الرئيسية
التسجيل
دخول
بهيةعضو بارز
- الجنس :
عدد الرسائل : 1138
العمر : 52
مقر الإقامة : وسط المدينة تينركوك ولاية ادرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 69
نقاط : 2069
الذّكرى العشرون لتأسيس المنظّمة الوطنية لأبناء الشهداء
الإثنين أبريل 27, 2009 9:07 am
الشهيد هو الوجه الآخر للجزائر- أثناء محنتها- ببذله ومفاداته وببطولاته المختلفة في سبيل فك أسار الجزائر وتخليصها من قبضة المحتل الغاشم •
الشهيد هو ثمن النصر •• وهو في نهاية المطاف النصر بعينه••• هوّيته خطّها بجدارة واستحقاق، ضمن ألوان الراية الوطنية وهذه الأخيرة تجسّّد جماع رموز الانتصار على الإطلاق •
الشهيد هو الاستثناء المغاير لكل الاستثناءات بفرادته وتميّزه، لأنه خلاصة البطولة وجماع المفاداة بثباته على أرض الملحمة والابتلاء في ساعة العسرة •• وهو المقاومة المستمرة في تعاملها مع مخططات العدو•
الشهيد هو تلك الحالة الخاصة التي لا تشبهها أية حالة أخرى في فرادتها وخصوصيّتها وتميّزها على كل ما سواها في مسار التاريخ• زمن الاستشهاد هو الزمن الفيصل بين الحرية والاستعباد •• وهو التضحية في أسمى صورها، لأن الشهيد يبذل حياته بمحض إرادته في سبيل رفع الضّيم عن الآخرين ويتنازل عن حقّه في الحياة حماية لمستقبل أمته وحفاظا على كرامة شعبه•
الشهيد في ميادين الشرف وساحات الوغى، صورة من أجمل الصور الفارقة بين الحرص على الحياة والرغبة في الاستشهاد •• وأجمل ما في هو الحياة التي لا يفتقدها الشهيد كبقية الناس الذين تنتهي حيواتهم بحلول الأجل المحتوم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"•
ذكرى الشهيد لا يكفيها مدار السنة بأيامها وليالها•• فالزمن بساعاته ودقائقه وثوانيه يزدحم بالبطولة ويزخر بالملاحم ، وهذه الأخيرة تتراقص عليها أرواح الشهداء في كل وقت وحين•• وكل واقعة استشهاء يشهد على ما فيها من تضحية واستبسال يوم من أيام الله، والجزائر كلها من أيام الحافلة بالاستشهاد الذي أنهى كل صنوف المظالم والاعتساف•
والاستشهاد في الجزائر هو الورقة التي لانزال وسنبقى نفتخر ونفاخر بها، لأنها الورقة التي انعقد عليها الرهان•• وكان الرهان في محله، واندحر كابوس الاستدمار أمام موجة الاستشهاد الكاسحة التي لم تعرف مثلها القرون الثلاثة الآفلة - قبل القرن العشرين - (السابع عشر، الثامن عشر، التاسع عشر) وكان القرن العشرون في مطالع منتصفه الثاني على موعد مع رادة البطولة وفرسان الشجاعة، ورواد المنازلة الفاصلة للثورة الجزائرية المباركة التي جاءت على قدر، وغدت مضربا للأمثال، ووضعت العالم بأسره على محك ، معلنة تغيير واقع الشعب الجزائري البئيس، والانتقال بواقعه المزري من حال إلى حال آخر بوساطة المجابهات المسلحة التي سوف يذعن لها الاستكبار الأصم رغما عنه وعن مظالمه التي خالها أمرا محتوما مؤبدا لا يتغير•
وتبقى التضحيات التي قدمها الشهداء في الجزائر تضحيات لا تطالها تضحيات أخرى، لأنها التضحيات التي ستظل ممهورة بالدماء والأشلاء والأرواح، وهي في حقيقتها خلاصة للبطولات التي لا صنو لها، ومن ثم خلدتها ذاكرة التحرير وسجلتها مواقف الشهداء في مشاهد مدهشة حفظتها أسفار التاريخ•
ويختلف مدلول الاستشهاد في الثورة التحريرية الجزائرية عن غيره في الثورات الأخرى، لأن الثورة الجزائرية ضرب آخر بتضحياتها وبمفاهيمها الجزائرية المتجذرة في أعماق هويتها الإسلامية التي لا تقبل الضيم ولا الدنية في دينها، وهي أمام كل الخيارات لا تساوم بالوطن، وتبذل في سبيله كل ما تملك من أرواح، ولا يعنيها بعد ذلك سوى سلامة الوطن من كل عسف واحتلال•
تلك هي رسالة الشهداء على مر الدهور وتعاقب الأزمان، تقاوم المعتدي وتدحر المحتل وترفض الاستسلام، وتواصل مهمة حماية الأرض والعرض، كلما ادلهمت الخطوب وأحدقت بحدود البلاد والعباد الأخطار، فتنهض قوافل الاستبسال والاستشهاد بأقدس المهام على الإطلاق، وتتجند في ظرف قياسي وراء قيادات عركت ميادين الوغى، ومردت على إدارة العمليات العسكرية في مواقع مختلفة فتكسب منها تجاربها النوعية، وتترجم كل ذلك في الجبهات التي يتهددها الخطر بالأسلوب الناجع والمناسب، الذي يكبد العدو الخسائر المتلاحقة التي تمزق جيوشه شر ممزق أثناء لمواجهات، وتحد من زحفه وتجبره على التراجع، وتجعله يولي الأدبار•
وإذا كان يوم 18 فيفري هو اليوم الوطني للشهيد من كل سنة فإن يوم 18 فيفري 2009 بالتحديد، هو اليوم المصادف للذكرى العشرين لتأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، هذه المنظمة الفتية التي جاءت بعد نضالات شريفة وجهود مضنية لا يتكبدها إلا من كان مخلصا لرسالة الشهيد، ووفيا لقيمه ومبادئه التي خطها بدمه وسجلها بنبضه الذي هو أشبه حالا بارتعاشة الطير الذبيح أثناء الاستشهاد، وجعلها ضمانة وصمام أمان لاستقلال لجزائر التي استرجعت سيادتها وخرجت سيادتها من دائرة الطغيان•
جاءت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء في ذلك اليوم الأغر من 18 فيفري من سنة 1989، وانبثقت تلك المنظمة الطلائعية من رحم الأحداث التي كانت تغلى بها الساحة الوطنية، والتحولات العميقة التي عرفتها الجزائر، وكل ما صاحب تلك التحولات من بوادر خطيرة لاحت بنذرها المشؤومة ومآسيها المؤسفة في أفق مستقبل الوطن الذي كادت تجرفه تلك الانزلاقات وما أفرزته فيما بعد من مشاهد مؤلمة للعنف الأعمى والإرهاب الذي لا يرحم•
من وسط كل تلك التفاعلات والتجاذبات، ولدت المنظمة لوطنية لأبناء الشهداء، وتأسست على أيدي نخبة مخلصة من أبناء الشهداء، وارتأت من واجبها النهوض والاضطلاع بحمل أمانة الشهداء، وتجديد ميراثهم وتخليد ذكراهم ومآثرهم من خلال تأسيس هذه المنظمة التي ستكون وفية لمساراتهم، ورائدة في إحياء مناقبهم والتذكير بمعاركهم وبطولاتهم التي تذكر على الدهر فتشكر، وستبقى على مر الأيام من أجمل المناقب وأجل المآثر التي سجلتها دماء استشهادهم أروع تسجيل•
ونحن إذ نبارك للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء هذه الذكرى المزدوجة - اليوم الوطني للشهيد ويوم التأسيس - التي اقترنت بالعيد العشرين الذي ستحتضن الاحتفال به هذه السنة ولاية البليدة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، قلت فإننا نبارك لها نجاحاتها في كل المسارات التي قطعتها على مدار عقدين كاملين، وبمساهمتها في قضايا شتى، وبحضور اطاراتها ومناضليها في كل المحطات المهمة التي لها طابع وطني وتاريخي وثقافي، فضلا عن إقامتها للملتقيات المختلفة على المستوى الوطني دفاعا عن الذاكرة الوطنية، كما كرست جل مناشطها للمطالبة بكتابة تاريخ الثورة والتعجيل بتسجيله بشتى الوسائل المتاحة، وتجلت نضالاتها اليومية في إحياء ذكريات الشهداء، وبعث تفاصيل مواجهاتهم مع العدو، وكان لها الفضل الأكبر في تنشيط الوعي الوطني، وحثه على إمعان النظر في تاريخ الأمجاد، وركزت على أجيال الشباب التي لم تدرك الثورة، ولم تكتو بنارها، بالاضافة إلى إلزام نفسها بالمطالبة دوما باسترجاع الأرشيف الوطني بكل أشكاله، وما يحتويه من وثائق وممتلكات منقولة لها طابع وطني امتدت لها يد الاستدمار، وحولتها إلى أرشيفها ومتاحفها، وظلت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء - ولا تزال - تطالب فرنسا الاستدمارية بالاعتراف بمخازيها وجرائمها الفاضحة التي ارتكبتها في حق الجزائريين، بله تعويض كافة ضحاياها طيلة مرحلة احتلالها التي خلفت لنا كل المآسي والسوءات•
وفي غمرة الاحتفالات المخلدة للذكرى العشرين للمنظمة كان لهذه الأخيرة الدور الرائد في تفعيل هذا الحدث بإشرافها أخيرا في بلدية المزيرعة بولاية بسكرة على عقد ندوة حول "دور المرأة في ثورة التحرير"، ونقلا عن يومية "صوت الأحرار" المحترمة بتاريخ 16/02/2009، العدد 3342 ص7 تغطي الأستاذ الفاضل: ن•العابد الذي تابع وقائع وتفاصيل تلك الندوة التي كشفت عن جانب آخر من جوانب ثورة التحرير المظفرة، حيث كتب الأستاذ ن•العابد "وقال الحاج بطيبي الأمين الوطني المكلف بالاعلام والشؤون التاريخية بالمنظمة المذكورة أن دور المرأة خلال ثورة التحرير كان محوريا في تسريع استقلال البلاد من براثن الاستعمار، مشيرا أن أبناء الشهداء عانوا الويلات خلال الفترة الاستدمارية وحتى بعد الاستقلال"• أ•هـ ويبقى يوم الشهيد من الأعياد الوطنية المضيئة في جزائر المقاومة التي حطمت كل الأرقام القياسية في مجال الاستشهاد ويستحيل أن تفوق كل أمم العالمين•• فالجزائر هي الأمة الوحيدة التي دفعت عربون حريتها بأبهظ التكاليف على الإطلاق، وكان الثمن بأشلاء ودماء أبنائها وقد تصاعد هذا الرقم وتناهى إلى أكثر من 11 مليون شهيد أثناء مراحل الاحتلال، وكان نصيب الثورة التحريرية وحدها ذلك الرقم الهائل مليون ونصف مليون من الشهداء الأبرار•
وفي النهاية سيظل يوم تأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء علامة فارقة في تاريخ الجزائر الحديث، وحدثا من أهم الأحداث في تاريخنا الوطني، ومحطة متميزة من محطات النضال الوطني الذي أضاف بمساهماته الإيجابية دما جديدا لناضالات الأسرة الثورية، وأضاف على مناشطها مساحة نوعية جعلتها أكثر اقتدارا على مواصلة معترك التنمية الشاملة، ومواجهة كافة التحديات، وتحقيق المزيد من مكاسب العمل الوطني المثمر•
الشهيد هو ثمن النصر •• وهو في نهاية المطاف النصر بعينه••• هوّيته خطّها بجدارة واستحقاق، ضمن ألوان الراية الوطنية وهذه الأخيرة تجسّّد جماع رموز الانتصار على الإطلاق •
الشهيد هو الاستثناء المغاير لكل الاستثناءات بفرادته وتميّزه، لأنه خلاصة البطولة وجماع المفاداة بثباته على أرض الملحمة والابتلاء في ساعة العسرة •• وهو المقاومة المستمرة في تعاملها مع مخططات العدو•
الشهيد هو تلك الحالة الخاصة التي لا تشبهها أية حالة أخرى في فرادتها وخصوصيّتها وتميّزها على كل ما سواها في مسار التاريخ• زمن الاستشهاد هو الزمن الفيصل بين الحرية والاستعباد •• وهو التضحية في أسمى صورها، لأن الشهيد يبذل حياته بمحض إرادته في سبيل رفع الضّيم عن الآخرين ويتنازل عن حقّه في الحياة حماية لمستقبل أمته وحفاظا على كرامة شعبه•
الشهيد في ميادين الشرف وساحات الوغى، صورة من أجمل الصور الفارقة بين الحرص على الحياة والرغبة في الاستشهاد •• وأجمل ما في هو الحياة التي لا يفتقدها الشهيد كبقية الناس الذين تنتهي حيواتهم بحلول الأجل المحتوم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"•
ذكرى الشهيد لا يكفيها مدار السنة بأيامها وليالها•• فالزمن بساعاته ودقائقه وثوانيه يزدحم بالبطولة ويزخر بالملاحم ، وهذه الأخيرة تتراقص عليها أرواح الشهداء في كل وقت وحين•• وكل واقعة استشهاء يشهد على ما فيها من تضحية واستبسال يوم من أيام الله، والجزائر كلها من أيام الحافلة بالاستشهاد الذي أنهى كل صنوف المظالم والاعتساف•
والاستشهاد في الجزائر هو الورقة التي لانزال وسنبقى نفتخر ونفاخر بها، لأنها الورقة التي انعقد عليها الرهان•• وكان الرهان في محله، واندحر كابوس الاستدمار أمام موجة الاستشهاد الكاسحة التي لم تعرف مثلها القرون الثلاثة الآفلة - قبل القرن العشرين - (السابع عشر، الثامن عشر، التاسع عشر) وكان القرن العشرون في مطالع منتصفه الثاني على موعد مع رادة البطولة وفرسان الشجاعة، ورواد المنازلة الفاصلة للثورة الجزائرية المباركة التي جاءت على قدر، وغدت مضربا للأمثال، ووضعت العالم بأسره على محك ، معلنة تغيير واقع الشعب الجزائري البئيس، والانتقال بواقعه المزري من حال إلى حال آخر بوساطة المجابهات المسلحة التي سوف يذعن لها الاستكبار الأصم رغما عنه وعن مظالمه التي خالها أمرا محتوما مؤبدا لا يتغير•
وتبقى التضحيات التي قدمها الشهداء في الجزائر تضحيات لا تطالها تضحيات أخرى، لأنها التضحيات التي ستظل ممهورة بالدماء والأشلاء والأرواح، وهي في حقيقتها خلاصة للبطولات التي لا صنو لها، ومن ثم خلدتها ذاكرة التحرير وسجلتها مواقف الشهداء في مشاهد مدهشة حفظتها أسفار التاريخ•
ويختلف مدلول الاستشهاد في الثورة التحريرية الجزائرية عن غيره في الثورات الأخرى، لأن الثورة الجزائرية ضرب آخر بتضحياتها وبمفاهيمها الجزائرية المتجذرة في أعماق هويتها الإسلامية التي لا تقبل الضيم ولا الدنية في دينها، وهي أمام كل الخيارات لا تساوم بالوطن، وتبذل في سبيله كل ما تملك من أرواح، ولا يعنيها بعد ذلك سوى سلامة الوطن من كل عسف واحتلال•
تلك هي رسالة الشهداء على مر الدهور وتعاقب الأزمان، تقاوم المعتدي وتدحر المحتل وترفض الاستسلام، وتواصل مهمة حماية الأرض والعرض، كلما ادلهمت الخطوب وأحدقت بحدود البلاد والعباد الأخطار، فتنهض قوافل الاستبسال والاستشهاد بأقدس المهام على الإطلاق، وتتجند في ظرف قياسي وراء قيادات عركت ميادين الوغى، ومردت على إدارة العمليات العسكرية في مواقع مختلفة فتكسب منها تجاربها النوعية، وتترجم كل ذلك في الجبهات التي يتهددها الخطر بالأسلوب الناجع والمناسب، الذي يكبد العدو الخسائر المتلاحقة التي تمزق جيوشه شر ممزق أثناء لمواجهات، وتحد من زحفه وتجبره على التراجع، وتجعله يولي الأدبار•
وإذا كان يوم 18 فيفري هو اليوم الوطني للشهيد من كل سنة فإن يوم 18 فيفري 2009 بالتحديد، هو اليوم المصادف للذكرى العشرين لتأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، هذه المنظمة الفتية التي جاءت بعد نضالات شريفة وجهود مضنية لا يتكبدها إلا من كان مخلصا لرسالة الشهيد، ووفيا لقيمه ومبادئه التي خطها بدمه وسجلها بنبضه الذي هو أشبه حالا بارتعاشة الطير الذبيح أثناء الاستشهاد، وجعلها ضمانة وصمام أمان لاستقلال لجزائر التي استرجعت سيادتها وخرجت سيادتها من دائرة الطغيان•
جاءت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء في ذلك اليوم الأغر من 18 فيفري من سنة 1989، وانبثقت تلك المنظمة الطلائعية من رحم الأحداث التي كانت تغلى بها الساحة الوطنية، والتحولات العميقة التي عرفتها الجزائر، وكل ما صاحب تلك التحولات من بوادر خطيرة لاحت بنذرها المشؤومة ومآسيها المؤسفة في أفق مستقبل الوطن الذي كادت تجرفه تلك الانزلاقات وما أفرزته فيما بعد من مشاهد مؤلمة للعنف الأعمى والإرهاب الذي لا يرحم•
من وسط كل تلك التفاعلات والتجاذبات، ولدت المنظمة لوطنية لأبناء الشهداء، وتأسست على أيدي نخبة مخلصة من أبناء الشهداء، وارتأت من واجبها النهوض والاضطلاع بحمل أمانة الشهداء، وتجديد ميراثهم وتخليد ذكراهم ومآثرهم من خلال تأسيس هذه المنظمة التي ستكون وفية لمساراتهم، ورائدة في إحياء مناقبهم والتذكير بمعاركهم وبطولاتهم التي تذكر على الدهر فتشكر، وستبقى على مر الأيام من أجمل المناقب وأجل المآثر التي سجلتها دماء استشهادهم أروع تسجيل•
ونحن إذ نبارك للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء هذه الذكرى المزدوجة - اليوم الوطني للشهيد ويوم التأسيس - التي اقترنت بالعيد العشرين الذي ستحتضن الاحتفال به هذه السنة ولاية البليدة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، قلت فإننا نبارك لها نجاحاتها في كل المسارات التي قطعتها على مدار عقدين كاملين، وبمساهمتها في قضايا شتى، وبحضور اطاراتها ومناضليها في كل المحطات المهمة التي لها طابع وطني وتاريخي وثقافي، فضلا عن إقامتها للملتقيات المختلفة على المستوى الوطني دفاعا عن الذاكرة الوطنية، كما كرست جل مناشطها للمطالبة بكتابة تاريخ الثورة والتعجيل بتسجيله بشتى الوسائل المتاحة، وتجلت نضالاتها اليومية في إحياء ذكريات الشهداء، وبعث تفاصيل مواجهاتهم مع العدو، وكان لها الفضل الأكبر في تنشيط الوعي الوطني، وحثه على إمعان النظر في تاريخ الأمجاد، وركزت على أجيال الشباب التي لم تدرك الثورة، ولم تكتو بنارها، بالاضافة إلى إلزام نفسها بالمطالبة دوما باسترجاع الأرشيف الوطني بكل أشكاله، وما يحتويه من وثائق وممتلكات منقولة لها طابع وطني امتدت لها يد الاستدمار، وحولتها إلى أرشيفها ومتاحفها، وظلت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء - ولا تزال - تطالب فرنسا الاستدمارية بالاعتراف بمخازيها وجرائمها الفاضحة التي ارتكبتها في حق الجزائريين، بله تعويض كافة ضحاياها طيلة مرحلة احتلالها التي خلفت لنا كل المآسي والسوءات•
وفي غمرة الاحتفالات المخلدة للذكرى العشرين للمنظمة كان لهذه الأخيرة الدور الرائد في تفعيل هذا الحدث بإشرافها أخيرا في بلدية المزيرعة بولاية بسكرة على عقد ندوة حول "دور المرأة في ثورة التحرير"، ونقلا عن يومية "صوت الأحرار" المحترمة بتاريخ 16/02/2009، العدد 3342 ص7 تغطي الأستاذ الفاضل: ن•العابد الذي تابع وقائع وتفاصيل تلك الندوة التي كشفت عن جانب آخر من جوانب ثورة التحرير المظفرة، حيث كتب الأستاذ ن•العابد "وقال الحاج بطيبي الأمين الوطني المكلف بالاعلام والشؤون التاريخية بالمنظمة المذكورة أن دور المرأة خلال ثورة التحرير كان محوريا في تسريع استقلال البلاد من براثن الاستعمار، مشيرا أن أبناء الشهداء عانوا الويلات خلال الفترة الاستدمارية وحتى بعد الاستقلال"• أ•هـ ويبقى يوم الشهيد من الأعياد الوطنية المضيئة في جزائر المقاومة التي حطمت كل الأرقام القياسية في مجال الاستشهاد ويستحيل أن تفوق كل أمم العالمين•• فالجزائر هي الأمة الوحيدة التي دفعت عربون حريتها بأبهظ التكاليف على الإطلاق، وكان الثمن بأشلاء ودماء أبنائها وقد تصاعد هذا الرقم وتناهى إلى أكثر من 11 مليون شهيد أثناء مراحل الاحتلال، وكان نصيب الثورة التحريرية وحدها ذلك الرقم الهائل مليون ونصف مليون من الشهداء الأبرار•
وفي النهاية سيظل يوم تأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء علامة فارقة في تاريخ الجزائر الحديث، وحدثا من أهم الأحداث في تاريخنا الوطني، ومحطة متميزة من محطات النضال الوطني الذي أضاف بمساهماته الإيجابية دما جديدا لناضالات الأسرة الثورية، وأضاف على مناشطها مساحة نوعية جعلتها أكثر اقتدارا على مواصلة معترك التنمية الشاملة، ومواجهة كافة التحديات، وتحقيق المزيد من مكاسب العمل الوطني المثمر•
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
