من المعلوم ان الصوم ثلاث درجات :صوم العموم نوصوم الخصوص ن وصوم خصوص الخصوص.فاما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.واما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .واما صوم خصوص الخصوص ،فصوم القلب عن الهموم الدنية والافكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية ، وهذه رتبة الانبياء والصديقين والمقربين.
واما صوم الخصوص وهو صوم الصالحين ، فهو كف الجوارح عن الآثام ، وتمامه بستة امور : غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر الى كل ما يذم ويكره والى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله .حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء والزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن .كف السمع عن الاصغاء الى كل مكروه لان كل ما حرم قوله حرم الاصغاء اليه ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع واكل السحت فقال تعالى :*سماعون للكذب اكالون للسحت*.وقال عز وجل ايضا:*لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت*.كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره وكف البطن عن الشبهات وقت الافطار.الا يستكثر من الطعام الحلال وقت الافطار بحيث يمتلئ جوفه،وان يكون قلبه بعد الافطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء ، اذ ليس يدري ايقبل صومه فهو من المقربين اويرد عليه فهو من الممقوتين ؟
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :*ان الصوم امانة ، فليحافظ احدكم امانته *.اخرجه الخرائطي واسناده حسن.