبخاصة الإنجليز حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه، وكان يدرك أيضا أن وجود تركيا لازم لدول الغرب لإقامة التوازن بينها، كما أن بريطانيا وفرنسا لن تسمحا بالقضاء عليها قضاء مبرما؛ لأن ذلك سيفسح المجال لروسيا للاستيلاء على الأناضول، وبالتالي على مضيقي البوسفور والدردنيل، وأن كل ما تريده هذه الدول الحليفة هو تقليص الدولة العثمانية، وجعلها دولة صغيرة.
ورأى الخليفة أن الحل الوحيد للخلاص من هذا الوضع السيئ هو قيام ثورة في شرقي البلاد والمناطق الداخلية التي لم تصل إليها قوات الحلفاء، وأنه لن يستطيع القيام بهذه الثورة؛ لأنه أعلى سلطة في البلاد؛ ولذلك وقع اختياره على مصطفى كمال ليقوم بهذه الثورة؛ فاستدعاه وأصدر أمرا بتعيينه مفتشا عاما للجيوش، وزوده بصلاحيات واسعة، ومنحه 20 ألف ليرة ذهبية.
وقبل أن يغادر مصطفى إستنابول بأيام أبلغت لجنة الحلفاء العليا المقيمة في باريس الحكومة العثمانية قرارا يقضي بنزول الجيوش اليونانية في أزمير ويحذرونها من المقاومة، وفي (15 من شعبان 1337هـ= 15 مايو 1919م) نزل اليونانيون في أزمير تساندهم بحرية الحلفاء، ووجد هؤلاء ترحيبا من جانب اليونانيين المحليين، وبدأت هذه القوات في ارتكاب مذابح ضد الأتراك؛ ففجرت روح المقاومة لديهم، وتشكلت جمعيات سرية مثل جمعية القرقول، وامتدت المقاومة والأعمال الفدائية إلى مناطق متعددة في البلاد، استغل مصطفى كمال هذه الفوضى، وأعلن استقلال نفسه وعدم ارتباطه بالخليفة أو الحكومة، وأخذ يحرض الناس على الثورة ضد الحكومة العثمانية.
أزعجت تصرفات مصطفى كمال الحكومة العثمانية، وانتهى الأمر بإقالته في (شوال 1337هـ = 1919م)، وعقد مصطفى مؤتمرا في أرضروم دعا فيه إلى وحدة البلاد ضمن الحدود القومية، ثم عقد مؤتمر سيواس في (ذي الحجة 1337 هـ = سبتمبر 1919هـ) تشكلت فيه هيئة تمثيلية، وطالب الدوائر العسكرية والمدنية بالارتباط بها، وقطع علاقتهم بإستانبول، ثم انتقل مقر هذه الهيئة إلى أنقرة.
وفي (26 من جمادى الآخرة 1338 هـ = 16 من مارس 1920م) احتل الحلفاء إستانبول بالكامل، وكانت القوات الإنجليزية فقط هي التي احتلتها، وأظهر الإنجليز عداء ظاهريا لمصطفى كمال حتى يصنعوا منه بطلا؛ فبعد سقوط الحكومة التي شكلت في ظل الاحتلال جرت انتخابات ونجح مصطفى عن أنقرة؛ فجمع النواب فيها، وشكل حكومة برئاسته، وأظهر التدين والتمسك بالإسلام.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى