تأثير أبراج الجوال على صحة الإنسان
الجمعة أغسطس 28, 2009 1:14 am
لقد دارت في الآونة الأخيرة تساؤلات كثيرة عن تأثير الإشعاعات الصادرة عن أبراج الجوالات على صحة السكان القاطنين في الأماكن المحيطة بالبرج.
هناك عدة دراسات عن تأثير الإشعاعات الصادرة عن الجوالات لكن القليل من الدراسات قامت بالبحث عن تأثير الإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات على صحة السكان في المنطقة المحيطة بالبرج. تطلق القواعد الأرضية للجوالات (أبراج الجوالات) إشعاعات كهرومغناطيسية مستمرة وهذه الإشعاعات أقوى من الإشعاعات التي يطلقها جهاز الجوال (Khurana, 2008).
هنالك مجموعة من الابحاث العلمية تبين التأثيرات المختلفة للإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات وهذه الأبحاث منشورة في مجلات علمية موثقة.
لكن قبل معرفة تلك الأبحاث وما توصل إليه العلماء حديثاً عن معرفة أضرار الجوال على صحة الإنسان نتعرف كيف تعمل أبراج الجوال وما هي استخداماتها
أبراج الـجوال:
قد تكون الهواتف الخلوية تقنية حديثة نسبيا ولكن أساس هذه التقنية وهو المذياع (الراديو) والذي استخدم في الاتصالات منذ أكثر من مائة عام. وإن كان في بداية الأمر استخدام المذياع في البث ولكنه استخدم أيضا في الاتصالات ذات الاتجاهين (بين مرسل ومستقبل) كما في أجهزة الاتصال اللاسلكي. تطور هذه التقنية اليوم مكنت البلايين من البشر من التمتع باستخدام الهواتف الخلوية وقطف مميزاتها.
ما هي موجات الراديو؟
موجات الراديو هي موجات كهرومغناطيسية ذات طاقة متدنية وتنقل هذه الطاقة عبر الفضاء.
الهواتف الخلوية وأبراجها يرسلان ويستقبلان الإشارات باستخدام موجات كهرومغناطيسية (تدعى أيضا المجالات الكهرومغناطيسية). تنبعث الموجات الكهرومغناطيسية من مصادر طبيعية أو صناعية وتلعب دور مهم في حياتنا اليومية. فنحن نشعر بالدفء نتيجة الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الشمس كما أننا يمكننا رؤية الأشياء باستخدام جزء من الطيف الكهرومغناطيسي (يسمى بالطيف المرئي) والذي يمكن لأعيننا أن تكتشفه. وتولد الموجات الكهرومغناطيسية هي نتيجة حتمية في كل جهاز يجري فيه تيار كهربائي وحتى في الخلايا العصبية في جسم الإنسان.
جميع الإشعاعات الكهرومغناطيسية تتكون من مجالات كهربائية ومغناطيسية متذبذبة. تردد هذه الذبذبات، والذي هو عدد المرات في كل ثانية الذي تتذبذب فيه الموجة، يحدد خصائص هذه الموجة والتطبيق الذي يمكن أن تستخدم فيه. يقاس تردد الموجات بوحدة الهيرتز (Hz) حيث إن واحد هيرتز يعني تذبذب واحد في الثانية بينما kHz وMHz وGHz تعني ألف ومليون وألف المليون اهتزازة في الثانية، على التوالي. الموجات الكهرومغناطيسية والتي لها ترددات في المدى ما بين 30 kHz و300 GHz هي التي في الغالب تستخدم في الاتصالات، ويشمل ذلك النقل الإذاعي والتلفزيوني. يسمى هذا المدى من الطيف الكهرومغناطيسي بنطاق موجات الراديو. فإذاعات AM تقع في المدى ما بين 180 kHz و 1.6 MHz ، وإذاعات FM تقع في المدى من 88 إلى 108 MHz، والنقل التلفزيوني فيعمل في المدى من 470 إلى 845 MHz. أما الهواتف الخلوية فإنها تعمل في نطاق الترددات من 872 إلى 960 MHz و 1710 إلى 1875 MHz و1920 إلى 2170 MHz. الموجات ذات الترددات الأعلى من 2170 MHz إلى 60 GHz يطلق عليها اسم موجات المايكروويف. تنقسم الموجات الكهرومغناطيسية من حيث تفاعلها مع المواد على قسمين. موجات كهرومغناطيسية غير مؤينة، أي لا تحدث تغيير في المادة وهذه الموجات تكون طاقتها متدنية وكذلك ترددها. والقسم الآخر هو موجات مؤينة والتي تحدث تغيير في ذرات وجزئيات المادة المتفاعلة معها وذلك لعظم طاقتها وارتفاع ترددها. الموجات الكهرومغناطيسية التي لها ترددات في نطاق الراديو والمايكروويف تعتبر موجات غير مؤينة. أما الموجات ذات ترددات أكبر من THz (أي مليون المليون هيرتز) فإنها تصنف كموجات مؤينة ولها تأثيرات بالغة على جسم الإنسان. من أمثلة الموجات الكهرومغناطيسية المؤينة الأشعة السينية التي تستخدم في التشخيص وأيضا أشعة جاما والتي لها استخدامات طبية وعسكرية.
كيف تعمل اتصالات الراديو؟
تعمل أجهزة الاتصالات على وجود موجة حاملة carrier wave تكون في نطاق موجات الراديو ينتجها جهاز إرسال وتكون على شكل موجة جيبية. تضاف المعلومات المراد نقلها لهذه الموجة الحاملة بعملية تعرف بالتحوير (modulation). نتائج هذا التحوير أن تتغير بعض خصائص الموجة الحاملة وهذا التغيير عند تحليله في جهاز الاستقبال يترجم إلى المعلومات التي تم إرسالها. هناك خصائص يمكن تغييرها في الموجة الحاملة وكل نوع من التغيير يناسب تطبيق معين من تطبيقات الاتصالات. فالتغيير في سعة الموجة وهو ما يعرف بـ (AM (Amplitude Modulation أو تغيير في تردد الموجة وهو ما يعرف بـ ( FM (Frequency Modulation معروف في النقل الإذاعي. التغيير الرقمي هو ما يستخدم في اتصالات الهواتف الخلوية.
ما هو الهاتف الخلوي؟
الهاتف الخلوي ما هو إلا جهاز مذياع ذا اتجاهين (مرسل ومستقبل) يعمل بطاقة متدنية. يقوم الهاتف بتحويل صوت المستخدم والكتابة النصية إلى موجات راديو. عندما يقوم المستخدم بإجراء اتصال فإن هذه الموجات ترسل من الهاتف الخلوي إلى أقرب قاعدة (برج) اتصالات. عندما تصل هذه الموجات للقاعدة فإنها تقوم بتوجيهها لشبكة الهاتف الرئيسية والتي تقوم بدورها بتحويلها لأقرب قاعدة (برج) في منطقة الشخص المستلم للاتصال (شكل
ما هي قاعدة (برج) الهواتف الخلوية؟
القواعد تستخدم موجات الراديو لتوصل الهاتف الخلوي بالشبكة الهاتفية لكي يتمكن المستخدم من إرسال واستقبال المكالمات، والرسائل القصيرة والوسائط المتعددة وغيرها من تطبيقات الهواتف الخلوي. بدون تلك القواعد لن تتمكن الهواتف الخلوية من العمل.
تتكون القواعد من ثلاث عناصر أساسية:
ههوائيات (antenna) لإرسال واستقبال إشارات الراديو. وهذه الهوائيات على نوعين أحدهما على شكل قضيب ويستخدم لاتصال الجوالات بالقاعدة (البرج) ويتراوح طول هذه الهوائيات ما بين 0.5 و 2.5 متر. أما النوع الثاني فيكون على شكل أطباق ويعمل على اتصال القاعدات بعضها ببعض.
بناء مساند مثل سارية أو بناية عالية تثبت عليه الهوائيات لكي تكون معلقة في الهواء بعيدة عن أي عائق يمكن أن يجعل الموجات تحيد عن سيرها في خط مستقيم.
أجهزة لإمداد القاعدة والأجهزة الإذاعية بالطاقة الكهربائية الازمة لتشغيلها وتكون محفوظة في خزانات محمية.
تتصل القواعد (الأبراج) ببعضها البعض عن طريق كابلات أرضية أو باستخدام التقنية اللاسلكية مثل أطباق المايكروويف الهوائية لتكوين شبكة واسعة من القواعد.
تغطي كل قاعدة (برج) منطقة جغرافية محددة تسمى الخلية. يقوم الهاتف الخلوي بالاتصال بالقاعدة (البرج) الذي يقدم له أقوى إشارة (عادة هو البرج الأقرب). عندما يبتعد الإنسان عن القاعدة (البرج) فإن الإشارة تصبح ضعيفة فيقوم الهاتف الخلوي تلقائيا بتعديل قوة استقباله للإشارات (والذي يستهلك طاقة إضافية من بطارية الهاتف) لكي يحافظ على المستوى الأدنى من التواصل مع القاعدة (البرج). عند خروج المستخدم من نطاق ما فإنه تلقائيا يتصل بقاعدة النطاق الجديد الذي يتواجد به.
لذا لتوفير تغطية مستمرة في مناطق متسعة ولتوفير خدمة الاتصال اللاسلكي لعدد أكبر من المستخدمين فإنه يجب توفر عدد أكبر من القواعد (الأبراج).
ما هي الـخلية (المنطقة)؟
لكي يتمكن الأشخاص من إجراء مكالماتهم الهاتفية فإن شركات الهواتف الخلوية تقوم على تقسيم المساحات الجغرافية إلى مساحات صغيرة تسمى كل منها خلية. في قلب كل خلية تقع قاعدة (برج) الاتصالات. تتداخل هذه الخلايا في جوانبها لتجنب وجود مناطق خارج التغطية. عندما تكون القواعد (الأبراج) بعيدة عن بعضها فإنها لا تتداخل مع بعضها ونتيجة لذلك فإن الاتصال لا يمكن أن ينتقل من برج لآخر ويحدث قطع للاتصال عند تحرك المستخدم من منطقة لأخرى.
تصنف الخلايا الجغرافية على حسب حجمها وهذا الحجم يحدده ثلاث عوامل هي:
حجم الاتصالات الحالي والمستقبلي حيث إن كل قاعدة (برج) لها عدد محدد من الاتصالات التي يمكنها التعامل معها في الوقت الواحد.
التضاريس الطبيعية للمنطقة الجغرافية لأن موجات الراديو يمكن حجبها بعوائق طبيعية مثل الأشجار أو الجبال أو بعوائق صناعية مثل المباني.
حزمة التردد المستخدمة في عملية الاتصال، فكلما زاد تردد موجات الراديو المستخدمة (مثل في تقنية الـ 3G) فإن حجم الخلية يقل.
صنفت الخلايا إلى ثلاث أنواع (شكل 5)هي:
خلية الماكرو (macrocells) توفر خلية الماكرو التغطية الرئيسية لأي شبكة هاتفية خلوية. هوائيات خلية الماكرو تكون مثبتة على أبراج أرضية أو بنايات مرتفعة لكي لا يعيقها أي عائق محيط. وتعمل قاعدات خلايا المايكرو بقدرة مقدارها عشرات من الواط.
خلية المايكرو (microcells) خلية المايكرو توفر تغطية داخلية وتزيد من سعة الشبكة في حال وجود كثافة استخدام في داخل خلية الماكرو. تثبت هوائيات هذه الخلية على مستوى الشارع فتكون على جدران المباني أو على أعمدة الإنارة. ويكون طول هذه الهوائيات أقصر من طول هوائيات خلية الماكرو وفي الغالب تكون ذات طابع مناسب للمعمار فلا يمكن رؤيتها بسهولة. توفر هوائيات خلية المايكرو تغطية على مسافات قصيرة لذا فإن المسافات التي تفصل بينها تتراوح بين 300 إلى 1000 متر. كما أن هوائيات هذه الخلية تعمل بقدرة منخفضة عن مثيلاتها في خلية الماكرو وتكون في الغالب في مدى بضع من الواط.
خخلية البيكو (picocells) توفر هذه الخلية تغطية على نطاق أضيق. وتوجد هوائيات هذه الخلايا في داخل المباني التي تكون التغطية الرئيسية فيها ضعيفة أو التي يكون فيها كثافة عالية في استخدام الشبكة مثل المطارات والمراكز التجارية.
ااين تكمن خطورة قواعد الهواتف الخلوية (الأبراج)؟
تكمن خطورة قواعد الهواتف الخلوية في أشعة الراديو المنبعثة منها وقدرتها (معدل طاقتها لكل وحدة زمن). فهناك ثلاث أنواع من التفاعل الذي يمكن أن يحدث بين هذه الأشعة والخلايا في جسم الإنسان:
1. اقتران بين المجال الكهربي للأشعة مع الخلايا.
2. اقتران المجال المغناطيسي للأشعة مع الخلايا.
3. امتصاص لطاقة الأشعة من قبل الخلايا ونتيجة لذلك يحدث ارتفاع في درجة حرارة الخلايا.
وبما أن طاقة الأشعة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة التي تقطعها، فإنه كلما بعد الإنسان عن القاعدة (البرج) ستقل طاقة الأشعة التي تصل لجسمه. لذا فإن التصميم الهندسي للقاعدة (البرج) ضروري لضمان عدم تعرض الإنسان لمستوى عالي من الطاقة. لذا فمن العوامل التي تلعب دورا مهما هي:
1. الطاقة الابتدائية المنبعثة من الهوائي.
2. ارتفاع القاعدة عن مستوى الأرض.
3. الزاوية التي يميل بها الهوائي عن الخط الأفقي لكي تصل الأشعة إلى سطح الأرض وهي أيضا مسؤولة عن تحديد البعد عن قاعدة البرج قبل أن تصدم الأشعة بالأرض.
وهذه الثلاث عوامل تختلف باختلاف نوع الخلية الموجود بها القاعدة (البرج) والتي سبق ذكرها. يوضح الشكل (6) توزيع الطاقة المنبعثة من قاعدة (برج) هاتف خلوي وتحديد المناطق على حسب الطاقة خطورتها.
لقد تم وضع معايير دولية من قبل ( ICNIRP (International Commission on Non-Ionizing Radiation Protection، مبنية على أبحاث علمية في هذا المجال، محدد فيها قدرات الأشعة التي لا تشكل ضررا للإنسان والتي يجب الالتزام بها في كافة القواعد (الأبراج) الخاصة بالهواتف الخلوية. هذه المعايير وضعت آخذة في الاعتبار الأثر الثالث في تفاعل الأشعة مع خلايا جسم الإنسان السابق الذكر؛ هو ارتفاع درجة حرارة الخلايا. معدل امتصاص الطاقة النوعي (SAR: Specific Energy Absorption Rate) هو المعيار الذي تم وضعه لقياس ضرر الأشعة على جسم الإنسان. يحدد هذا المعيار كمية الطاقة التي يمتصها أعضاء جسم الإنسان المختلفة لكل وحدة زمن ولكل وحدة كتلة ويقاس بواط لكل كلغم (W/kg).
يوضح جدول (1) جرعة SAR للعامة والتي لا يجب تجاوزها بالنسبة للجسم ككل ولبعض الأعضاء مثل الرأس والجذع والأطراف.
الجزء المعرض للأشعة
SAR: W/kg
الجسم كاملاً 0.08
الرأس والجزع 2
الأطراف 4
قد تم وضع هذه المعايير وفق الأبحاث التي تم القيام بها والتي درست تأثير الأشعة على جسم الإنسان وفق زمن محدد. لا توجد حتى الآن دراسات تحدد تأثير التعرض للأشعة على المدى البعيد وذلك لصعوبة القيام بهذه الدراسة لتداخل عوامل عديدة في القياس يصعب فصلها.
أبراج الـجوال وصحة الإنسان
وجد أن تعرض النسيج العصبي للإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات( Radio Ferquency radiation (RFR قد يسبب تغيرات فيسيولوجية كهربائية في الجهاز العصبي (Navakatikian and Tomashevskaya, 1994).
وقد اقترحت بعض الدراسات أن RFR تؤدي إلى تسخين الانسجة الحية مما يؤدي إلى حدوث خلل بها (Gajsek et al., 2003, preace et al., 1999) وقد يؤدي التعرض لـ RFR إلى خلل في الذاكرة ذات المدى القصير Short-term memory (Lai et al., 1994).
قام مجموعة من العلماء بدراسة تأثير الإشعاع الصادر عن أبراج الجوالات على السلوكيات العصبية Neurobehavioral للسكان القاطنين في المبنى الموجود فوقه برج الجوال وفي المباني المقابلة للبرج وقارنوهم بأناس قاطنين في مناطق لا توجد بها ابراج جوالات مع مراعاة السن والجنس والمستوى التعليمي والمعيشي. وقد اتضح من الدراسة أن السكان القاطنين في الأماكن القريبة من أبراج الجوالات يعانون من صداع، فقدان في الذاكرة، رعاش لا إرادي، دوخة، أعراض إعياء وكآبة وقلق وانزعاج في النوم. وقد كان هناك فرق معنوي واضح في هذه الأعراض بين الأشخاص المعرضين لإشعاعات أبراج الجوالات وبين الأشخاص غير المعرضين لهذه الإشعاعات.
كما وجدوا خلال هذه الدراسة أن السكان الموجودين في المبنى الذي عليه البرج كانت شكواهم من الأعراض السابقة أقل من الأشخاص الساكنين في المباني الموجودة مقابل البرج، وقد كان هذا الفرق معنوي إحصائيا. وقد يفسر ذلك بأن السقف الأسمنتي قد يكون قد امتص بعض الإشعاعات الصادرة من البرج
في دراسة أخرى وجد الباحثون أن أعراض الصداع، فقدان الذاكرة أو كثرة النسيان Loss of memory، حدة الطبع Irritability، دوخة، اكتئاب، هبوط في النشاط، الانزعاج أثناء النوم والصعوبة في التركيز كانت موجودة لدى الأشخاص الذين يسكنون قرب المحطات القاعدية للجوالات أو الهواتف الخلوية (أبراج الجوالات) (Santini et al., 2002, Leif, 2003, Röösli,2004) أجريت دراسة صنفت الأعراض التي تصيب المتعرضين لأشعة أبراج الجوالات على حسب المسافة من برج الجوال. وقد كانت أعراض الإحساس بالتعب موجودة فيمن يسكنون على بعد 300م من برج الجوال، أما أعراض الصداع وعدم الراحة واضطرابات النوم فكانت الغالبة على الذين يسكنون على بعد 200م من برج الجوال. أما بالنسبة للأشخاص الذين يسكنون على بعد 100م من برج الجوال فكانت لديهم الأعراض التالية: حدة الطبع، الاكتئاب والهبوط في النشاط، فقدان الذاكرة، دوخة، وقد عانت النساء من بعض هذه الأعراض أكثر من الرجال مثل الصداع، الغثيان، فقدان الشهية، الاضطراب في النوم، الاكتئاب وعدم الإحساس بالراحة (Santini, 2002). كما أن دراسة أخرى وجدت أن خطر الإصابة بالسرطان ترتفع بين السكان الموجودين في حدود 200م فأقل من أبراج الجوالات (Mclean, 2008).
وقد أوضحت دراسة أخرى أن الأشخاص الساكنين قرب المحطات القاعدية للجوالات يشتكون من مشكلات في الجهاز الدوري إضافة للأعراض سابقة الذكر (Bortkiewiez, 2004; Oberfeld, 2004) و قد قام العلماء في استراليا بدراسة على متطوعين عرضوهم لأشعة مماثلة لمن يبعد 80م من برج جوال وقد أحس الذين تعرضوا لهذه التجربة بتغيرات كهربائية في الدماغ وعدم الإحساس بالصحة، حيث أشاروا إلى أن هناك أزيزا في رأسهم، وزيـادة في ضربات القلب، مع عدم الإحساس بالرأس، مشكلات تنفسية، عصبية، تهيج، صداع ورعشة (Oberfeld, 2005 ). من ناحية أخرى بدأ الاطباء في بلدان العالم المختلفة بمطالبة حكوماتهم بإصدار أنظمة جديدة تقلل من كمية الأشعة المسموح انبعاثها من أبراج الجوالات. ففي ألمانيا طلب الأطباء 2002، 2004، 2005 السلطات بتقليل الإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات والمسببة لغالبية الأعراض التي ذكرت سابقاً في هذه المقالة (Mclean, 2008 ).
أما الأطباء في أيرلندا فقد أعلنوا أن هنالك طائفة من الناس لديها حساسية لمختلف أنواع الإشعاعات الكهرومغناطيسية وقد أوصى هؤلاء الأطباء الحكومة الأيرلندية في عام 2005 بزيادة الدعم لعمل أبحاث للبحث عن سبل لعلاج هذه الفئة الفائقة الحساسية من الإشعاعات. وقد تم طلب تقليل المستوى المسموح به من إشعاعات الميكرويف المسموح بها دوليا، حيث إن المستوى المسموح به الآن معتمد على الآثار الحرارية المترتبة عليه بينما يوجد حاليا من الدلائل والإثباتات العلمية ما يدل على أن هناك آثار أخرى لهذه الإشعاعات عدا الآثار الحرارية (Mclean, 2008 ).
أما في السويد فقد اعتبر الأشخاص الذين يعانون من حساسية عالية من الإشعاعات الكهرومغناطيسية(Electromagnetic hypersensitivity (EHS من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتصرف لهم الحكومة إعانات لتساعدهم على المعيشة (Mclean, 2008). كما أوصت هذه الدراسات بأنه لا بد من مراقبة كمية إشعاعات RFR الصادرة من المحطات القاعدية للجوالات (أبراج الجوالات) Mobile phone base station antennas للتأكد من عدم تجاوزها الحد المسموح به حيث إن الإشعاعات الصادرة قي تزايد مع زيادة عدد المستخدمين مما يؤدي إلى زيادة الاضطرابات العصبية السلوكية Neurobehavioral disorders بين السكان القاطنين حول هذه المحطات. كما أن المزيد من الدراسات العلمية يجب أن تجرى على هذا الموضوع
هناك عدة دراسات عن تأثير الإشعاعات الصادرة عن الجوالات لكن القليل من الدراسات قامت بالبحث عن تأثير الإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات على صحة السكان في المنطقة المحيطة بالبرج. تطلق القواعد الأرضية للجوالات (أبراج الجوالات) إشعاعات كهرومغناطيسية مستمرة وهذه الإشعاعات أقوى من الإشعاعات التي يطلقها جهاز الجوال (Khurana, 2008).
هنالك مجموعة من الابحاث العلمية تبين التأثيرات المختلفة للإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات وهذه الأبحاث منشورة في مجلات علمية موثقة.
لكن قبل معرفة تلك الأبحاث وما توصل إليه العلماء حديثاً عن معرفة أضرار الجوال على صحة الإنسان نتعرف كيف تعمل أبراج الجوال وما هي استخداماتها
أبراج الـجوال:
قد تكون الهواتف الخلوية تقنية حديثة نسبيا ولكن أساس هذه التقنية وهو المذياع (الراديو) والذي استخدم في الاتصالات منذ أكثر من مائة عام. وإن كان في بداية الأمر استخدام المذياع في البث ولكنه استخدم أيضا في الاتصالات ذات الاتجاهين (بين مرسل ومستقبل) كما في أجهزة الاتصال اللاسلكي. تطور هذه التقنية اليوم مكنت البلايين من البشر من التمتع باستخدام الهواتف الخلوية وقطف مميزاتها.
ما هي موجات الراديو؟
موجات الراديو هي موجات كهرومغناطيسية ذات طاقة متدنية وتنقل هذه الطاقة عبر الفضاء.
الهواتف الخلوية وأبراجها يرسلان ويستقبلان الإشارات باستخدام موجات كهرومغناطيسية (تدعى أيضا المجالات الكهرومغناطيسية). تنبعث الموجات الكهرومغناطيسية من مصادر طبيعية أو صناعية وتلعب دور مهم في حياتنا اليومية. فنحن نشعر بالدفء نتيجة الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الشمس كما أننا يمكننا رؤية الأشياء باستخدام جزء من الطيف الكهرومغناطيسي (يسمى بالطيف المرئي) والذي يمكن لأعيننا أن تكتشفه. وتولد الموجات الكهرومغناطيسية هي نتيجة حتمية في كل جهاز يجري فيه تيار كهربائي وحتى في الخلايا العصبية في جسم الإنسان.
جميع الإشعاعات الكهرومغناطيسية تتكون من مجالات كهربائية ومغناطيسية متذبذبة. تردد هذه الذبذبات، والذي هو عدد المرات في كل ثانية الذي تتذبذب فيه الموجة، يحدد خصائص هذه الموجة والتطبيق الذي يمكن أن تستخدم فيه. يقاس تردد الموجات بوحدة الهيرتز (Hz) حيث إن واحد هيرتز يعني تذبذب واحد في الثانية بينما kHz وMHz وGHz تعني ألف ومليون وألف المليون اهتزازة في الثانية، على التوالي. الموجات الكهرومغناطيسية والتي لها ترددات في المدى ما بين 30 kHz و300 GHz هي التي في الغالب تستخدم في الاتصالات، ويشمل ذلك النقل الإذاعي والتلفزيوني. يسمى هذا المدى من الطيف الكهرومغناطيسي بنطاق موجات الراديو. فإذاعات AM تقع في المدى ما بين 180 kHz و 1.6 MHz ، وإذاعات FM تقع في المدى من 88 إلى 108 MHz، والنقل التلفزيوني فيعمل في المدى من 470 إلى 845 MHz. أما الهواتف الخلوية فإنها تعمل في نطاق الترددات من 872 إلى 960 MHz و 1710 إلى 1875 MHz و1920 إلى 2170 MHz. الموجات ذات الترددات الأعلى من 2170 MHz إلى 60 GHz يطلق عليها اسم موجات المايكروويف. تنقسم الموجات الكهرومغناطيسية من حيث تفاعلها مع المواد على قسمين. موجات كهرومغناطيسية غير مؤينة، أي لا تحدث تغيير في المادة وهذه الموجات تكون طاقتها متدنية وكذلك ترددها. والقسم الآخر هو موجات مؤينة والتي تحدث تغيير في ذرات وجزئيات المادة المتفاعلة معها وذلك لعظم طاقتها وارتفاع ترددها. الموجات الكهرومغناطيسية التي لها ترددات في نطاق الراديو والمايكروويف تعتبر موجات غير مؤينة. أما الموجات ذات ترددات أكبر من THz (أي مليون المليون هيرتز) فإنها تصنف كموجات مؤينة ولها تأثيرات بالغة على جسم الإنسان. من أمثلة الموجات الكهرومغناطيسية المؤينة الأشعة السينية التي تستخدم في التشخيص وأيضا أشعة جاما والتي لها استخدامات طبية وعسكرية.
كيف تعمل اتصالات الراديو؟
تعمل أجهزة الاتصالات على وجود موجة حاملة carrier wave تكون في نطاق موجات الراديو ينتجها جهاز إرسال وتكون على شكل موجة جيبية. تضاف المعلومات المراد نقلها لهذه الموجة الحاملة بعملية تعرف بالتحوير (modulation). نتائج هذا التحوير أن تتغير بعض خصائص الموجة الحاملة وهذا التغيير عند تحليله في جهاز الاستقبال يترجم إلى المعلومات التي تم إرسالها. هناك خصائص يمكن تغييرها في الموجة الحاملة وكل نوع من التغيير يناسب تطبيق معين من تطبيقات الاتصالات. فالتغيير في سعة الموجة وهو ما يعرف بـ (AM (Amplitude Modulation أو تغيير في تردد الموجة وهو ما يعرف بـ ( FM (Frequency Modulation معروف في النقل الإذاعي. التغيير الرقمي هو ما يستخدم في اتصالات الهواتف الخلوية.
ما هو الهاتف الخلوي؟
الهاتف الخلوي ما هو إلا جهاز مذياع ذا اتجاهين (مرسل ومستقبل) يعمل بطاقة متدنية. يقوم الهاتف بتحويل صوت المستخدم والكتابة النصية إلى موجات راديو. عندما يقوم المستخدم بإجراء اتصال فإن هذه الموجات ترسل من الهاتف الخلوي إلى أقرب قاعدة (برج) اتصالات. عندما تصل هذه الموجات للقاعدة فإنها تقوم بتوجيهها لشبكة الهاتف الرئيسية والتي تقوم بدورها بتحويلها لأقرب قاعدة (برج) في منطقة الشخص المستلم للاتصال (شكل
ما هي قاعدة (برج) الهواتف الخلوية؟
القواعد تستخدم موجات الراديو لتوصل الهاتف الخلوي بالشبكة الهاتفية لكي يتمكن المستخدم من إرسال واستقبال المكالمات، والرسائل القصيرة والوسائط المتعددة وغيرها من تطبيقات الهواتف الخلوي. بدون تلك القواعد لن تتمكن الهواتف الخلوية من العمل.
تتكون القواعد من ثلاث عناصر أساسية:
ههوائيات (antenna) لإرسال واستقبال إشارات الراديو. وهذه الهوائيات على نوعين أحدهما على شكل قضيب ويستخدم لاتصال الجوالات بالقاعدة (البرج) ويتراوح طول هذه الهوائيات ما بين 0.5 و 2.5 متر. أما النوع الثاني فيكون على شكل أطباق ويعمل على اتصال القاعدات بعضها ببعض.
بناء مساند مثل سارية أو بناية عالية تثبت عليه الهوائيات لكي تكون معلقة في الهواء بعيدة عن أي عائق يمكن أن يجعل الموجات تحيد عن سيرها في خط مستقيم.
أجهزة لإمداد القاعدة والأجهزة الإذاعية بالطاقة الكهربائية الازمة لتشغيلها وتكون محفوظة في خزانات محمية.
تتصل القواعد (الأبراج) ببعضها البعض عن طريق كابلات أرضية أو باستخدام التقنية اللاسلكية مثل أطباق المايكروويف الهوائية لتكوين شبكة واسعة من القواعد.
تغطي كل قاعدة (برج) منطقة جغرافية محددة تسمى الخلية. يقوم الهاتف الخلوي بالاتصال بالقاعدة (البرج) الذي يقدم له أقوى إشارة (عادة هو البرج الأقرب). عندما يبتعد الإنسان عن القاعدة (البرج) فإن الإشارة تصبح ضعيفة فيقوم الهاتف الخلوي تلقائيا بتعديل قوة استقباله للإشارات (والذي يستهلك طاقة إضافية من بطارية الهاتف) لكي يحافظ على المستوى الأدنى من التواصل مع القاعدة (البرج). عند خروج المستخدم من نطاق ما فإنه تلقائيا يتصل بقاعدة النطاق الجديد الذي يتواجد به.
لذا لتوفير تغطية مستمرة في مناطق متسعة ولتوفير خدمة الاتصال اللاسلكي لعدد أكبر من المستخدمين فإنه يجب توفر عدد أكبر من القواعد (الأبراج).
ما هي الـخلية (المنطقة)؟
لكي يتمكن الأشخاص من إجراء مكالماتهم الهاتفية فإن شركات الهواتف الخلوية تقوم على تقسيم المساحات الجغرافية إلى مساحات صغيرة تسمى كل منها خلية. في قلب كل خلية تقع قاعدة (برج) الاتصالات. تتداخل هذه الخلايا في جوانبها لتجنب وجود مناطق خارج التغطية. عندما تكون القواعد (الأبراج) بعيدة عن بعضها فإنها لا تتداخل مع بعضها ونتيجة لذلك فإن الاتصال لا يمكن أن ينتقل من برج لآخر ويحدث قطع للاتصال عند تحرك المستخدم من منطقة لأخرى.
تصنف الخلايا الجغرافية على حسب حجمها وهذا الحجم يحدده ثلاث عوامل هي:
حجم الاتصالات الحالي والمستقبلي حيث إن كل قاعدة (برج) لها عدد محدد من الاتصالات التي يمكنها التعامل معها في الوقت الواحد.
التضاريس الطبيعية للمنطقة الجغرافية لأن موجات الراديو يمكن حجبها بعوائق طبيعية مثل الأشجار أو الجبال أو بعوائق صناعية مثل المباني.
حزمة التردد المستخدمة في عملية الاتصال، فكلما زاد تردد موجات الراديو المستخدمة (مثل في تقنية الـ 3G) فإن حجم الخلية يقل.
صنفت الخلايا إلى ثلاث أنواع (شكل 5)هي:
خلية الماكرو (macrocells) توفر خلية الماكرو التغطية الرئيسية لأي شبكة هاتفية خلوية. هوائيات خلية الماكرو تكون مثبتة على أبراج أرضية أو بنايات مرتفعة لكي لا يعيقها أي عائق محيط. وتعمل قاعدات خلايا المايكرو بقدرة مقدارها عشرات من الواط.
خلية المايكرو (microcells) خلية المايكرو توفر تغطية داخلية وتزيد من سعة الشبكة في حال وجود كثافة استخدام في داخل خلية الماكرو. تثبت هوائيات هذه الخلية على مستوى الشارع فتكون على جدران المباني أو على أعمدة الإنارة. ويكون طول هذه الهوائيات أقصر من طول هوائيات خلية الماكرو وفي الغالب تكون ذات طابع مناسب للمعمار فلا يمكن رؤيتها بسهولة. توفر هوائيات خلية المايكرو تغطية على مسافات قصيرة لذا فإن المسافات التي تفصل بينها تتراوح بين 300 إلى 1000 متر. كما أن هوائيات هذه الخلية تعمل بقدرة منخفضة عن مثيلاتها في خلية الماكرو وتكون في الغالب في مدى بضع من الواط.
خخلية البيكو (picocells) توفر هذه الخلية تغطية على نطاق أضيق. وتوجد هوائيات هذه الخلايا في داخل المباني التي تكون التغطية الرئيسية فيها ضعيفة أو التي يكون فيها كثافة عالية في استخدام الشبكة مثل المطارات والمراكز التجارية.
ااين تكمن خطورة قواعد الهواتف الخلوية (الأبراج)؟
تكمن خطورة قواعد الهواتف الخلوية في أشعة الراديو المنبعثة منها وقدرتها (معدل طاقتها لكل وحدة زمن). فهناك ثلاث أنواع من التفاعل الذي يمكن أن يحدث بين هذه الأشعة والخلايا في جسم الإنسان:
1. اقتران بين المجال الكهربي للأشعة مع الخلايا.
2. اقتران المجال المغناطيسي للأشعة مع الخلايا.
3. امتصاص لطاقة الأشعة من قبل الخلايا ونتيجة لذلك يحدث ارتفاع في درجة حرارة الخلايا.
وبما أن طاقة الأشعة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة التي تقطعها، فإنه كلما بعد الإنسان عن القاعدة (البرج) ستقل طاقة الأشعة التي تصل لجسمه. لذا فإن التصميم الهندسي للقاعدة (البرج) ضروري لضمان عدم تعرض الإنسان لمستوى عالي من الطاقة. لذا فمن العوامل التي تلعب دورا مهما هي:
1. الطاقة الابتدائية المنبعثة من الهوائي.
2. ارتفاع القاعدة عن مستوى الأرض.
3. الزاوية التي يميل بها الهوائي عن الخط الأفقي لكي تصل الأشعة إلى سطح الأرض وهي أيضا مسؤولة عن تحديد البعد عن قاعدة البرج قبل أن تصدم الأشعة بالأرض.
وهذه الثلاث عوامل تختلف باختلاف نوع الخلية الموجود بها القاعدة (البرج) والتي سبق ذكرها. يوضح الشكل (6) توزيع الطاقة المنبعثة من قاعدة (برج) هاتف خلوي وتحديد المناطق على حسب الطاقة خطورتها.
لقد تم وضع معايير دولية من قبل ( ICNIRP (International Commission on Non-Ionizing Radiation Protection، مبنية على أبحاث علمية في هذا المجال، محدد فيها قدرات الأشعة التي لا تشكل ضررا للإنسان والتي يجب الالتزام بها في كافة القواعد (الأبراج) الخاصة بالهواتف الخلوية. هذه المعايير وضعت آخذة في الاعتبار الأثر الثالث في تفاعل الأشعة مع خلايا جسم الإنسان السابق الذكر؛ هو ارتفاع درجة حرارة الخلايا. معدل امتصاص الطاقة النوعي (SAR: Specific Energy Absorption Rate) هو المعيار الذي تم وضعه لقياس ضرر الأشعة على جسم الإنسان. يحدد هذا المعيار كمية الطاقة التي يمتصها أعضاء جسم الإنسان المختلفة لكل وحدة زمن ولكل وحدة كتلة ويقاس بواط لكل كلغم (W/kg).
يوضح جدول (1) جرعة SAR للعامة والتي لا يجب تجاوزها بالنسبة للجسم ككل ولبعض الأعضاء مثل الرأس والجذع والأطراف.
الجزء المعرض للأشعة
SAR: W/kg
الجسم كاملاً 0.08
الرأس والجزع 2
الأطراف 4
قد تم وضع هذه المعايير وفق الأبحاث التي تم القيام بها والتي درست تأثير الأشعة على جسم الإنسان وفق زمن محدد. لا توجد حتى الآن دراسات تحدد تأثير التعرض للأشعة على المدى البعيد وذلك لصعوبة القيام بهذه الدراسة لتداخل عوامل عديدة في القياس يصعب فصلها.
أبراج الـجوال وصحة الإنسان
وجد أن تعرض النسيج العصبي للإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات( Radio Ferquency radiation (RFR قد يسبب تغيرات فيسيولوجية كهربائية في الجهاز العصبي (Navakatikian and Tomashevskaya, 1994).
وقد اقترحت بعض الدراسات أن RFR تؤدي إلى تسخين الانسجة الحية مما يؤدي إلى حدوث خلل بها (Gajsek et al., 2003, preace et al., 1999) وقد يؤدي التعرض لـ RFR إلى خلل في الذاكرة ذات المدى القصير Short-term memory (Lai et al., 1994).
قام مجموعة من العلماء بدراسة تأثير الإشعاع الصادر عن أبراج الجوالات على السلوكيات العصبية Neurobehavioral للسكان القاطنين في المبنى الموجود فوقه برج الجوال وفي المباني المقابلة للبرج وقارنوهم بأناس قاطنين في مناطق لا توجد بها ابراج جوالات مع مراعاة السن والجنس والمستوى التعليمي والمعيشي. وقد اتضح من الدراسة أن السكان القاطنين في الأماكن القريبة من أبراج الجوالات يعانون من صداع، فقدان في الذاكرة، رعاش لا إرادي، دوخة، أعراض إعياء وكآبة وقلق وانزعاج في النوم. وقد كان هناك فرق معنوي واضح في هذه الأعراض بين الأشخاص المعرضين لإشعاعات أبراج الجوالات وبين الأشخاص غير المعرضين لهذه الإشعاعات.
كما وجدوا خلال هذه الدراسة أن السكان الموجودين في المبنى الذي عليه البرج كانت شكواهم من الأعراض السابقة أقل من الأشخاص الساكنين في المباني الموجودة مقابل البرج، وقد كان هذا الفرق معنوي إحصائيا. وقد يفسر ذلك بأن السقف الأسمنتي قد يكون قد امتص بعض الإشعاعات الصادرة من البرج
في دراسة أخرى وجد الباحثون أن أعراض الصداع، فقدان الذاكرة أو كثرة النسيان Loss of memory، حدة الطبع Irritability، دوخة، اكتئاب، هبوط في النشاط، الانزعاج أثناء النوم والصعوبة في التركيز كانت موجودة لدى الأشخاص الذين يسكنون قرب المحطات القاعدية للجوالات أو الهواتف الخلوية (أبراج الجوالات) (Santini et al., 2002, Leif, 2003, Röösli,2004) أجريت دراسة صنفت الأعراض التي تصيب المتعرضين لأشعة أبراج الجوالات على حسب المسافة من برج الجوال. وقد كانت أعراض الإحساس بالتعب موجودة فيمن يسكنون على بعد 300م من برج الجوال، أما أعراض الصداع وعدم الراحة واضطرابات النوم فكانت الغالبة على الذين يسكنون على بعد 200م من برج الجوال. أما بالنسبة للأشخاص الذين يسكنون على بعد 100م من برج الجوال فكانت لديهم الأعراض التالية: حدة الطبع، الاكتئاب والهبوط في النشاط، فقدان الذاكرة، دوخة، وقد عانت النساء من بعض هذه الأعراض أكثر من الرجال مثل الصداع، الغثيان، فقدان الشهية، الاضطراب في النوم، الاكتئاب وعدم الإحساس بالراحة (Santini, 2002). كما أن دراسة أخرى وجدت أن خطر الإصابة بالسرطان ترتفع بين السكان الموجودين في حدود 200م فأقل من أبراج الجوالات (Mclean, 2008).
وقد أوضحت دراسة أخرى أن الأشخاص الساكنين قرب المحطات القاعدية للجوالات يشتكون من مشكلات في الجهاز الدوري إضافة للأعراض سابقة الذكر (Bortkiewiez, 2004; Oberfeld, 2004) و قد قام العلماء في استراليا بدراسة على متطوعين عرضوهم لأشعة مماثلة لمن يبعد 80م من برج جوال وقد أحس الذين تعرضوا لهذه التجربة بتغيرات كهربائية في الدماغ وعدم الإحساس بالصحة، حيث أشاروا إلى أن هناك أزيزا في رأسهم، وزيـادة في ضربات القلب، مع عدم الإحساس بالرأس، مشكلات تنفسية، عصبية، تهيج، صداع ورعشة (Oberfeld, 2005 ). من ناحية أخرى بدأ الاطباء في بلدان العالم المختلفة بمطالبة حكوماتهم بإصدار أنظمة جديدة تقلل من كمية الأشعة المسموح انبعاثها من أبراج الجوالات. ففي ألمانيا طلب الأطباء 2002، 2004، 2005 السلطات بتقليل الإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات والمسببة لغالبية الأعراض التي ذكرت سابقاً في هذه المقالة (Mclean, 2008 ).
أما الأطباء في أيرلندا فقد أعلنوا أن هنالك طائفة من الناس لديها حساسية لمختلف أنواع الإشعاعات الكهرومغناطيسية وقد أوصى هؤلاء الأطباء الحكومة الأيرلندية في عام 2005 بزيادة الدعم لعمل أبحاث للبحث عن سبل لعلاج هذه الفئة الفائقة الحساسية من الإشعاعات. وقد تم طلب تقليل المستوى المسموح به من إشعاعات الميكرويف المسموح بها دوليا، حيث إن المستوى المسموح به الآن معتمد على الآثار الحرارية المترتبة عليه بينما يوجد حاليا من الدلائل والإثباتات العلمية ما يدل على أن هناك آثار أخرى لهذه الإشعاعات عدا الآثار الحرارية (Mclean, 2008 ).
أما في السويد فقد اعتبر الأشخاص الذين يعانون من حساسية عالية من الإشعاعات الكهرومغناطيسية(Electromagnetic hypersensitivity (EHS من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتصرف لهم الحكومة إعانات لتساعدهم على المعيشة (Mclean, 2008). كما أوصت هذه الدراسات بأنه لا بد من مراقبة كمية إشعاعات RFR الصادرة من المحطات القاعدية للجوالات (أبراج الجوالات) Mobile phone base station antennas للتأكد من عدم تجاوزها الحد المسموح به حيث إن الإشعاعات الصادرة قي تزايد مع زيادة عدد المستخدمين مما يؤدي إلى زيادة الاضطرابات العصبية السلوكية Neurobehavioral disorders بين السكان القاطنين حول هذه المحطات. كما أن المزيد من الدراسات العلمية يجب أن تجرى على هذا الموضوع
رد: تأثير أبراج الجوال على صحة الإنسان
الجمعة أغسطس 28, 2009 1:43 am
مشكور اخي س حكوم على هذه المعلومات القيمة التي كنا نجهلها
وقد اطلعت بها علينا مشكور مرة اخرى على هذا المجهود المبذول
من طرفك والتفصيل الدقيق لمعرفة خطر الاشعاعات التي يتعرض لها الانسان يوميا
وحبذا لو اختصرت الموضوع ووضعته بخط كبير شويا... لانه تعيت في قراته
عالعموم شكرا لك واسف ان كنت ازعجتك
رد: تأثير أبراج الجوال على صحة الإنسان
الجمعة أغسطس 28, 2009 12:10 pm
شكرا اخى على الموضوع الصحى . الارشادى الهادف الى توعية الجماهير
و ابراز خطورة هده التكنولوجيا .
جزاك الله كل خير
و صــح رمضان
و ابراز خطورة هده التكنولوجيا .
جزاك الله كل خير
و صــح رمضان
- اسماعيل التواتيمشرف المواضيع العامة
- عدد الرسائل : 257
العمر : 39
مقر الإقامة : زاوية الدباغ
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
التقييم : 18
نقاط : 432
رد: تأثير أبراج الجوال على صحة الإنسان
الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 12:07 pm
أشكرك أخي حكوم على اختيارك للموضوع .فقد كنت فيما مضى أسمع عن الخطر المحدق بالأشخاص القربين من تلك الأبراج إلى حدما لكن وعقب قراءتي للنص تبين لي أن دائرة الخطر يمكن أن تأخذ مساحة واسعة وأن الأخطار متتعددة .والظاهرة وللأسف تنبو عن قلة الوعي الاجتماعي وضآلة ثقافة الفرد في تعامله مع الأدوات التكنلوجية الحديثة حتى مع الأدوات المرافقة له في حله وترحاله كالجوال يضاف إلى ذلك جشع الناس ورغبتهم في تحقيق الثراء من إجارة سطح بيته لنصب الهوائي ولوعلى حساب صحته . والسؤال الذي أوجهه إليك أخي هو: هل الدول الغربية المنتجة لهذه التكنلوجيا مازلت تتعامل بذات الشكل الذي نتعامل به نحن معها مع حرصها على صحة مواطنيها وعلمها بالخطر المحدق بهم .
رد: تأثير أبراج الجوال على صحة الإنسان
الأربعاء سبتمبر 02, 2009 12:40 am
اشكركم على الردود وبارك الله فيكم اما فيما يخص استعمال الدول الغربية فهو بعقلانية ومقييس بالرغم مما تقدم, ومن حرص المؤسسات والهيئات الدولية على اصدار التعليمات التي تحد من تأثير الموبايل على صحة الانسان, الا ان هنالك مواقف ونتائج متضاربة بشأن الموضوع, ما بين ناف لاي أثر للموبايل على الصحة وبين مؤكد لوجود تأثير له على الصحة. والنتيجة العامة لذلك ان المدة الزمنية التي استعمل بها الموبايل غير كافية لاثبات او نفي تأثير هذه التكنولوجيا على الصحة. الملاحظ في هذه التقارير ان هنالك زيادة ملحوظه بعددها ليس ذلك فحسب بل ايضا بنسبة الابحاث التي تدعي زيادة احتمالية تأثر صحة الانسان بهذه الاشعاعات.
وفيما يلي استعراض لاهم الابحاث التي تم اجرائها في هذا المجال.
لقد اثبتت التجارب التي اجريت على الفئران في المختبرات ان هنلك اثر على صحة هذه المخلوقات بدرجات متفاوتة عند تعرضها لاشعاعات مشابه لتلك المستخدمة في انظمة الموبايل. ومن التجارب التي اجريت في هذا المجال ما قام مجموعة من الباحثين في جامعة لند (Lund University) في السويد, حيث عرضوا ادمغة مجموعة من الفئران لنفس الترددات التي تعمل بها الموبايل فوجدو ان ذلك ادى الى تسرب انواع معينة من البروتينات يدعى البومين (Albumin) من خلال غلاف الدماغ الى الدماغ نفسه, هذا النوع من البروتينات ضار ويسبب عدد من العلل في الدماغ. بحث آخر اجري على الفئران في عام 2003 تم خلاله تعريض ادمغة الفئران لساعتين متواصلتين من نفس نوع امواج الموبايل وكانت النتيجة ان اجزاء من انسجة الدماغ واجزاء من الخلايا العصبية قد تم تدميرها. وفي تعليقه على الموضوع افاد البرفسور (Leif Salford) بانه اذا تأكدت النتائج للانسان فان آثارها على صحة الانسان ستكون كبيرة وسيكون الاشخاص الذين يستخدمون الموبايل بكثرة عرضة للاصابة بمرض الزهيمر بشكل مبكر.
فريق علمي آخر في جامعة اثينا درس تأثير اشعاعات الموبايل على ذبابة الفاكهه لمدة ستة دقائق يوميا لمدة خمسة ايام, فوجدو ان خصوبتها قد تأثرت بشكل ملحوظ. والاعتقاد السائد لدى فريق البحث ان التغيرات التي حصلت على ال DNA هي السبب وراء تلك التغيرات. دراسة اخرى اجريت على ديدان النيماتود اظهرت تغيرات كبيرة على تلك الديدان حيث زادت من انتاجها للبيض وعملت على تغيير انتاجها لبعض الهرمونات وزادت من حجمها بشكل ملحوظ.
اما بخوص الابحاث التي شملت البشر فمن غير الممكن طبعا اجراء نفس التجارب التي اجريت على الفئران ولكن هنالك عدد من الدراسات ذات الطابع الاحصائي واغلب هذه الدراسات اجريت في الدول الاسكندنافية الموطن الرئيسي للكثير من شركات الموبايل. من التجارب المهمة في هذا المجال ما اجراه البرفسور داريوس ليسنزكي عام 2002 في فلندا وكانت نتيجة البحث ان للموبايل اثر على صحة الانسان وخاصة انسجة وخلايا الدماغ. وقد استمر البحث حوالي سنتين وكان من نتائجه المثيرة انه حتى مستوى متدني من الاشعاعات له ثأثير على خلايا وانسجة الدماغ.
في عام 1995 نشرت مجلة (Bioelectromagnetics) بحث لمجموعة من البحاثين افادو بان سلاسل ال DNA تتكسر عند تعرضها لساعتين متواصلتين من اشعاعات الموبايل بشكل متواصل وبنفس الطاقة المسوح بها دوليا. ولتأكد من نتائج التجارب تلك شكل الاتحاد الاوروبي فريق بحث مكون من 12 مركز ابحاث تحت اسم (REFLEX) حيث قام الفريق بدراسة مدى تأثير الموبايل على ال DNA في الخلايا فوجد الفريق دلائل قوية على حدوث تشوهات لسلاسل ال DNA عندما تتعرض لاشعاع بشدة من 0.3 ال 2.0 واط/كغم. هنلك ابحاث اخرى اظهرت بعض التأثر من قبل الخلايا وخاصة الكروموسومات فيها ولكن هذه الدلائل ليست بالقوة الكافية. دراسات أخرى اجريت لنفس الموضوع استنتجت انه ليس هنالك اثر يذكر لتأثير الموبايل على الكروموسومات او الجينات من اي نوع واتهمت الدراسات السابقة بافتقارها الى المنهجية العلمية الكافية.
علاقة الموبايل بامراض السرطان
اشهر الدراسات التي عالجت الموضوع هي دراسة الفريق الدنماركي والتي نشرت في عام 2006, واجريت على عينه مكونة من 420,000 مواطن على مدى عشرين عاما وكانت النتيجة انه ليس هنالك علاقة تذكر بين استخدام الموبايل وامكانية الاصابة بالسرطان. ولكن المركز الالماني للوقاية من الاشعاع اعتبر ان نتائج تلك الدراسة غير دقيقة وغير مقنعة. للتأكد اكثر من النتائج قام الاتحاد الاوروبي بتشكيل فريق عمل مكون من 13 دولة لبحث علاقة الموبايل بامراض السرطان ولكن لحد الان لم تظهر نتائج تلك الدراسة على اعتبار ان هذا النوع من الدراسات يحتاج الى مدة زمنية تمتد الى عشرات السنوات. هنلك دراسة اخرى اجريت في السويد وافادت بانه ليس هنالك علاقة بين استخدام الموبايل وبين زيادة فرص الاصابة بالسرطان. دراسة اخرى اجراها فريق انجليزي استنتجت انه لا علاقة بين استخدام الموبايل وبين فرص الاصابة بالسرطان, ولكن الدراسة افادت بان ذالك لا يعني باي حال عدم زيادة تلك الفرص في المستقبل بعد استخدام طويل للموبايل. وهذه نفس النتيجة تقريبا التي توصل اليها فريق بحث الماني ونشرت في عام 2006. فريق سويدي من جامعة كارولينسكا استنتج ان الاستخدام المكثف للموبايل يؤدي الى زيادة نسبة الاصابة بسرطان الدماغ وان هذا الاثر لم يتم ملاحظته في من استخدم الموبايل لمدد تقل عن 10 سنوات. احدث الدراسات اجرها البرفسور (Dr. Lennart Hardell) وافادت ان استخدام الموبايل يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الدماغ, وان حدوث الاصابة بالسرطان تحدث في الجهة التي عادة ما يستخدم الموبايل بها, وان استخدام الموبايل لمدة ساعة يوميا يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الماغ, وخاصة بعد مدة استخدام تتعدى العشر سنوات. فريق بحث آخر في اليابان والذي عمل ضمن مشروع اطلق عليه (INTERPHONE ) استنتج ان لا علاقة بين استخدام الموبايل وبين زيادة مخاطر الاصابة بالسرطان, ولكن افاد فريق البحث كذلك ان الفترة التي استخدم الموبايل فيها ربما تكون غير كافية لحسم الموضوع. دراسة اخرى مهمة في الموضوع اجراها البرفسور (Lennart Hardell) بان للعمر اثر كبير في زيادة المخاطر من الاصابة بسرطان الدماغ, وان هذه المخاطر تزداد كلما كان عمر الشخص اصغر. وان عنصر المخاطرة يزداد بمقدار 5 اضعاف اذا كان عمر المستخدم اقل من 20 سنة. هنلك ايضا دراسة اجريت من قبل فريق سويدي بقيادة نفس البرفسور (Lennart Hardell) فقد درس عينة مكونة من 1400 شخص ممن تم تشخيص حالاتهم بالاورام السرطانية ما بين عام 1997 وعام 2000, وتتراوح اعمارهم ما بين 20 و 80 عاما فوجد ان نسبة الاصابة في الارياف هي ثمانية اضعاف تلك التي في المدن, وقد تم تفسير ذلك عل اساس ان سكان الارياف يتلقون اشارة اقوى بكثير من سكان المدن بسبب ان قوة البث اعلى في الارياف وان سكان المدن يلتقطون انعكاسات الاشعة عن الابنية والعوائق المختلفة وليس الاشارة القادمة من البرج. وجدت الدراسة ايضا ان نسبة المخاطرة بالاصابة بسرطان الدماغ تزيد بحوالي اربعة اضعاف للاشخاص الذين يستخدمون الموبايل خمس سنوات او اكثر من اؤلئك الذين لا يستخدمونه. هنالك دراسة اخرى اجريت في اوروبا تبين منها ان استخدام الموبايل بواقع 2000 ساعة في عشر سنوات يزيد من احتمالية الاصابة بسرطان الدماغ بمقدار 3.7 مرة بالمقارنة مع الاشخاص غير المستخدمين له.
من المواضيع الاخرى التي تم دراستها هو تأثير الموبايل على النشاطات الالكترونية (او الكهربائية) او ما يعرف ب (Electroencephalography- (EEG) في الدماغ ومدى تأثيرها على اختلال النوم عند الانسان ونسبة تدفق الدم في الدماغ. افادت اغلب الدراسات التي تناولت هذا الجانب ان الموبايل يؤثر سلبا على صحة الانسان بخصوص الامور التي ذكرت. اغلب الدراسات افادت ان للموبايل اثر كبير على عدم انتظام النوم عند الذين يستخدمون الموبايل بكثرة. في دراسة اجريت بواسطة البرفسور (Darius Leszcynski) لاحظ وجود نشاط متزايد وغير طبيعي لنوع من انواع البروتينات hp27 للاشخاص الذين يستخدمون الموبايل بكثرة. وهذا الامر ان تأكد فقد يكون السبب وراء التوترات التي تصاحب استخدام الموبايل مثل الصداع, والارهاق, والنوم المتقطع وغيرها. وهنالك دراسة اخرى اجريت من قبل فريق سويدي افادت بامكانية اصابة المستخدم بكثرة للجوال بمرض الزهيمر.
من التجارب الجريئة التي اجريت في فرايبورغ في المانيا وفيها تم ربط عدد من الموبايلات برؤوس عدد من المتطوعين وتم تشغيلها عن بعد ومن ثم تسجيل ضغط الدم لهؤلاء المتطوعين فوجد ان ضغط دمهم يزيد بمقدار 5 الى 10 درجات كل مرة يتم فيها تشغيل الموبايل.
المخاطر الناتجة من ابراج الجوال
بالنسبة للموبايل تعتبر الاشعاعات الصادرة منه فقط للفترة التي يتم استخدامه فيها اما بالنسبة للابراج فهنالك بث متواصل طوال الوقت بطاقة ربما تصل الى حوالي 100 واط. ولكن يجب ملاحظة ان هذه الابراج بعيده عن جسم الانسان وان طاقة الاشعاعات تضعف بوتيره عالية جدا مع زيادة المسافة عن البرج. عدد كبير من الدراسات وجدت علاقة بين مخاطر الاصابة من هذه الاشعاعات والسكن او العمل بالقرب من تلك الابراج. ففي دراسة اجراها البرفسور سنتاني (Santini et al ) افاد بزيادة مخاطر الاصابة بتأثيرات الموبايل للاشخاص الذين يسكنون على بعد 300 متر من الابراج في المناطق الريفية و 100 متر من الابراج في المدن. من بين الاعراض التي ذكرها السكان عدم الانتظام قي النوم, صداع وضعف الذاكرة بالاضافة الى ضعف عام. نفس النتائج تم تسجيلها في دول مثل اسبانيا بولندا والنمسا ومصر. دراسة اخرى اجريت في سويسرا استنتجت انه لا يوجد اي علاقة بين السكن بالقرب من الابراج وبين تلك الاعراض التي ذكرت.
اثر الموبايل على الاطفال
ينصح الخبراء والمختصون بان لا يستخدم الموبايل من قبل الاطفال الا في الحالات الاضطرارية ولفترات زمنية قصيرة والسبب يعود الى ان الاطفال كونهم في مراحل النمو فان انظمة الحماية عندهم لم تكتمل بعد وخاصة الدماغ والجمجمة التي تعتبر ارق من جمجمة الكبار وبالتالي فان اختراق الاشعاعات لهم اكثر من الكبار, كما هو موضح فب الصورة المرفقة.
من الجدير بالذكر ان حجم الدماغ يزيد بمقدار 10% وان سماكة الجمجمة عند الصغار تزيد بمقدار 70% عند اكتمالها للنمو, وهذا بفسر زيادة اختراق الاشعاعات لرؤوس الصغار بالمقارنة مع الكبار. اثبتت الابحاث كذلك ان التأثير الحراري للموبايل على الصغار اكثر منه للكبار وذلك لان انسجتهم تحتوي على نسبة اكبر من الايونات وبالتالي فان تفاعلها مع تلك الاشعاعات اكبر كما هو موضح بالصورة المرفقة.
وفيما يلي استعراض لاهم الابحاث التي تم اجرائها في هذا المجال.
لقد اثبتت التجارب التي اجريت على الفئران في المختبرات ان هنلك اثر على صحة هذه المخلوقات بدرجات متفاوتة عند تعرضها لاشعاعات مشابه لتلك المستخدمة في انظمة الموبايل. ومن التجارب التي اجريت في هذا المجال ما قام مجموعة من الباحثين في جامعة لند (Lund University) في السويد, حيث عرضوا ادمغة مجموعة من الفئران لنفس الترددات التي تعمل بها الموبايل فوجدو ان ذلك ادى الى تسرب انواع معينة من البروتينات يدعى البومين (Albumin) من خلال غلاف الدماغ الى الدماغ نفسه, هذا النوع من البروتينات ضار ويسبب عدد من العلل في الدماغ. بحث آخر اجري على الفئران في عام 2003 تم خلاله تعريض ادمغة الفئران لساعتين متواصلتين من نفس نوع امواج الموبايل وكانت النتيجة ان اجزاء من انسجة الدماغ واجزاء من الخلايا العصبية قد تم تدميرها. وفي تعليقه على الموضوع افاد البرفسور (Leif Salford) بانه اذا تأكدت النتائج للانسان فان آثارها على صحة الانسان ستكون كبيرة وسيكون الاشخاص الذين يستخدمون الموبايل بكثرة عرضة للاصابة بمرض الزهيمر بشكل مبكر.
فريق علمي آخر في جامعة اثينا درس تأثير اشعاعات الموبايل على ذبابة الفاكهه لمدة ستة دقائق يوميا لمدة خمسة ايام, فوجدو ان خصوبتها قد تأثرت بشكل ملحوظ. والاعتقاد السائد لدى فريق البحث ان التغيرات التي حصلت على ال DNA هي السبب وراء تلك التغيرات. دراسة اخرى اجريت على ديدان النيماتود اظهرت تغيرات كبيرة على تلك الديدان حيث زادت من انتاجها للبيض وعملت على تغيير انتاجها لبعض الهرمونات وزادت من حجمها بشكل ملحوظ.
اما بخوص الابحاث التي شملت البشر فمن غير الممكن طبعا اجراء نفس التجارب التي اجريت على الفئران ولكن هنالك عدد من الدراسات ذات الطابع الاحصائي واغلب هذه الدراسات اجريت في الدول الاسكندنافية الموطن الرئيسي للكثير من شركات الموبايل. من التجارب المهمة في هذا المجال ما اجراه البرفسور داريوس ليسنزكي عام 2002 في فلندا وكانت نتيجة البحث ان للموبايل اثر على صحة الانسان وخاصة انسجة وخلايا الدماغ. وقد استمر البحث حوالي سنتين وكان من نتائجه المثيرة انه حتى مستوى متدني من الاشعاعات له ثأثير على خلايا وانسجة الدماغ.
في عام 1995 نشرت مجلة (Bioelectromagnetics) بحث لمجموعة من البحاثين افادو بان سلاسل ال DNA تتكسر عند تعرضها لساعتين متواصلتين من اشعاعات الموبايل بشكل متواصل وبنفس الطاقة المسوح بها دوليا. ولتأكد من نتائج التجارب تلك شكل الاتحاد الاوروبي فريق بحث مكون من 12 مركز ابحاث تحت اسم (REFLEX) حيث قام الفريق بدراسة مدى تأثير الموبايل على ال DNA في الخلايا فوجد الفريق دلائل قوية على حدوث تشوهات لسلاسل ال DNA عندما تتعرض لاشعاع بشدة من 0.3 ال 2.0 واط/كغم. هنلك ابحاث اخرى اظهرت بعض التأثر من قبل الخلايا وخاصة الكروموسومات فيها ولكن هذه الدلائل ليست بالقوة الكافية. دراسات أخرى اجريت لنفس الموضوع استنتجت انه ليس هنالك اثر يذكر لتأثير الموبايل على الكروموسومات او الجينات من اي نوع واتهمت الدراسات السابقة بافتقارها الى المنهجية العلمية الكافية.
