- بهيةعضو بارز
- الجنس :
عدد الرسائل : 1138
العمر : 52
مقر الإقامة : وسط المدينة تينركوك ولاية ادرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 69
نقاط : 2069
هيئة.الامم المتحدة وتعرفها عللا الامير عبد القادر الجزائرى
الأحد مايو 17, 2009 7:36 pm
تعيد الأمم المتحدة "اكتشاف" الأمير عبد القادر الجزائري من خلال معرض وملتقى ينظم ما بين الثالث والحادي والعشرين من شهر أبريل الجاري في قصر الأمم بجنيف.
وقد أشاد مسؤولون أمميون في افتتاح المعرض بدوره الأمير عبد القادر الريادي في مجال القانون الإنساني الدولي.
في زمن الترويج لـ "صدام الحضارات"، وفي ظل تكاثر الحملات التي تمس من الإسلام دينا وحضارة وثقافة سواء بسبب سوء تصرف أبنائه أو جراء تكالب غير المنتسبين إليه، يذهب كثيرون إلى القول بأن تنظيم بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة في جنيف لملتقى ومعرض حول خصال الأمير عبد القادر الجزائري ودوره كـ "رائد في مجال القانون الإنساني"، يعتبر "خطوة جيدة تأتي في الوقت المناسب".
ومن المؤكد أن تنظيم المعرض المخصص للأمير عبد القادر الجزائري في الفترة الممتدة من 3 إلى 21 أبريل 2006 تحت شعار "الأمير عبد القادر الجزائري، رائد القانون الإنساني ومنشد الحوار بين الديانات"، داخل قصر الأمم المتحدة في جنيف، يعتبر رسالة قد تكون لها أكثر من دلالة.
حقائق تاريخية
الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة قام بوضع أسس القانون الإنساني الدولي منذ العام 1837 وهذا حتى قبل ظهور أفكار هنري دينون مؤسس حركة الصليب الأحمر، بل حتى قبل إبرام معاهدة جنيف التي لم تكتمل إلا في العام 1864"
الملتقى الذي نظم قبل افتتاح المعرض، وحضرته شخصيات هامة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وممثلي البعثات المختلفة كان فرصة للتعرف على بعض الحقائق التاريخية ولاكتشاف، كما قال السفير الجزائري في جنيف السيد ادريس الجزائري، بأن "الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة قام بوضع أسس القانون الإنساني الدولي منذ العام 1837 وهذا حتى قبل ظهور أفكار هنري دينون مؤسس حركة الصليب الأحمر، بل حتى قبل إبرام معاهدة جنيف التي لم تكتمل إلا في العام 1864"، على حد قوله.
أما الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فقد أوضح في في خطاب موجه للحضور "أنه لشرف لنا معشر الجزائريين أن يتم إشراك واحد من أبناء الجزائر البررة مع مواطن مرموق من مدينة كالفن هنري دينون، الحامل في نفسه لقسط من الجزائر، ومؤسس حركة الصليب الأحمر".
ما يحتفظ به التاريخ عن الأمير عبد القادر الجزائري، هو أنه قد عمل أثناء معاركه ضد الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، على سن وتطبيق مجموعة قوانين حول كيفية معاملة الأسرى والمعتقلين من جيش العدو، ومن ذلك: "اعتبار أن أي فرنسي يتم أسره في المعارك يجب ان يعتبر أسير حرب، وأن يعامل كذلك إلى أن تتاح فرصة تبادله مقابل أسير جزائري" ، كما "حرم تحريما قاطعا قتل أسير مجرد من السلاح"، وأن "أي عربي يقدم أسيرا فرنسيا يحصل على مكافأة قدرها 8 دورو (وهي العملة الجزائرية التي تساوي 5 سنتيم).
كما حدد الأمير عبد القادر بأن "على أي عربي في حوزته أسير فرنسي، أن يعامل هذا الأخير معاملة حسنة. وفي حال شكوى الأسير من سوء المعاملة، ليس فقط أن المكافئة تسقط بل قد يرافق ذلك بعقوبات أخرى".
وقد استشهد السفير الجزائري في خطابه، بما جرى في عام 1841 من تبادل بين الأمير عبدالقادر وأسقف الجزائر ديبوش عندما طلب هذا الأخير من الأمير إطلاق سراح أحد السجناء.
فقد رد عليه الأمير عبدالقادر بالقول: "لقد كان أجدى بك، بوصفك عبد الإله وصديق الإنسان ليس فقط أن تطلب مني إطلاق سراح أسير واحد بل أن أطلق سراح كل الأسرى المسيحيين"، وأضاف مستشهدا بما جاء في إنجيل العهد الجديد "عامل الآخرين بمثل ما تريد أن تعامل به"، موضحا في الأخير "قد يكون الأسقف قد ادى مهمته على أحسن وجه ... لو قام بجميل من هذا القبيل ... لصالح عدد مماثل من الأسرى المسلمين القابعين في السجون الفرنسية". وقد تمخض عن هذه المراسلات التي جرت بين الرجلين عام 1841 عملية تبادل شهيرة للأسرى بين الجيشين في مكان يسمى سيدي خليفة.
إنساني حتى في المنفى
"أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
تصرف الأمير عبد القادر الجزائري لقي استحسانا حتى من قبل أعدائه، وذلك بشهادة الكونت دو سيفي، احد دعاة الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي ذكر في كتابه "نابليون III والأمير عبد القادر" كيف أن "أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
وأثناء إقامته في منفاه في سوريا، عمل الأمير عبد القادر، باعتراف العديد من قادة تلك الفترة على إنقاذ حوالي 12000 مسيحي ويهودي احتموا بالأمير من غضب جماعات ثائرة. وهو ما دفع العديد من ملوك وقادة تلك الفترة ورجالات الدين الى منح الأمير أوسمة شرف عرفانا لإنقاذ أرواح عدد من رعاياهم بمن فيهم قناصلة روسيا وفرنسا واليونان وأمريكا.
تكريم من قبل حماة القانون الإنساني الدولي
ولا شك أن أجمل تكريم لدور الأمير عبد القادر الجزائري كرائد في مجال القانون الإنساني، مساهمة حماة القانون الإنساني الدولي حاليا، بشكل جماعي في تكريمه ممثلين في شخص المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة لويز آربور، والمفوض السامي لشئون اللاجئين خوان أنطونيو جوتيريس، ورئيس اللجنة الدولية لصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر.
فقد أشادت المفوضة السامية لحقوق الإنسان لويز آربور "بمظاهر التسامح" التي برهن عنها الأمير عبد القادر، مشددة على أننا في حاجة "الى الانفتاح على الآخر" ومعربة عن "الإلتزام بمكافحة عدم التسامح" الذي قالت عنه "إنه أصبح في تعاظم مستمر".
أما المفوض السامي لشئون اللاجئين خوان انطونيو جوتيريس الذي قال أنه "سعيد للمشاركة في هذا الحفل لكونه ينتمي الى بلد "(أي البرتغال) كان يعيش في جهل في وقت كانت فيه قرطبة منارة المعرفة والحضارة". كما انه بوصفه راعي معاهدة 1951 لحماية اللاجئين في العالم، يجد أن مبادئ هذه المعاهدة "تستقي نظرتها الشاملة من مصادر القانون الإسلامي أي الحديث والسنة". واختتم كلامه بالتذكير بأن "الجزائر كانت ملاذا لمؤسسي الديمقراطية البرتغالية إبان حكم دكتاتورية سالازار".
وقد كلف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر الذي يقوم بزيارة للخارج ، أحد أعوانه لتقديم رسالة مفادها "أن من الخطأ اعتبار أن بداية القانون الإنساني الدولي بدأت مع معاهدات جنيف". إذ أشار رئيس اللجنة الدولية في بحث مفصل الى أن روادا أسهموا في هذا المجال قبل هنري دينون من أمثال حمو رابي وصلاح الدين الأيوبي ... والأمير عبد القادر الجزائري. ويرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان بعضا من القوانين التي سطرها الأمير عبد القادر "لم تفقد من قيمتها حتى اليوم".
وقد ساهم في إظهار شخصية الأمير عبد القادر الجزائري ليس فقط كقائد عسكري بل بالدرجة الأولى كرجل حوار بين الأديان وتسامح بين الطوائف ، كل من الأمير حسن بن طلال الذي مثله سفير الأردن و ممثل بعثة الفاتيكان في جنيف الذي تلى رسالة موجهة للملتقى من قبل المكتب البابوي لحوار الأديان.
وكانت الخاتمة مع الأب ميشال لاغارد الذي تعلم اللغة العربية وأتقنها طوال سبعة أعوام لكي يتمكن من ترجمة ونشر كتاب الأمير عبد القادر " كتاب المواقف" باللغة الفرنسية وهو المؤلف الذي يعكس تعلق الأمير عبد القادر بشخصية لها وزنها في تاريخ الحضارة الإسلامية أي ابن العربي ويقدم تحليلا لبعض مؤلفاته وبالأخص كتاب " الفتوحات المكية".
وليس الجميل فقط أن تستمع في إحدى قاعات الأمم المتحدة في جنيف، وأمام حضور دولي هام، لرجل دين مسيحي يتحدث بإعجاب وبلغة عربية فصحى، عن إنسانية شخصية عربية مسلمة، بل الجميل أيضا أنها فرصة سمحت للعديد حتى من العرب والمسلمين أن يكتشفوا حقائق يجهلونها عن شخصية عربية ومسلمة تاريخية من هذا الطراز.
ولا لوم في ذلك لأنه من المؤكد أن العديد من الجزائريين أنفسهم يجهلون الكثير مما قيل في هذه الأمسية عن خصال الأمير عبد القادر الجزائري.
وقد أشاد مسؤولون أمميون في افتتاح المعرض بدوره الأمير عبد القادر الريادي في مجال القانون الإنساني الدولي.
في زمن الترويج لـ "صدام الحضارات"، وفي ظل تكاثر الحملات التي تمس من الإسلام دينا وحضارة وثقافة سواء بسبب سوء تصرف أبنائه أو جراء تكالب غير المنتسبين إليه، يذهب كثيرون إلى القول بأن تنظيم بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة في جنيف لملتقى ومعرض حول خصال الأمير عبد القادر الجزائري ودوره كـ "رائد في مجال القانون الإنساني"، يعتبر "خطوة جيدة تأتي في الوقت المناسب".
ومن المؤكد أن تنظيم المعرض المخصص للأمير عبد القادر الجزائري في الفترة الممتدة من 3 إلى 21 أبريل 2006 تحت شعار "الأمير عبد القادر الجزائري، رائد القانون الإنساني ومنشد الحوار بين الديانات"، داخل قصر الأمم المتحدة في جنيف، يعتبر رسالة قد تكون لها أكثر من دلالة.
حقائق تاريخية
الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة قام بوضع أسس القانون الإنساني الدولي منذ العام 1837 وهذا حتى قبل ظهور أفكار هنري دينون مؤسس حركة الصليب الأحمر، بل حتى قبل إبرام معاهدة جنيف التي لم تكتمل إلا في العام 1864"
الملتقى الذي نظم قبل افتتاح المعرض، وحضرته شخصيات هامة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وممثلي البعثات المختلفة كان فرصة للتعرف على بعض الحقائق التاريخية ولاكتشاف، كما قال السفير الجزائري في جنيف السيد ادريس الجزائري، بأن "الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة قام بوضع أسس القانون الإنساني الدولي منذ العام 1837 وهذا حتى قبل ظهور أفكار هنري دينون مؤسس حركة الصليب الأحمر، بل حتى قبل إبرام معاهدة جنيف التي لم تكتمل إلا في العام 1864"، على حد قوله.
أما الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فقد أوضح في في خطاب موجه للحضور "أنه لشرف لنا معشر الجزائريين أن يتم إشراك واحد من أبناء الجزائر البررة مع مواطن مرموق من مدينة كالفن هنري دينون، الحامل في نفسه لقسط من الجزائر، ومؤسس حركة الصليب الأحمر".
ما يحتفظ به التاريخ عن الأمير عبد القادر الجزائري، هو أنه قد عمل أثناء معاركه ضد الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، على سن وتطبيق مجموعة قوانين حول كيفية معاملة الأسرى والمعتقلين من جيش العدو، ومن ذلك: "اعتبار أن أي فرنسي يتم أسره في المعارك يجب ان يعتبر أسير حرب، وأن يعامل كذلك إلى أن تتاح فرصة تبادله مقابل أسير جزائري" ، كما "حرم تحريما قاطعا قتل أسير مجرد من السلاح"، وأن "أي عربي يقدم أسيرا فرنسيا يحصل على مكافأة قدرها 8 دورو (وهي العملة الجزائرية التي تساوي 5 سنتيم).
كما حدد الأمير عبد القادر بأن "على أي عربي في حوزته أسير فرنسي، أن يعامل هذا الأخير معاملة حسنة. وفي حال شكوى الأسير من سوء المعاملة، ليس فقط أن المكافئة تسقط بل قد يرافق ذلك بعقوبات أخرى".
وقد استشهد السفير الجزائري في خطابه، بما جرى في عام 1841 من تبادل بين الأمير عبدالقادر وأسقف الجزائر ديبوش عندما طلب هذا الأخير من الأمير إطلاق سراح أحد السجناء.
فقد رد عليه الأمير عبدالقادر بالقول: "لقد كان أجدى بك، بوصفك عبد الإله وصديق الإنسان ليس فقط أن تطلب مني إطلاق سراح أسير واحد بل أن أطلق سراح كل الأسرى المسيحيين"، وأضاف مستشهدا بما جاء في إنجيل العهد الجديد "عامل الآخرين بمثل ما تريد أن تعامل به"، موضحا في الأخير "قد يكون الأسقف قد ادى مهمته على أحسن وجه ... لو قام بجميل من هذا القبيل ... لصالح عدد مماثل من الأسرى المسلمين القابعين في السجون الفرنسية". وقد تمخض عن هذه المراسلات التي جرت بين الرجلين عام 1841 عملية تبادل شهيرة للأسرى بين الجيشين في مكان يسمى سيدي خليفة.
إنساني حتى في المنفى
"أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
تصرف الأمير عبد القادر الجزائري لقي استحسانا حتى من قبل أعدائه، وذلك بشهادة الكونت دو سيفي، احد دعاة الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي ذكر في كتابه "نابليون III والأمير عبد القادر" كيف أن "أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
وأثناء إقامته في منفاه في سوريا، عمل الأمير عبد القادر، باعتراف العديد من قادة تلك الفترة على إنقاذ حوالي 12000 مسيحي ويهودي احتموا بالأمير من غضب جماعات ثائرة. وهو ما دفع العديد من ملوك وقادة تلك الفترة ورجالات الدين الى منح الأمير أوسمة شرف عرفانا لإنقاذ أرواح عدد من رعاياهم بمن فيهم قناصلة روسيا وفرنسا واليونان وأمريكا.
تكريم من قبل حماة القانون الإنساني الدولي
ولا شك أن أجمل تكريم لدور الأمير عبد القادر الجزائري كرائد في مجال القانون الإنساني، مساهمة حماة القانون الإنساني الدولي حاليا، بشكل جماعي في تكريمه ممثلين في شخص المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة لويز آربور، والمفوض السامي لشئون اللاجئين خوان أنطونيو جوتيريس، ورئيس اللجنة الدولية لصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر.
فقد أشادت المفوضة السامية لحقوق الإنسان لويز آربور "بمظاهر التسامح" التي برهن عنها الأمير عبد القادر، مشددة على أننا في حاجة "الى الانفتاح على الآخر" ومعربة عن "الإلتزام بمكافحة عدم التسامح" الذي قالت عنه "إنه أصبح في تعاظم مستمر".
أما المفوض السامي لشئون اللاجئين خوان انطونيو جوتيريس الذي قال أنه "سعيد للمشاركة في هذا الحفل لكونه ينتمي الى بلد "(أي البرتغال) كان يعيش في جهل في وقت كانت فيه قرطبة منارة المعرفة والحضارة". كما انه بوصفه راعي معاهدة 1951 لحماية اللاجئين في العالم، يجد أن مبادئ هذه المعاهدة "تستقي نظرتها الشاملة من مصادر القانون الإسلامي أي الحديث والسنة". واختتم كلامه بالتذكير بأن "الجزائر كانت ملاذا لمؤسسي الديمقراطية البرتغالية إبان حكم دكتاتورية سالازار".
وقد كلف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر الذي يقوم بزيارة للخارج ، أحد أعوانه لتقديم رسالة مفادها "أن من الخطأ اعتبار أن بداية القانون الإنساني الدولي بدأت مع معاهدات جنيف". إذ أشار رئيس اللجنة الدولية في بحث مفصل الى أن روادا أسهموا في هذا المجال قبل هنري دينون من أمثال حمو رابي وصلاح الدين الأيوبي ... والأمير عبد القادر الجزائري. ويرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان بعضا من القوانين التي سطرها الأمير عبد القادر "لم تفقد من قيمتها حتى اليوم".
وقد ساهم في إظهار شخصية الأمير عبد القادر الجزائري ليس فقط كقائد عسكري بل بالدرجة الأولى كرجل حوار بين الأديان وتسامح بين الطوائف ، كل من الأمير حسن بن طلال الذي مثله سفير الأردن و ممثل بعثة الفاتيكان في جنيف الذي تلى رسالة موجهة للملتقى من قبل المكتب البابوي لحوار الأديان.
وكانت الخاتمة مع الأب ميشال لاغارد الذي تعلم اللغة العربية وأتقنها طوال سبعة أعوام لكي يتمكن من ترجمة ونشر كتاب الأمير عبد القادر " كتاب المواقف" باللغة الفرنسية وهو المؤلف الذي يعكس تعلق الأمير عبد القادر بشخصية لها وزنها في تاريخ الحضارة الإسلامية أي ابن العربي ويقدم تحليلا لبعض مؤلفاته وبالأخص كتاب " الفتوحات المكية".
وليس الجميل فقط أن تستمع في إحدى قاعات الأمم المتحدة في جنيف، وأمام حضور دولي هام، لرجل دين مسيحي يتحدث بإعجاب وبلغة عربية فصحى، عن إنسانية شخصية عربية مسلمة، بل الجميل أيضا أنها فرصة سمحت للعديد حتى من العرب والمسلمين أن يكتشفوا حقائق يجهلونها عن شخصية عربية ومسلمة تاريخية من هذا الطراز.
ولا لوم في ذلك لأنه من المؤكد أن العديد من الجزائريين أنفسهم يجهلون الكثير مما قيل في هذه الأمسية عن خصال الأمير عبد القادر الجزائري.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى