أنفلونزا الكذب وشهادة الزور أخطر من أنفلونزا الخنازير
الثلاثاء مايو 12, 2009 11:51 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد..،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ففي الوقت الذي تجتاح العالم حالة من القلق والحذر بسبب الخوف من تحول أنفلونزا
الطيور أو أنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمي ، وتتخذ لذلك كافة التدابير الطبية وحالات
استنفار عالمية تبحث تأثير ذلك على البيئة والصحة والاقتصاد ، وحتى وجد تنسيق بين
الفرقاء لمنع تفشي الوباء
في الوقت نفسه خرجت تقارير أخرى تدعي أن هذا الوباء ليس إلا وباء
مفتعلا ، وأن خطورته ليست بهذه الدرجة بل يمكن لأيسر الأدوية والمضادات الحيوية
القضاء عليه إذا اكتشف مبكرا ، وإنما تم تضخيم الأمر لحاجة في نفس هؤلاء المنتفعين
ولارتباطات بالأزمة العالمية
لكن أيا ما يكون الأمر
فإن أمراض الأبدان والطواعين والأوبئة من البلاء في الدنيا ، الذي قدره الله على
عباده والتي ليست عيبا في نفسها بحيث يستحيى منها ، فنؤمر بالصبر عليها مع السعي في
علاجها فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على أم السائب
فقال : (( مالك ؟ يا أم السائب تزفزفين ؟ " قالت :
الحمى لا بارك الله فيها
فقال " لا تسبي الحمى . فإنها تذهب خطايا بني آدم . كما
يذهب الكير خبث الحديد )) رواه مسلم
ومع ذلك أمر بالتداوي منها كما أخرج البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال :
(( الحمى من فيح جهنم ، فابردوها بالماء ))
لكن بلاء المعاصي والذنوب من مرض الأرواح فلا يصبر عليه ولا يتورع أحد على تشنيع
خبره واسمه ورسمه فقد شبه الله عز وجل بعض الذنوب بأكل الميتات فقال سبحانه :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ
رَحِيمٌ )) (الحجرات:12)
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الذنوب قاذورات فقال
((اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر
الله ، و ليتب إلى الله ، فإنه من يبد لنا صفحته ، نقم عليه كتاب الله ))
وحسنه الألباني والهيثمي
ومن العجيب جدا في ملك الله تعالى ارتباط الكثير من أمراض الأبدان بفشو القاذورات
وازدياد أمراض الأرواح ، فكلما زادت الذنوب والمعاصي زادت في المقابل أمراض
الأوبئة والطواعين
قال سبحانه : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) (الروم:41)
وفي الحديث المتفق عليه عن زينب رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ،
أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : (( نعم ، إذا كثر الخبث ))
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لم تظهر
الفاحشة في قوم قط ؛ حتى يعلنوا بها ؛ إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن
مضت في أسلافهم الذين مضوا )) حسنه المنذري وابن حجر والألباني
وجماع ذلك كله قول الله سبحانه وتعالى
(( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )) (الشورى:30)
ولذلك فإن واجب المسلمين وخاصة الدعاة منهم أن يحذروا من المعاصي والذنوب
وأجدر ما ينبغي التحذير منه بعد التحذير من الشرك ما كان من وسائله وبعده ما عد في
الكبائر من الذنوب خاصة لو كان هذا الذنب قد استشرى وعم فساده وزاد شره وخيف
على الهلكة بسببه ألا ترى معي أن قوم شعيب جمعوا إلى الكفر نقص المكيال والميزان فجمع
إلى دعوتهم إلى التوحيد أمرهم بترك هذا الذنب العظيم والبلاء المبين الذي صار فيهم عاما
وكذلك كانت دعوة الأنبياء ولما رأيت بعض الذنوب قد استشرت في الملتقيات الإسلامية
ومنتديات الحوار الإسلامي والتي ينتظر منها أن تقارب بين
المسلمين ويرجى فيها جمعهم على قضاياهم وتكتيلهم لنصرة أمتهم الحقيقية إذا بنا نفاجئ
بأمراض فتاكة ما تكون في أمة إلا أهلكتها وذهبت بريحها وقوتها وأفضت إلى التنازع
والتحاسد ودلت على التقاطع والتدابر ولم نر بسببها المسلمين عباد الله إخوانا
هذه الذنوب ككل الذنوب إن فشت وكثرت وظهرت وأعلن الناس بها كان لها تأثير كبير في
حلول المصائب في الأبدان والأرواح وأفضت إلى التنازع وتسلط الجبابرة
لذلك ليس أحسن للناس بعد الدعوة إلى الله من التحذير منها والتقبيح لها
====
من هذه الذنوب أحبتي في الله شهادة الزور قبحها الله من شهادة تورد صاحبها الهلكة في
الدنيا والآخرة وأرجو من الجميع الآن أن يخلصوا في القراءة لهذه الكلمات فوالله ما كتبتها
إلا رجاء ثوابها ونفع نفسي وإخواني بها لا أروم بها رمي أحد بعينه فبالله لا يلفتنكم الشيطان
عن قبولها بإشغالكم في قصد قائلها فما هي إلا موعظة من كلام الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع شهادة الزور ذنب قبيح
قال الله جل وعلا : (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ
الْأَنْعَامُ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ))
(الحج:30)
روي خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((عدلت شهادة الزور الإشراك بالله ثلاثا ثم قرأ قوله تعالى : " فاجتنبوا الرجس من
الأوثان واجتنبوا قول الزور . حنفاء لله غير مشركين به " .... ))
حسنه الهيثمي وابن عبد البر وابن حجر
وفي الحديث المتفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ،
وعقوق الوالدين - وكان متكئا فجلس فقال - ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، ألا
وقول الزور ، وشهادة الزور )) فما زال يقولها ، حتى قلنا : ليته سكت
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من لم
يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
وقد روى البخاري ومسلم أن معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة آخر قدمة قدمها ،
فخطبنا فأخرج كبة من شعر ، فقال : ما كنت أرى أن أحدا يفعل هذا غير اليهود ،
وإن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور . يعني الوصال في الشعر
نعلم جميعا أن الله حرم الكذب وأن النبي صلى الله عليه وسلم نزه المسلم عن الكذب وذكر
أنه من أخلاق أهل الفجور لكن قول الزور والشهادة به وإن كانت نوعا الكذب المنهي
عنه والمتوعد صاحبه بعذاب أليم في الآخرة
كما أخرج البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (( رأيت رجلين أتياني ، قالا : الذي رأيته يشق شدقه فكذاب ، يكذب
بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيصنع به إلى يوم القيامة ))
لكن شهادة الزور تزيد في معناها على مطلق الكذب بأمور كثيرة لزيادة معنى الشهادة
على مطلق الخبر قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : " أصل الزور
تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته حتى يخيل لمن سمعه أنه بخلاف ما هو به " .
لذلك لا تعجب أن جعله الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم عديلا للشرك
بعد ما علمت من خطورة الكذب وسوء عاقبة أهله
إن مظاهر شهادة الزور في المنتديات الإسلامية كثيرة جدا
فمنها : نقل ما علم كذبه على أنه حقيقة دون التنبيه على ذلك
ومنها : الثناء والمدح للمقالات السيئة التي لا تحمل فكرة نافعة
ومنها : الثناء على من ساءت أخلاقهم ومحاباتهم ونسبتهم إلى الفضيلة والأدب
ومنها : الثناء على مناهج الكُتَّاب دون سبرها ودراستها
ومنها : مساندة بعض الكُتَّاب في اخطائهم الظاهرة للاتفاق معهم في قضايا أخرى
إن هذا الداء في المنتديات الإسلامية في غاية الانتشار حتى يخيل إليك أنك لا تجد أحدا
يخلص منه فكل ضارب له بسهم في شهادة الزور إلا من رحم الله تعالى
ولما كان فشو المعاصى سببا من أسباب الهلاك والضياع كان لزاما علينا تذكير إخواننا
بخطورة الموقف
يا كُتَّاب المنتديات
إياكم وشهادة الزور إياكم وقول الزور إياكم وشهادة الزور إياكم وقول الزور
لقد قرن الله بين شهادة الزور وبين الشرك
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر من أكبر الكبائر
فيا إخواننا في الله الصدق الصدق ولا تكتموا شهادة الحق ولو على أنفسكم
ألم تسمعوا قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ
وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ..)) (النساء:135) ألم يوقفكم قول الله جل
ذكره : (( .. وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ )) (البقرة:283)
أيها الأحبة إذا كانت ملتقياتنا يشهد فيها الزور فلا خير من ورائها فكن من هؤلاء الذين
قال الله تعالى فيهم : (( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ))
(الفرقان:72)
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد..،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ففي الوقت الذي تجتاح العالم حالة من القلق والحذر بسبب الخوف من تحول أنفلونزا
الطيور أو أنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمي ، وتتخذ لذلك كافة التدابير الطبية وحالات
استنفار عالمية تبحث تأثير ذلك على البيئة والصحة والاقتصاد ، وحتى وجد تنسيق بين
الفرقاء لمنع تفشي الوباء
في الوقت نفسه خرجت تقارير أخرى تدعي أن هذا الوباء ليس إلا وباء
مفتعلا ، وأن خطورته ليست بهذه الدرجة بل يمكن لأيسر الأدوية والمضادات الحيوية
القضاء عليه إذا اكتشف مبكرا ، وإنما تم تضخيم الأمر لحاجة في نفس هؤلاء المنتفعين
ولارتباطات بالأزمة العالمية
لكن أيا ما يكون الأمر
فإن أمراض الأبدان والطواعين والأوبئة من البلاء في الدنيا ، الذي قدره الله على
عباده والتي ليست عيبا في نفسها بحيث يستحيى منها ، فنؤمر بالصبر عليها مع السعي في
علاجها فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على أم السائب
فقال : (( مالك ؟ يا أم السائب تزفزفين ؟ " قالت :
الحمى لا بارك الله فيها
فقال " لا تسبي الحمى . فإنها تذهب خطايا بني آدم . كما
يذهب الكير خبث الحديد )) رواه مسلم
ومع ذلك أمر بالتداوي منها كما أخرج البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال :
(( الحمى من فيح جهنم ، فابردوها بالماء ))
لكن بلاء المعاصي والذنوب من مرض الأرواح فلا يصبر عليه ولا يتورع أحد على تشنيع
خبره واسمه ورسمه فقد شبه الله عز وجل بعض الذنوب بأكل الميتات فقال سبحانه :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ
رَحِيمٌ )) (الحجرات:12)
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الذنوب قاذورات فقال
((اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر
الله ، و ليتب إلى الله ، فإنه من يبد لنا صفحته ، نقم عليه كتاب الله ))
وحسنه الألباني والهيثمي
ومن العجيب جدا في ملك الله تعالى ارتباط الكثير من أمراض الأبدان بفشو القاذورات
وازدياد أمراض الأرواح ، فكلما زادت الذنوب والمعاصي زادت في المقابل أمراض
الأوبئة والطواعين
قال سبحانه : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) (الروم:41)
وفي الحديث المتفق عليه عن زينب رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ،
أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : (( نعم ، إذا كثر الخبث ))
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لم تظهر
الفاحشة في قوم قط ؛ حتى يعلنوا بها ؛ إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن
مضت في أسلافهم الذين مضوا )) حسنه المنذري وابن حجر والألباني
وجماع ذلك كله قول الله سبحانه وتعالى
(( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )) (الشورى:30)
ولذلك فإن واجب المسلمين وخاصة الدعاة منهم أن يحذروا من المعاصي والذنوب
وأجدر ما ينبغي التحذير منه بعد التحذير من الشرك ما كان من وسائله وبعده ما عد في
الكبائر من الذنوب خاصة لو كان هذا الذنب قد استشرى وعم فساده وزاد شره وخيف
على الهلكة بسببه ألا ترى معي أن قوم شعيب جمعوا إلى الكفر نقص المكيال والميزان فجمع
إلى دعوتهم إلى التوحيد أمرهم بترك هذا الذنب العظيم والبلاء المبين الذي صار فيهم عاما
وكذلك كانت دعوة الأنبياء ولما رأيت بعض الذنوب قد استشرت في الملتقيات الإسلامية
ومنتديات الحوار الإسلامي والتي ينتظر منها أن تقارب بين
المسلمين ويرجى فيها جمعهم على قضاياهم وتكتيلهم لنصرة أمتهم الحقيقية إذا بنا نفاجئ
بأمراض فتاكة ما تكون في أمة إلا أهلكتها وذهبت بريحها وقوتها وأفضت إلى التنازع
والتحاسد ودلت على التقاطع والتدابر ولم نر بسببها المسلمين عباد الله إخوانا
هذه الذنوب ككل الذنوب إن فشت وكثرت وظهرت وأعلن الناس بها كان لها تأثير كبير في
حلول المصائب في الأبدان والأرواح وأفضت إلى التنازع وتسلط الجبابرة
لذلك ليس أحسن للناس بعد الدعوة إلى الله من التحذير منها والتقبيح لها
====
من هذه الذنوب أحبتي في الله شهادة الزور قبحها الله من شهادة تورد صاحبها الهلكة في
الدنيا والآخرة وأرجو من الجميع الآن أن يخلصوا في القراءة لهذه الكلمات فوالله ما كتبتها
إلا رجاء ثوابها ونفع نفسي وإخواني بها لا أروم بها رمي أحد بعينه فبالله لا يلفتنكم الشيطان
عن قبولها بإشغالكم في قصد قائلها فما هي إلا موعظة من كلام الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع شهادة الزور ذنب قبيح
قال الله جل وعلا : (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ
الْأَنْعَامُ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ))
(الحج:30)
روي خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((عدلت شهادة الزور الإشراك بالله ثلاثا ثم قرأ قوله تعالى : " فاجتنبوا الرجس من
الأوثان واجتنبوا قول الزور . حنفاء لله غير مشركين به " .... ))
حسنه الهيثمي وابن عبد البر وابن حجر
وفي الحديث المتفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ،
وعقوق الوالدين - وكان متكئا فجلس فقال - ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، ألا
وقول الزور ، وشهادة الزور )) فما زال يقولها ، حتى قلنا : ليته سكت
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من لم
يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
وقد روى البخاري ومسلم أن معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة آخر قدمة قدمها ،
فخطبنا فأخرج كبة من شعر ، فقال : ما كنت أرى أن أحدا يفعل هذا غير اليهود ،
وإن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور . يعني الوصال في الشعر
نعلم جميعا أن الله حرم الكذب وأن النبي صلى الله عليه وسلم نزه المسلم عن الكذب وذكر
أنه من أخلاق أهل الفجور لكن قول الزور والشهادة به وإن كانت نوعا الكذب المنهي
عنه والمتوعد صاحبه بعذاب أليم في الآخرة
كما أخرج البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (( رأيت رجلين أتياني ، قالا : الذي رأيته يشق شدقه فكذاب ، يكذب
بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيصنع به إلى يوم القيامة ))
لكن شهادة الزور تزيد في معناها على مطلق الكذب بأمور كثيرة لزيادة معنى الشهادة
على مطلق الخبر قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : " أصل الزور
تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته حتى يخيل لمن سمعه أنه بخلاف ما هو به " .
لذلك لا تعجب أن جعله الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم عديلا للشرك
بعد ما علمت من خطورة الكذب وسوء عاقبة أهله
إن مظاهر شهادة الزور في المنتديات الإسلامية كثيرة جدا
فمنها : نقل ما علم كذبه على أنه حقيقة دون التنبيه على ذلك
ومنها : الثناء والمدح للمقالات السيئة التي لا تحمل فكرة نافعة
ومنها : الثناء على من ساءت أخلاقهم ومحاباتهم ونسبتهم إلى الفضيلة والأدب
ومنها : الثناء على مناهج الكُتَّاب دون سبرها ودراستها
ومنها : مساندة بعض الكُتَّاب في اخطائهم الظاهرة للاتفاق معهم في قضايا أخرى
إن هذا الداء في المنتديات الإسلامية في غاية الانتشار حتى يخيل إليك أنك لا تجد أحدا
يخلص منه فكل ضارب له بسهم في شهادة الزور إلا من رحم الله تعالى
ولما كان فشو المعاصى سببا من أسباب الهلاك والضياع كان لزاما علينا تذكير إخواننا
بخطورة الموقف
يا كُتَّاب المنتديات
إياكم وشهادة الزور إياكم وقول الزور إياكم وشهادة الزور إياكم وقول الزور
لقد قرن الله بين شهادة الزور وبين الشرك
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر من أكبر الكبائر
فيا إخواننا في الله الصدق الصدق ولا تكتموا شهادة الحق ولو على أنفسكم
ألم تسمعوا قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ
وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ..)) (النساء:135) ألم يوقفكم قول الله جل
ذكره : (( .. وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ )) (البقرة:283)
أيها الأحبة إذا كانت ملتقياتنا يشهد فيها الزور فلا خير من ورائها فكن من هؤلاء الذين
قال الله تعالى فيهم : (( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ))
(الفرقان:72)
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى