امرأة فرعون وامرأة العزيز
الأربعاء يناير 20, 2010 10:13 am
امرأة فرعون
وجدت امرأة فرعون تابوت ، فى النهر ، يلقيه اليم الى الساحل ،
فتحته فوجدت فيه غلام وليد جميل ، قالت قرت عين لى ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا ،
بهذا انقذ الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من القتل
حيث ان فرعون قد اصدر قرار بذبح المواليد الذكور خوفا من ذلك الذى سيقضى على ملكه
طبقا للرؤية التى رأها وفسرت له بأن سيولد فى بنى اسرائيل من ينزع منه الملك
بالرغم من كل التدابير التى اخذها فرعون للقضاء على ذلك المولود من بنى اسرائيل
الا ان امرأته وكانت مؤمنه هى التى ساقها الله عز وجل وجعلها تتسببت فى انقاذ
حياة سيدنا موسى عليه السلام ،
فوافق فرعون على طلب زوجته بان لا يقتلوا هذا الوليد
تربى سيدنا موسى عليه السلام فى قصر فرعون برعاية وعناية زوجة فرعون شخصيا ،
تعلم كما يتعلم الامراء ونشأ كما ينشأ الساده والصفوه ، وكانت امرأة فرعون مؤمنة
إذ قالت رب ابنى لى بيتا فى الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين
ولذلك ضرب الله بها مثلا للذين امنوا
هذا نموذج من النساء المؤمنات بالله سبحانه وتعالى تتجمع السكينة والرحمة
بين ايديهن وتحت ارجلهن ،
قدمت للانسانية اروع ما يمكن ان تقدم وهو سيدنا موسى عليه السلام ،
وهى لم تلده ولكن الله جعلها سندا لأم سيدنا موسى عليه السلام فتنقذه من مصير كاد ان يكون
محتوما لولا مشية الله عز وجل
على النقيض مثال اخر
امرأة العزيز
عزيز مصر يشترى غلاما من تجار اسروه بضاعة ، واشتراه بثمن بخس دراهم معدودة ،
وقال لامرأته أكرمى مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا..
وكان هذا لغلام هو سيدنا يوسف عليه السلام الذى تربى فى قصر العزيز كما يتربى الامراء والساده والصفوة
الا ان امرأة العزيز ابت ان تكون كريمة مع سيدنا يوسف عليه السلام ، فلما بلغ أشده وآتاه الله حكما ، راودته تلك السيده ،
راودته بالرغم من انه اصغر منها وهى سيدة القصر وزوجة العزيز ، راودته وقد كان الاوقع
ان تعامله كأمه أو أن تعامله بالاحسان ،
راودته عن نفسه فأستعصم وإن لم يفعل ما تأمره ليسجنن ويكون من الصاغرين
اى اذلال هذا وجبروت من امرأة ترغب فى الفاحشة بكل السبل وإن لم يفعل
فالسجن فى انتظاره ، وفى النهاية وعندما تظهر براءة سيدنا يوسف عليه السلام ،
تقول الان حصحص الحق وانا راودته عن نفسه وانه امن الصادقين ،
إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
مثال للرغبة الجامحه التى لا يقف امامها الا ما رحم الله ، حاولت الوقوع به الا ان الله انقذه ،
صحيح انه سجن وفقد حريته ولكن السجن كان احب اليه من الوقوع فى الفاحشة
فصرف الله عنه كيدها
من الممكن استخلاص مواعظ وعبر كثيرة ممن ورد عن امرأة فرعون وامرأة العزيز
فى القرآن الكريم ، عن نوعية النفوس البشرية ، عن الرغبات والصراعات حين تتغلب على النفس البشرية ، عن الظروف والملابسات التى تعرض لها كل من
سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا يوسف عليه السلام خلال النشأة الاولى
ولكن هنا اريد التركيز عن طبيعة المرأة حين تكون هى صاحبة الاختيار وحين يفرض عليها وضع معين ، فالمرأة حين تجد هى الشيئ بحريتها واختيارها تحافظ عليه ،
وإن فرض عليها تأبى ان تكون من المهتدين؟
فامرأة فرعون وجدت بنفسها سيدنا موسى عليه السلام (هى التى وجدته) فحافظت عليه وعاملته معاملة حسنه،
اما امرأة العزيز فقد اتى اليها زوجها بغلام وهو سيدنا يوسف عليه السلام واقترح ان تحسن اليه
(لم تجده هى بل فرض عليها) فراودته عن نفسه حين بلغ اشده ولم تضع فى اعتبارها
اى احترام لزوجها ولا لمكانته ولا لنفسها وسمعتها ولا لأى شيئ على الاطلاق الا نذوتها
وعلى سبيل المثال
فى يومنا الحالى لو المرأة من نفسها اقتنعت بالحجاب والالتزام لن يصل اليها اى سوء
(لأنها بأختيارها وارادتها قررت التحجب)
اما اذا فرض عليها فقد يتحول الى حجاب ظاهري واما الداخل فقد يظل على
ما هو عليه من سوء (لأنه مفروض عليها وليس عن رغبتها واقتناعها)
دعها تقرر وتختار ، فتصون اختيارها ،
وتصون نفسها ، وتصونك معها ، وفى النهاية ستفوزا معا ،،،،
وإن فرضت عليها أمرا رغم انفها ، فستفشل فى الحفاظ عليه ، ولن تصونك ولا تصون نفسها ،
وفى النهاية ستتحمل معها وزرها ،،،،
الطريق السليم هو الاقناع والحوار وليس الأمر والاجبار
وإن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
نسألك يا ربي السلامة من كل سوء
نسألك العفو والمغفره
والحمد لله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى