لقد اضحى المجتمع اليوم بصفة عامة يعيش التقهقر في كل شؤون الحياة . بل وعم وشمل وباء المحسوبية اوساطه واستبدل الاعتماد على النفس بالاعتماد على الغير .ولقد وباء المحسوبية والطبقية والمعرفة مسيطرة على زمام الامور .فلم يعد لصاحب العلم دور في قيادة الامة.بل حل مكانه صاحب الوسيط والمعرفة بالرغم من جهله .وقد اعتلى ذلك المكان .وقد سيطر هذا المولود الجديد *المعرفة*على كل شيء .اذ شمل صداه المجالالعملي والوظيفي بل وحتى في الحقوق .فالقوي اليوم هو سيد الموقف حتى ولو كان عبدا حبشيا او عميلا او خائنا .فهو مسير المور بانفة واكبار لانه قد اعتلى تلك المكانة عن طريق من يعدون بالنسبة له الذراع القوي المساند.ولا مكان اليوم للضعفاء والبسطاء ،وصار ارباب هذا الادعاء المزعوم يستقبلون فقط من هم منضون تحت ستار هذا الخير.
ان المحسوبية والرشوة قد اتخذت شعارها من اجل مناصرة الاقوياء والوقوف ضد الضعفاء .فانت ترى ان المجتمع اغصبح هو المعكر لصفاء العدل والمساواة كونه يدعم هذه الفئة البغيضة التي تحمل سما قاتلا للضعفاء والفقراء .فهي يصدق تسميتها بالافاعي القاتلة لانها تقضي على كل من يقف في طريقها .
ان المجتمع الجزائري قد تنصل لدور الضعيف .فلا احد يناصره ولا حتى يسانده في محنه المستعصية ومصائبه الثقيلة .بل وصار الضعيف العوبة يتلاعب بها الاغنياء .بل وم مصطلح ازدياد الغني غنى وافقار الفقير فقرا على فقر بل وحتى افقاره من حقوقه المشروعة.فلو قام الغنى باقتراف جريمة من الجرائم فانه لن يعرض لأي شيء او عقاب .لماذا ياترى؟ لأنه صاحب مال وجاه ولا يمكن انزال العقاب في حقه .
انني ارى وباء المحسوبية وكذا الكيل بمكيالين هو الدافع الاساسي في تدمير المجتمع وظهور الفروق الفردية اوساطه.فالشخص الواحد منهم بأنانيته وجبروته المطلقة مستول على زمام الامور ويجعلها لصالحه ولعائلته ولقبيلته ولمن يشترك معه في نفس المصالح والاغراض .وبفضل المحسوبية تولى الجهلاء من المجتمع والخونة زمام المسؤولية ونهشوا اموال الناس ظلما وبهتانا .وانت ترى بام عينيك ان الواحد منهم يقدسه المجتمع ويرفع من شأنه كون المجتمع في غالبيته المطلقة امة جاهلة لاتعرف الكوع من البوع وفي المقابل تجد العباءات والعمائم واعتياد المساجد مراءات للناس لكن في الداخل البطن ممتلىء بالحرام والقلب كله مسود ظلام على ظلام .اما لو نظرت الى وجوهم فتراها مسودة ومعلمة بخصال المنافق الاربعة .
انني ارى ان صاحب الشهادة الحقة هو من تجده مرميا في الشلرع لا من يناصره ومك هم الطلبة الجامعيون بشهاداتهم تحت الحائط اما اصحاب الجرائم الكبرى هم من تسول لهم الايدي المختلفة لتوصلهم الى مراميهم الفاسدة بالطبع .فمن رضع ابوه العمالة والخيانة والغدر فانه لن يلد الا خائنا منافقا مثله او اكثر منه.وبذلك فيروس المحسوبية اخطر من وباء انفلونزا الخنازير لانه لا دواء له الا دواء القبر.ما اتمناه فقط من الشباب ان يسعوا جادين الى ابطال السفهاء الجاهلين الملحدين الذين ينقضون عهد الله وتجدهم بعباءاتهم يتمايلون ويحجون ولكن لن يقبل منهم شيء ما لم يقلعوا عن افعالهم اليهودية النصرانية لانها مثل اعمال اليهود لعنة الله عليهم ولمن يقتفي اثرهم.