علاقة الموبايل بامراض السرطان
اشهر الدراسات التي عالجت الموضوع هي دراسة الفريق الدنماركي والتي نشرت في عام 2006, واجريت على عينه مكونة من 420,000 مواطن على مدى عشرين عاما وكانت النتيجة انه ليس هنالك علاقة تذكر بين استخدام الموبايل وامكانية الاصابة بالسرطان. ولكن المركز الالماني للوقاية من الاشعاع اعتبر ان نتائج تلك الدراسة غير دقيقة وغير مقنعة. للتأكد اكثر من النتائج قام الاتحاد الاوروبي بتشكيل فريق عمل مكون من 13 دولة لبحث علاقة الموبايل بامراض السرطان ولكن لحد الان لم تظهر نتائج تلك الدراسة على اعتبار ان هذا النوع من الدراسات يحتاج الى مدة زمنية تمتد الى عشرات السنوات. هنلك دراسة اخرى اجريت في السويد وافادت بانه ليس هنالك علاقة بين استخدام الموبايل وبين زيادة فرص الاصابة بالسرطان. دراسة اخرى اجراها فريق انجليزي استنتجت انه لا علاقة بين استخدام الموبايل وبين فرص الاصابة بالسرطان, ولكن الدراسة افادت بان ذالك لا يعني باي حال عدم زيادة تلك الفرص في المستقبل بعد استخدام طويل للموبايل. وهذه نفس النتيجة تقريبا التي توصل اليها فريق بحث الماني ونشرت في عام 2006. فريق سويدي من جامعة كارولينسكا استنتج ان الاستخدام المكثف للموبايل يؤدي الى زيادة نسبة الاصابة بسرطان الدماغ وان هذا الاثر لم يتم ملاحظته في من استخدم الموبايل لمدد تقل عن 10 سنوات. احدث الدراسات اجرها البرفسور (Dr. Lennart Hardell) وافادت ان استخدام الموبايل يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الدماغ, وان حدوث الاصابة بالسرطان تحدث في الجهة التي عادة ما يستخدم الموبايل بها, وان استخدام الموبايل لمدة ساعة يوميا يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الماغ, وخاصة بعد مدة استخدام تتعدى العشر سنوات. فريق بحث آخر في اليابان والذي عمل ضمن مشروع اطلق عليه (INTERPHONE ) استنتج ان لا علاقة بين استخدام الموبايل وبين زيادة مخاطر الاصابة بالسرطان, ولكن افاد فريق البحث كذلك ان الفترة التي استخدم الموبايل فيها ربما تكون غير كافية لحسم الموضوع. دراسة اخرى مهمة في الموضوع اجراها البرفسور (Lennart Hardell) بان للعمر اثر كبير في زيادة المخاطر من الاصابة بسرطان الدماغ, وان هذه المخاطر تزداد كلما كان عمر الشخص اصغر. وان عنصر المخاطرة يزداد بمقدار 5 اضعاف اذا كان عمر المستخدم اقل من 20 سنة. هنلك ايضا دراسة اجريت من قبل فريق سويدي بقيادة نفس البرفسور (Lennart Hardell) فقد درس عينة مكونة من 1400 شخص ممن تم تشخيص حالاتهم بالاورام السرطانية ما بين عام 1997 وعام 2000, وتتراوح اعمارهم ما بين 20 و 80 عاما فوجد ان نسبة الاصابة في الارياف هي ثمانية اضعاف تلك التي في المدن, وقد تم تفسير ذلك عل اساس ان سكان الارياف يتلقون اشارة اقوى بكثير من سكان المدن بسبب ان قوة البث اعلى في الارياف وان سكان المدن يلتقطون انعكاسات الاشعة عن الابنية والعوائق المختلفة وليس الاشارة القادمة من البرج. وجدت الدراسة ايضا ان نسبة المخاطرة بالاصابة بسرطان الدماغ تزيد بحوالي اربعة اضعاف للاشخاص الذين يستخدمون الموبايل خمس سنوات او اكثر من اؤلئك الذين لا يستخدمونه. هنالك دراسة اخرى اجريت في اوروبا تبين منها ان استخدام الموبايل بواقع 2000 ساعة في عشر سنوات يزيد من احتمالية الاصابة بسرطان الدماغ بمقدار 3.7 مرة بالمقارنة مع الاشخاص غير المستخدمين له.
من المواضيع الاخرى التي تم دراستها هو تأثير الموبايل على النشاطات الالكترونية (او الكهربائية) او ما يعرف ب (Electroencephalography- (EEG) في الدماغ ومدى تأثيرها على اختلال النوم عند الانسان ونسبة تدفق الدم في الدماغ. افادت اغلب الدراسات التي تناولت هذا الجانب ان الموبايل يؤثر سلبا على صحة الانسان بخصوص الامور التي ذكرت. اغلب الدراسات افادت ان للموبايل اثر كبير على عدم انتظام النوم عند الذين يستخدمون الموبايل بكثرة. في دراسة اجريت بواسطة البرفسور (Darius Leszcynski) لاحظ وجود نشاط متزايد وغير طبيعي لنوع من انواع البروتينات hp27 للاشخاص الذين يستخدمون الموبايل بكثرة. وهذا الامر ان تأكد فقد يكون السبب وراء التوترات التي تصاحب استخدام الموبايل مثل الصداع, والارهاق, والنوم المتقطع وغيرها. وهنالك دراسة اخرى اجريت من قبل فريق سويدي افادت بامكانية اصابة المستخدم بكثرة للجوال بمرض الزهيمر.
من التجارب الجريئة التي اجريت في فرايبورغ في المانيا وفيها تم ربط عدد من الموبايلات برؤوس عدد من المتطوعين وتم تشغيلها عن بعد ومن ثم تسجيل ضغط الدم لهؤلاء المتطوعين فوجد ان ضغط دمهم يزيد بمقدار 5 الى 10 درجات كل مرة يتم فيها تشغيل الموبايل.
المخاطر الناتجة من ابراج الجوال
بالنسبة للموبايل تعتبر الاشعاعات الصادرة منه فقط للفترة التي يتم استخدامه فيها اما بالنسبة للابراج فهنالك بث متواصل طوال الوقت بطاقة ربما تصل الى حوالي 100 واط. ولكن يجب ملاحظة ان هذه الابراج بعيده عن جسم الانسان وان طاقة الاشعاعات تضعف بوتيره عالية جدا مع زيادة المسافة عن البرج. عدد كبير من الدراسات وجدت علاقة بين مخاطر الاصابة من هذه الاشعاعات والسكن او العمل بالقرب من تلك الابراج. ففي دراسة اجراها البرفسور سنتاني (Santini et al ) افاد بزيادة مخاطر الاصابة بتأثيرات الموبايل للاشخاص الذين يسكنون على بعد 300 متر من الابراج في المناطق الريفية و 100 متر من الابراج في المدن. من بين الاعراض التي ذكرها السكان عدم الانتظام قي النوم, صداع وضعف الذاكرة بالاضافة الى ضعف عام. نفس النتائج تم تسجيلها في دول مثل اسبانيا بولندا والنمسا ومصر. دراسة اخرى اجريت في سويسرا استنتجت انه لا يوجد اي علاقة بين السكن بالقرب من الابراج وبين تلك الاعراض التي ذكرت.
اثر الموبايل على الاطفال
ينصح الخبراء والمختصون بان لا يستخدم الموبايل من قبل الاطفال الا في الحالات الاضطرارية ولفترات زمنية قصيرة والسبب يعود الى ان الاطفال كونهم في مراحل النمو فان انظمة الحماية عندهم لم تكتمل بعد وخاصة الدماغ والجمجمة التي تعتبر ارق من جمجمة الكبار وبالتالي فان اختراق الاشعاعات لهم اكثر من الكبار, كما هو موضح فب الصورة المرفقة.
من الجدير بالذكر ان حجم الدماغ يزيد بمقدار 10% وان سماكة الجمجمة عند الصغار تزيد بمقدار 70% عند اكتمالها للنمو, وهذا بفسر زيادة اختراق الاشعاعات لرؤوس الصغار بالمقارنة مع الكبار. اثبتت الابحاث كذلك ان التأثير الحراري للموبايل على الصغار اكثر منه للكبار وذلك لان انسجتهم تحتوي على نسبة اكبر من الايونات وبالتالي فان تفاعلها مع تلك الاشعاعات اكبر كما هو موضح بالصورة المرفقة.
الخلاصة
الموبايل أصبح ومنذ 10 سنوات خلت احد أهم الادوات التي تتحكم باسلوب ومجريات حياة البشرية. وقد يستغرق وقت طويل لمعرفة أثاره على المستخدمين وخاصة صحتهم. لقد استغرق أكثر من (15-20)سنة قبل البدء بالتعرف على الاثار السلبية للتدخين حيث بذلت الشركات المصنعة للتبغ الملايين من الدولارات للدلالة على ان الدخان امن بل صحي أيضا . من المعروف ألان إن هناك اكثر من 4 مليار شخص يستخدمون الموبايل ولحد ألان لا يستطيع احد آن يجزم أذا كان هذا الجهاز امن 100 % رغم التطمينات التي قد نشرت من قبل عدد من العلماء. الشركات المصنعة للهاتف النقال تستعمل كل ما هو ضروري لإقناع المستخدمين بان الموبايل امن.
لذا من المستحسن عند استخدام الموبايل إتباع الإرشادات التالية للحد من التأثير المباشر للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من الجهاز :
- تجنيب الأطفال استخدام الهاتف الخلوي
- المرأة الحامل يجب أن تبتعد عن استخدام الهاتف الخلوي بما فيه من أضرار على سلوكيات المولود بعد الولادة
- تقليل من الفترت الزمنية لاستخدام الهاتف النقال
- استخدام الهاتف الأرضي عوضا عن النقال
- استخدام النقال فقط عندما يكون الاستقبال جيدا
- استخدام سماعات خاصة لجعل الهاتف النقال بعيدا عن الدماغ عند الاستعمال
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى