جزائرى وفخور بجزائريتى.الصهاينة يهربون للأبد من قتال الجزائريين
الخميس يوليو 16, 2009 12:29 pm
إصرار صهيوني على إخفاء بطولات الجزائريين
تلك المعلومات جعلتني أمسك بطرف الخيط الموصل لتفاصيل ما بعد معركة الزيتية التي تحدثنا عنها سابقا..
فقادني البحث إلى مذكرات الجنرال "اسحق حوفي"، الذي كتب في صدرها قائلا : إن المعلومات المتعلقة بنتائج المعارك مع الوحدات الجزائرية تحجبها دائرة التأريخ في الجيش الإسرائيلي كما تحجب معلومات كثيرة أخرى عن حرب أكتوبر.
حوفي يقول أيضا أنه طلب الإطلاع على البروتوكولات التي كان قد كتبها أحد ضباطه في الفترة التي كان فيها قائدا لأحد الألوية المدرعة بالمنطقة الجنوبية، والتي تحدث فيها عن المواجهات مع القوات الجزائرية، فحجبوها عنه ولم يوافقوا على منحه حق قراءتها ، قائلا :" برروا هذا بأن ثمة معاهدات تحتم إبقاء هذه المعلومات طي الكتمان، وأن سوريا ومصر لم يسمحا حتى الآن بفتح ملفات تلك الحرب ولذلك فليس من العدل أن تفتحها إسرائيل وحدها".
وفي فقرات أخرى يقول حوفي : ما شاهدته بعيني يؤكد لي وللشعب الإسرائيلي أن قواتنا تكبدت في معركة الزيتية خسائر فادحة، ولم يكتف العدو بما حققه من مكاسب، فشن هجوما معاكسا لم يحاول الجنرال شارون إيقافه أو التصدي له، فقد كانت قوات العدو مترجلة ولا تمتلك عربة واحدة، في حين كانت قواتنا لا تزال بحوزتها أكثر من 160 دبابة و50 مدرعة نصف جنزير، وظلت قوات العدو التي لم يتجاوز تعدادها الـ 400 فرد معظمهم من القوات الخاصة الجزائرية تتعقب قواتنا موقعة فيها عدد من الخسائر، وليت الأمور انتهت عند هذا الحد، بل استطاعت هذه القوات الوصول إلى مركز قيادة القوات الإسرائيلية في منطقة "كاتب الخيل"، فاستولت عليها، وقتلت كل جنودنا بالمنطقة، ومرة أخرى يفر شارون من المواجهة.
ويضيف حوفي : لا أفهم لماذا تخفي المؤسسة العسكرية هذه المعلومات الخطيرة عن الشعب؟، إننا نتحدث عن فرار بالآليات الثقيلة أمام حفنة من المشاة، إن الاستمرار في التعتيم على هذه الحقائق من شأنه أن يجرفنا جميعا إلى الهلاك، فيجب أن يعرف كل إسرائيلي أن تفوقنا العسكري لن يجعل إسرائيل في منأى عن يد العرب، إنهم لديهم الاستعداد لمواجهتنا بالسكين والعصا واثقين أنهم أقوى من سلاحنا، فهل تجدي سياسة إخفاء الفضائح نفعا مع اناس يرمون بأجسادهم للموت.
ومن مذكرات الجنرال "اسحق حوفي" إلى كتاب "إخوتي أبطال المجد" للصحفي الصهيوني "ايلان كفير" تستغيث الحقيقة، "كفير" يقول : أثناء فرار القوات الإسرائيلية من الزيتية، ومع حالة الإرباك الكبيرة التي وقعت فيها تلك القوات جراء مطاردة عدد من عناصر القوات الخاصة المصرية والجزائرية لها، قمت كتيبة دبابات إسرائيلية بفتح النيران عن قرب على مجموعة من الجنود الإسرائيليين وقتل بعضهم وجرح الآخرين بدم بارد كما قال أحد الناجين، لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة بأن الجنود المقابلين لهم عناصر من قوات العدو، فقد كانت حالات الذعر وهواجس الحصار تطارد القوات المنسحبة بشكل فاق الوصف، وينقل الكتاب عن أحد الناجين وهو "موشيه ليفي" قوله:" إنه لم يشفع للجنود الإسرائيليين كونهم عزل لا يحملون أي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون أسماء قادة الكتائب الإسرائيلية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط لأنهم اعتقدوا بأنهم عرب".
ويسرد الكاتب شهادة أحد قادة الدبابات الفارة، وهو العريف أول "شلومو أرمان"، الذي قال : أصيب دبابتي بنيران العدو، فانتقلت مع جنودي إلى دبابة أخرى إلا أن صاروخ ار بي جي أصاب الدبابة، فقفز ركابها محاولين الهرب، لكن زملائنا بدأوا يطلقون علينا النار، لقد كانت الفوضى عارمة والرعب تملك من قلوب الجميع، كان جنود العدو كالأشباح تظهر وتختفي في كل مكان .
الصهاينة والهروب من الجزائريين للأبد
في كتاب "إلى أين تمضى إسرائيل" الذي صدر عام 1974 ، يقول ناحوم غولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق : إن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة "إسرائيل" في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب "إسرائيل" ثمنا باهظا ـ خمسة مليارات دولار ـ وأحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادي في "الدولة الإسرائيلية" التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام، غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي.. لقد انتهت ثقة "الإسرائيليين" في تفوقهم الدائم، ورغم كل ما بذله القادة السياسيون والعسكريون من مجهودات لإزالة هذه الهزة النفسية العنيفة، إلا أن هناك ألاف الإسرائيليين ممن شاهدوا بأعينهم "إسرائيل" وهي تنهار تحت أقدام العرب، كما أن هناك آلاف من الأعداء سواء مصريين أو عرب سيعودون لبيوتهم وبلادهم ليقصون عبر وسائل الإعلام قصص يندى لها الجبين.. انه العار الذي سيلاحق "إسرائيل" للأبد.
وفي فصل آخر من مؤلفه يتحدث الكاتب الصهيوني بعض مواقع الفضيحة، فيقول : لقد أيقن القادة السياسيون والميدانيين في الأيام الأربعة الأولى من حرب أكتوبر أن اختراق القوات العربية وإحداث ثغرة على القناة عبر مواقع القوات الجزائرية أمر مستحيل، وبالرغم من أن هذا العجز كان بالامكان تفاديه والتغلب عليه، إلا أن من وضعت في أيديهم المسؤولية كانوا ضعافا وقليلي الخبرة، بينما كان العدو المستهدف متمرس على القتال ومن فئة مجرمي الحرب، وكانت النتيجة صدور قرارات عمياء تعبر عن الجهل العسكري وسرعة قبول فكرة الهزيمة، وكان أخطر تلك القرارات تغيير الاستراتيجية العسكرية، لتفادي مواجهة القوات الجزائرية، والبحث عن منفذ آخر، فتركت أهم منطقة استراتيجية على قناة السويس، ليستخدمها العدو بحنكة في عملية تطوير الهجوم وتامين العمق المصري.
يواصل غولدمان : انسحب الجيش "الإسرائيلي" بعد معركة الزيتية لمسافة 15 كيلومتر للوراء تاركا قواعده وأسلحته للعدو، وتواصل التقهقر أمام ضربات العدو، وفي ليلة 14 أكتوبر وضعت خطة الثغرة الثالثة، في محاولة من شارون وحاييم بارليف لقطع القوات المصرية عن حليفتها الجزائرية والوصول للضفة الشرقية للقناة، وفي صباح 14 أكتوبر شنت قوات شارون أكثر من خمس هجمات انتهت كلها بالفشل، وبتدمير القوات الإسرائيلية بدرجة لم تشهدها "إسرائيل" من قبل، وأيضا بأسر عددا كبيرا من ضباط وجنود "إسرائيل"، وبناءا على ذلك أمر شارون بالتوقف واتخاذ المواقف الدفاعية بدلا من سلسلة الهجمات الفاشلة.
العدو يعترف بأن الثغرة فشلت
دائما ما يسوق الإعلام العالمي بل والعربي نجاح الصهاينة في عملية الثغرة الثالثة، لكن أطراف نافذة في الكيان الصهيوني تؤكد أن تلك العملية فشلت وكبدت "إسرائيل" خسائر فادحة.
يقول ناحوم غولدمان : تؤكد تسجيلات لجنة التحقيق أن شارون نفسه هو الذي أبلغ القوات الإسرائيلية المحاصرة في بعض النقاط الحصينة بخط بارليف بأن القوات الإسرائيلية تحت قيادته لا تستطيع أن تقدم لهم أية معونة، وأن الأمر متروك لهم ليسلموا أنفسهم للعرب، أو يحاولوا التسلل إلى الخطوط الإسرائيلية إن أمكنهم ذلك، لقد كان الجنرال الصغير يجهز لعمل ما يصنع به مجده، كان يريد لهذا العمل أن يكلل حتى ولو على حساب مستقبل "إسرائيل"، بل كان يريد أن تنهزم بقية قواتنا لتنظر "إسرائيل" إلى صنيعه على أنه النصر الأعظم، ومن هنا أقدم على عملية الثغرة الثالثة أو المغامرة التي كلفت "إسرائيل" ثمنا باهظا من الرجال والعتاد. فقد أكدت القيادة العليا الإسرائيلية _ يقول غولدمان ـ أنها قد أصدرت أوامرها ثلاث مرات متتالية بالانسحاب من "الجيب" الإسرائيلي في غرب القناة وذلك بسبب الخسائر الفادحة الناتجة عن مغامرة الجنرال شارون الذي قام بدوره بتجاهل هذه الأمر، وأكدت شهادة بعض العسكريين الذين شاركوا في تلك المغامرة أمام لجنة "أجرانات" أن منطقة عبور القوات الإسرائيلية كانت أشبه بجهنم، فالعدو كان يدمر كل شئ يتحرك من الجانب الإسرائيلي، وكان الجنود الإسرائيليون في هذه المنطقة هدفا سهلا لمدفعية العدو، كما كانوا هدفا واضحا للطائرات المصرية القاذفة والمقاتلة، فأصبح رجال الجيب أو الثغرة الإسرائيلية رهائن تحت تصرف العدو، وفشلت هذه الورقة سياسيا وأسرعت "إسرائيل" بسحب قواتها إلى عمق سيناء، كما لم يتحقق الهدف النفسي منها، ولكن برز شارون كبطل لحرب يوم السبت الأسود ليصبح بطل الهزيمة الأولى لإسرائيل.
قائد مصري يؤكد هزيمة "إسرائيل" في الثغر
أما المشير الجمسي فيقول : كان الهدف من عملية الثغرة لدي "إسرائيل" محاولة لتحسين صورتها أمام وسائل الإعلام بعد سلسلة من الهزائم ، وينتقد الجمسي الطريقة التي تعاملت بها مصر إعلاميا مع الثغرة، ففي الوقت الذي كان المواطنون يستمعون في الإذاعات الأجنبية وما يكتب في الصحف بالخارج نقلا عن "إسرائيل"، يجدون في الإعلام المصري تعتيما عما يدور في أرض المعركة، وزاد الأمر بلة قرارات السادات التي أعطت الانطباع بأن الفريق سعد الدين الشاذلي لم يبذل الجهد الكافي في التعامل مع تلك الثغرة، في حين أن الشاذلي كان يطبق تماما على قوات العدو، لكن تضارب الآراء في غرفة القيادة بين مطالب بابادة القوات الإسرائيلية، ومطالب بالانتظار لمعرفة هدفها، أعطى الفرصة للعدو للتوهم بأن قواتنا عاجزة عن التصدي له.
ويواصل الجمسي : في صباح 15 أكتوبر ركز العدو مجهوده الرئيسي علي الجنب الأيمن للجيش الثاني بغرض عمل اختراق للجيش والوصول ببعض قواته إلي الضفة الشرقية للقناة، واشتبكت القوات الإسرائيلية بقيادة شارون في قتال عنيف مع القوات المصرية مما جعل تقدمها بطيئا برغم أنها تمكنت من عمل اختراق في مواقع الجنب الأيمن للجيش الثاني، وتحت ستار القتال الشديد تسللت قوة من لواء مظلات إسرائيلي ليلا إلي الشاطئ الشرقي للقناة ليلة 15/16 أكتوبر، ومنها عبرت في قوارب إلي الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الدفرسوار، ولحقت بها سرية دبابات حوالي 7 ـ10 دبابات، وتمكنت قوات الجنب الأيمن للجيش الثاني من إغلاق الممر الصحراوي، وبذلك أصبحت القوات الإسرائيلية في غرب القناة معزولة.
وفي يوم 18 أكتوبر عبرت مجموعة عمليات شارون "الرقم 143" ومجموعة عمليات آدن "163" إلى الغرب، بعد إقامة الجسور عند الدفرسوار، وفي اليوم الموالي عبرت مجموعة عمليات ماجن "الرقم 252" لتنضم للقوات الإسرائيلية، وطوال تلك الأيام الثلاث تصاعد القتال واشتعل في ميدان المعركة الرئيسي شرق الدفرسوار في سيناء وفي معركة المزرعة الصينية، وكانت القيادة الإسرائيلية قد اضطرت إلى إقحام فرقة مدرعة جديدة "فرقة آدان" في المعركة لفتح ممر شمال البحيرات المرة حتى يمكن توصيل المعدات إلي الضفة الشرقية للقناة، فاشتبكت القوات المصرية مع فرقة آدان في معركة المزرعة الصينية، ونجحت القوات المصرية في منعها من فتح الممر بعد معركة ضارية، وللإشارة فان هذه المعركة جذبت اهتمام قيادة الجيش الثاني، بينما كان القتال دائرا علي الجنب الأيمن للجيش في قطاع الفرقة 16 مشاة، وخلال ذلك تمكن الجنرال آدان من تحريك الاطواف العائمة لتنسحب عليها قواته.
إغلاق الثغرة والتفاف العدو على القوات الجزائرية
ويضيف المشير الجمسي : بدأت الدبابات الإسرائيلية تشكل نفسها في مجموعات تطلق نيرانها من مسافة كيلومتر واحد علي مواقع صواريخ الدفاع الجوي، لذلك اتخذ القائد العام قرارا بضرورة سد الثغرة في شرق القناة لمنع تدفق القوات الإسرائيلية، وعزل القوة التي تعمل في الغرب تمهيدا لتدميرها، وفي يوم 17 أكتوبر بدأ تنفيذ الخطة بأن تقوم الفرقة 21 مدرعة (الجيش الثاني) بدفع أحد ألويتها في اتجاه الجنوب وفي نفس الوقت يقوم الجيش الثالث بدفع اللواء 25 مدرع في اتجاه الشمال وبالتالي يمكن سد الثغرة من جهة الشرق بسيناء، وفي نفس الوقت يقوم لواء من الفرقة 23 ميكانيكية بالهجوم ضد قوات العدو الموجودة في غرب القناة، لكن اللواء 25 مدرع تعرض لقصف جوي شديد بعد إحداث الخرق في الحائط الصاروخي، وبالتالي لم يتم سد الثغرة من الشرق، وقام العدو بدفع الجنب الأيمن للجيش لمسافة 3 ـ4 كيلومترات شمالا حتى تمكن من دفع وحدة الكباري وإسقاط كوبري بالقناة، وبالتالي أصبح لقوات شارون كتيبتان من الدبابات وكتيبتان من المظلات محملة علي عربات مجنزرة، ثم اتجه بقواته شمالا في اتجاه الإسماعيلية في محاولة لدخول المدينة لاحتلالها وأحداث تأثير كبير علي معنويات الجيش والشعب المصري، لكن المواطنون الأبطال "المقاومة الشعبية" وقفوا حائط صد في ووجهه، فانسحب جنوبا ليلتحم في ليلة 17 ـ 18 أكتوبر بفرقة آدان المدرعة التي عبرت القناة من جديد وتوجهت كل القوات جنوبا نحو السويس، ومنذ مساء هذا اليوم، ونظرا لأن العدو أصبح لديه فرقتان مدرعتان غرب القناة، كان لابد أن تدور المعارك الرئيسية في المنطقة غرب الدفرسوار، لكن كان واضحا أن تلك القوات تتجه بسرعة تجاه السويس بهدف عزل القوات الجزائرية عن الجيش المصري، والالتفاف عليها، لكنه وقع بين فكي كماشة
.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى