ايها الاخوة الكرام :
ان الله يأمرنا بأن نفعل الخير ونساهم في زرع بذوره والعمل على ازالة فسيلة الشر وسحقها.وحثنا الى القيام بالاعمال التي تقربنا منه وتحببنا اليه.ولعل من بين السبل لاموصلة لمرضاته فعل الخيرات **افعلوا الخير لعلكم ترحمون** ومن هنا كان لزاما علينا المبادرة الى الالتزام بهذه الخصلة الحميدة التي تقربنا من الله .
ايها الاخوة الكرام:
ها قد حل شهر رمضان شهر التوبة والغفران.شهر نزل فيه القرآن ليكون رسالة ربانية مباركة من عند يد الرحمان .ولذلك يعد هذا الشهر من الشهور المعظمة عنده لانه يحتوي اعظم ليلة وهي ليلة القدر والتي نزل فيها هذا القرآن على سيد الاكوان على الرسول صلى الله عليه وسلم.وفيه تفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النيران وتصفد الشياطين وتكبل .
ان الله يأمرنا بالاحسان الى غيرنا وذلك من خلال الوقوف الى جانب الضعفاء والمستضعفين الذين لا حول ولا قوة لهم وهذا حكم الله فيهم .ولكن على الاغنياء ان يساهموا في ادخال البسمة على قلوب من هم في حاجة ماسة الى المساعدة والتضامن من طرف الاغنياء.لقد رضع الفقراء الخمر من تعاسة الدنيا وضاقت بهم السبل والمنافذ .فكان الملجأ الى الله والى الاغنياء كي يواسوهم ويخففوا عنهم اعباء الحياة القاسية.فالله الزم الاغنياء بالانفاق على المحتاجين وذلك بتأديتهم للزكاة والصدقات .قال تعالى :**واتوا الزكاة**.وقد حدد الشرع الاصناف الذين تجوز فيهم الزكاة وهم ثمانية اصناف حددها القران بصريح اللفظ والعبارة .قال تعالى :**انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله**
أيها الاغنياء من الناس:
كيف لكم ان تتطاولوا على امر الله وتكفوا عن اعطاء الزكاة او حتى الصدقات ؟وتضربو بأوامر الله عرض الحائط وكأنكم لا يعنيكم الامر في شيء .بالله عليكم كيف لكم ان تتنعموا في رمضان بشتى المأكولات والمحتاجين بطونهم فارغة لايجدون ما يملأ فراغ بطونهم ؟كيف لكم وانتم تحجون بيت الله كل عام والرحمة منزوعة من قلوبكم وكأنكم لباب الرحمة والشفقة مغلقون ؟فلا انتم اعنتم مكروبا ولا انفقتم مالا في وجه من أوجه الخير ولا اعنتم مسكينا؟وفي المقابل تتمنون ان تقبل منكم اعمالكم وصيامكم وقيامكم .فكل اعمالكم مردودة عليكم.الم تتمعنوا في قوله تعالى :**وما انفقتم من شيء فان الله به عليم**.
ايها الاحوة الكرام:
اننا بحاجة ماسة الى ان نجتمع ونساهم في فعل الخيرات حتى ننال رضى الله وحتى نغنم بالحسنات كما نحب ان نغنم بالاموال .ولعل تقهقر المسلمين اليوم يعود بالاساس الى التخلي عن فعل الخيرات والى عدم الحث على فعلها.والسكوت عن المنكرات والمحرمات وعدم الحث على هجرانها.اذ الواقع اليوم يثبت ذلك فالمجتمع سكت حتى النصح او الارشاد او الامر بالمعروف او النهي عن المنكر .
ان اجتناب القيام باعمال الخير وهجرانها هو السبب الرئيس في ظهور الفتن ما ظهر منها وما بطن .فبامكان المرء وبمقدوره ان يحث على الخير ويدعو اليه.لكن الواقع اتفقوا على السكوت وعدم التغيير للمنكرات بصفة مطلقة .فهناك العديد من المنكرات التي تقترف امام مرأى ومسمع من الناس لكن لا تجد من يغير هذا المنكر.وعليه السكوت علامة الرضي .
ان رمضان ايها الاخوة :
هو شهر العبادة والصيام.بل ليس هذا فحسب ، بل هو شهر لتدارك ما فات المرء من اعمال البروالخير حتى يقوم المرء بأدائها في هذا الشهر المبجل .ليفوز بالخير الكثير لأن الحسنة بعشر امثالها .واذا كان رمضان هو شهر التوبة والعودة الى الله والكف عن المعاصي ما ظهر منها وما بطن .فان هذا يعني الاقلاع عن كل المحرمات والمنهيات .فهو فرصة لتسجيل الاهداف الرابحة المربحة.
ايها الاخوة الكرام:
كيف ندعي الاسلام ونحن لم نلتزم باوامره ونواهيه ؟مادمنا سكتنا على الباطل ولم تغير النكرات المقترفة من هنا وهناك .كيف ندعي ذلك ونحن نسلب اموال الناس وناكلها ظلما وبهتانا ؟مع العلم اننا نعلم ان الله لاتخفى عليه خافية ونحن متمادون في ذلك.كيف لك ايها الغني يامن تدعي العلم والمعرفة ان تسكت عن المنكرات التي يقترفها الناس امام الملأ ؟
انه لامناص لنا من النصر الا بالعودة الى الله والاعتصام بحبله المتين واصلاح النفس ومراقبتها.والعمل على اصلاح الفاسد منها .انه لا مناص لنا كذلك من النصر الا بالقضاء على الربا والرشوة وكل ما لديه علاقة بالمحرمات .ولابد لنا اولا من فعل الخيرات ومساندة الضعفاء والوقوف الى جانبهم بدل الوقوف ضدهم.
ايها الاغنياء من الناس :
يامن كنزتم الدنيا لأغراضكم ولشهواتكم ؟كنزتموها وطورتموها من الحرام والغش واكل اموال الناس بالباطل والتظاهر باموالكم على الفقراء وهي في جلها العام من الحرام والربا والرشوة.ملأتم بطونكم بالحرام فانتفخت بنبوت لحم من الحرام.انكم اهنتم الفقراء وتكبرتم وتجبرتم عليهم وتحسبون انكم بلغتم عنان السماء فوالله ماهي الا بغتة تعيشونها واغرتكم اموالكم فعند الموت نودوها لتنقذكم من سكرة الموت التي تحلف انكم لو وقعتم بين فكيها فوالله لن تفلتوا ابدا ولن تنجوا من سحقها لكم.
ايها الجبابرة المحتالون على الناس : كيف تزاوجون بين النفاق والايمان وانتم نفاق على نفاق وخداع على خداع **يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون الا انفسهم وما يشعرون**فقد توفرت فيكم صفات المنافقين الاربع من كذب وخيانة وغدر وفجور ؟
ايها المصلحون من الناس :يا من تقاعستم عن اداء مهامكم الموكلة اليكم من وعظ وارشاد فقد استبدلتموها بالتجارة والمقاولة وصرتم تتبعون الدينار والدرهم انى كان واين ذهب.صرتم كالتماثيل المزينة فان رايتها شدت ناظرك واذا نظرت بداخلها فانها تجاويف جوفاء.هكذا هو حال المصلحين والأئمة اليوم عاد همهم جمع المال بدل النصح وكسب الاجر العظيم الذي لا ينفد. وصرتم متميزون فقط بعباءاتكم وعمائمكم والنفاق يطبعكم.
ايها المسلمون الكرام :كيف لكم ان تستقبلوا رمضان ولم تكفوا بعد عن اعمالكم المشينة ؟ان رمضان هوالكف كذلك عن الاعمال القبيحة مثلما تكفون عن الشرب والطعام.فهو اذن شهر للمبادرة بالاحسان للغير ولو بالكلمة الطيبة .وما يخص المسلمين اليوم هوالاتحاد والدعوة الى الله والاخلاص في العمل والاعتصام بحبله المتين.انه شهر للتوبة والندم على ما فات والمسارعة بالمغفرة لأن الله يقول :**سارعوا الى مغفرة من ربكم **وكذلك الاهتمام باحوال المسلمين والحث على الخير والعمل على نشره .وليس رمضان هو الامتناع عن الشراب والطعام من طلوع الفجر الى غروب الشمس. رمضانكم سعيد ومليء بالمغفرة والطاعة.
من اعداد وكلمات الدباغي محمد.

[b]بورك فيك أخانا الدباغي [/b]

شكرا لك لك اخي امحمد على ردك القيم حياك الله.

شكرا على الرد والتشجيع اخي صهيب.ولا شكر على واجب .فانا ملزم بتقديم كل ما يهم المجتمع وخصوصا الشباب ومنهم الفئة المثقفة.