دور الدين في الحياة
الأحد أبريل 12, 2009 1:14 pm
تساؤل محير، وقضية شائكة للغاية... ما الدور الذي يلعبه الدين في الحياة؟ أو في حياتي بالضبط؟ وما الدور الذي يلعبه الدين في حياة أي امرئ بشكل عام؟ أعتقد أن إجابة هذا السؤال تختلف اختلافاً شديداً من شخص لآخر، كل حسب نشأته، وتربيته، والخبرات التي مر بها. الخلاصة أن كل لديه مفهوماً دينياً مختلفاً، وتنصهر كل تلك المفاهيم في بوتقة واحدة تعبر عن الرأي الديني العام. ولكنني، بعد وقبل كل شيء، أرى الموضوع شخصي بحت، ولا يمكن أن يخضع لتقديرات مجتمعية تعمم على الجميع.
ينقسم المجتمع الجزائري إلى عدة فئات تختلف في العدد والنظرة إلى الدين. فهناك على سبيل المثال الملحد، الذي لا يؤمن بوجود الله، إما لمعتقدات فلسفية ملحدة (الفلسفة العملية على سبيل المثال)، أو لوجهات نظر علمية (مثل الداروينية أو نظرية الانفجار الكبير)، أو لتجربة شخصية قاسية تسببت في فقدانه لإيمانه بوجود الله. وتنقسم هذه الفئة ـ القليلة نوعاً ما ـ إلى نوعين. نوع يفضل عدم إظهار إلحاده، والإعلان عنه، خشية التعرض إلى الأذى، ونوعاً آخراً لا يبالي بالأذى الذي قد يتعرض له، فيكشف عن إلحاده، ويدافع عنه، بل وفي بعض الأحيان يدعو له. هناك أيضاً آل (لا أدري)، وهي فئة قليلة للغاية في الجزائر، وهي هذه الفئة التي لم تصل إلى حقيقة وجود الله بعد، ولكنها في نفس الوقت لم تنفيها، فظلت حائرة وغير مستقرة.
وبالطبع، هناك نسبة كبيرة من المسلمين اسماً. فهم لا يمارسون العبادات على أكمل وجه، ولكنهم يؤمنون بوجود الله ويعترفون بتقصيرهم في طاعته. تنقسم هذه الفئة إلى عدة أقسام متشعبة، حيث أنها فئة كبيرة من المجتمع الجزائري. فهناك على سبيل المثال هذا القسم الذي ينتظم في الصلاة والعبادات لشهور، ثم يعود فتأخذه مشاغل الحياة، وينسى طاعة الله، ثم يتعرض لأزمة شديدة في حياته، فيلجأ إلى الله، ويعود متديناً لعدة أشهر، وهكذا. هناك أيضاً القسم الذي يؤمن بالله وبضرورة طاعته، ولكن متاع الدنيا قد أغشت أعينهم عن تلك الحقائق، فتجدهم لا يصلون إلا نادراً، ولا يصومون شهر رمضان، ولا يذكرون الله إلا في ساعات الشدة، عندما يتعرضون لأزمات تهز حياتهم من الأعماق، ثم لم يلبثوا أن يعودوا ثانية إلى أسلوبهم المعتاد في الحياة.
وهناك أيضاً القسم المتوسط، وهو القسم الذي أنتمي إليه أنا شخصياً. هذا القسم يمارس العبادات، ولكن المتوسط منها، فالصلاة تؤدى ولكن في المنزل في بعض الأوقات أو في مكان آخر لا في المسجد، والصوم يتم على أكمل وجه. من ينتمي إلى هذا القسم يعرف جيداً أن الله موجود، ويعرف أن عليه طاعته، ولكنه يكتفي بهذا القدر، عالماً أنه سيأتي عليه اليوم الذي سيقلع فيه عن كل العادات السيئة التي اعتاد عليها. أفراد هذا القسم يملكون إيماناً قوياً بالله وبدينهم، ويعتمدون عليه في شتى نواحي حياتهم.
بعد ذلك، تأتي فئة المتدينين، وهم من تراهم باللحى القصيرة في الشوارع، يؤدون صلواتهم في المسجد، ويفعلون الخير، ويكثرون من طاعة الله. تتميز هذه الفئة بالنقاء والصفاء الشديدين، فتشعر وكأن هناك نور على وجوههم من طاعة الله. يشترك أفراد هذه الفئة في شيء واحد، وهي السلام النفسي الذي يشعر به كل منهم. هذه الفئة ليست بقليلة، وإنما أسلوبهم يمثل اتجاهاً بين الشباب الآن... اتجاه أتمنى أن ينمو.
وتأتي أيضاً بعد ذلك فئة المتدينين المتشددين. وهم من أطاعوا الله، ولكنهم تشددوا في فهم تفاصيل الدين، فباتوا يحرّمون الأشياء، حتى تحولت حياتهم إلى دين غير مفسحين أي مجال لدنياهم. تلك الفئة لا تسمع الموسيقى، ولا تجلس على المقاهي، ولا تتعامل مع الجنس الآخر. تجدهم يقضون أوقاتهم في المسجد بين الصلاة والعبادات والدروس الدينية.
وعودة إلى التساؤل الأول، ما الدور الذي يلعبه الدين في حياتي... إنني أعتقد أن الدين هو ملاذي. مثل الصديق القوي، الذي تناديه للدفاع عنك عندما تتعرض للأذى من قبل الأطفال الأشداء الآخرين. هكذا هو الدين. الدين خلفية المرء، وظهره القوي، والأرض الثابتة التي يقف عليها، والتي تمنعه من الوقوع في الأزمات النفسية، وتيسر له الحياة الكريمة. والدين دليل المرء على إيمانه بالله سبحانه وتعالى، وطاعته له. وهو الملاذ وقت الشدة، فأنا على سبيل المثال تخطيت الكثير من العقبات والأزمات بسبب إيماني بالله سبحانه وتعالى، وتقربي منه، إن الدين يلعب دوراً غير مرئياً، ولكنه فعال في حياتي. فليس معنى أنني لا استطيع رؤية الموسيقى ولمسها إنها غير موجودة أساساً. هكذا الدين... يلعب دوراً نفسياً وروحانياً لا يمكن رؤيته أو لمسه، ولكن المرء يحتاجه بشدة لتسيير وتيسير حياته، ويعتمد عليه اعتماداً كلياً وجزئياً في خلق السلام النفسي الذي يحتاجه المرء لمواجهة تحديات وعقبات الحياة التي نعيشها.
أتمنى مناقشة الموضوع بجدية
ينقسم المجتمع الجزائري إلى عدة فئات تختلف في العدد والنظرة إلى الدين. فهناك على سبيل المثال الملحد، الذي لا يؤمن بوجود الله، إما لمعتقدات فلسفية ملحدة (الفلسفة العملية على سبيل المثال)، أو لوجهات نظر علمية (مثل الداروينية أو نظرية الانفجار الكبير)، أو لتجربة شخصية قاسية تسببت في فقدانه لإيمانه بوجود الله. وتنقسم هذه الفئة ـ القليلة نوعاً ما ـ إلى نوعين. نوع يفضل عدم إظهار إلحاده، والإعلان عنه، خشية التعرض إلى الأذى، ونوعاً آخراً لا يبالي بالأذى الذي قد يتعرض له، فيكشف عن إلحاده، ويدافع عنه، بل وفي بعض الأحيان يدعو له. هناك أيضاً آل (لا أدري)، وهي فئة قليلة للغاية في الجزائر، وهي هذه الفئة التي لم تصل إلى حقيقة وجود الله بعد، ولكنها في نفس الوقت لم تنفيها، فظلت حائرة وغير مستقرة.
وبالطبع، هناك نسبة كبيرة من المسلمين اسماً. فهم لا يمارسون العبادات على أكمل وجه، ولكنهم يؤمنون بوجود الله ويعترفون بتقصيرهم في طاعته. تنقسم هذه الفئة إلى عدة أقسام متشعبة، حيث أنها فئة كبيرة من المجتمع الجزائري. فهناك على سبيل المثال هذا القسم الذي ينتظم في الصلاة والعبادات لشهور، ثم يعود فتأخذه مشاغل الحياة، وينسى طاعة الله، ثم يتعرض لأزمة شديدة في حياته، فيلجأ إلى الله، ويعود متديناً لعدة أشهر، وهكذا. هناك أيضاً القسم الذي يؤمن بالله وبضرورة طاعته، ولكن متاع الدنيا قد أغشت أعينهم عن تلك الحقائق، فتجدهم لا يصلون إلا نادراً، ولا يصومون شهر رمضان، ولا يذكرون الله إلا في ساعات الشدة، عندما يتعرضون لأزمات تهز حياتهم من الأعماق، ثم لم يلبثوا أن يعودوا ثانية إلى أسلوبهم المعتاد في الحياة.
وهناك أيضاً القسم المتوسط، وهو القسم الذي أنتمي إليه أنا شخصياً. هذا القسم يمارس العبادات، ولكن المتوسط منها، فالصلاة تؤدى ولكن في المنزل في بعض الأوقات أو في مكان آخر لا في المسجد، والصوم يتم على أكمل وجه. من ينتمي إلى هذا القسم يعرف جيداً أن الله موجود، ويعرف أن عليه طاعته، ولكنه يكتفي بهذا القدر، عالماً أنه سيأتي عليه اليوم الذي سيقلع فيه عن كل العادات السيئة التي اعتاد عليها. أفراد هذا القسم يملكون إيماناً قوياً بالله وبدينهم، ويعتمدون عليه في شتى نواحي حياتهم.
بعد ذلك، تأتي فئة المتدينين، وهم من تراهم باللحى القصيرة في الشوارع، يؤدون صلواتهم في المسجد، ويفعلون الخير، ويكثرون من طاعة الله. تتميز هذه الفئة بالنقاء والصفاء الشديدين، فتشعر وكأن هناك نور على وجوههم من طاعة الله. يشترك أفراد هذه الفئة في شيء واحد، وهي السلام النفسي الذي يشعر به كل منهم. هذه الفئة ليست بقليلة، وإنما أسلوبهم يمثل اتجاهاً بين الشباب الآن... اتجاه أتمنى أن ينمو.
وتأتي أيضاً بعد ذلك فئة المتدينين المتشددين. وهم من أطاعوا الله، ولكنهم تشددوا في فهم تفاصيل الدين، فباتوا يحرّمون الأشياء، حتى تحولت حياتهم إلى دين غير مفسحين أي مجال لدنياهم. تلك الفئة لا تسمع الموسيقى، ولا تجلس على المقاهي، ولا تتعامل مع الجنس الآخر. تجدهم يقضون أوقاتهم في المسجد بين الصلاة والعبادات والدروس الدينية.
وعودة إلى التساؤل الأول، ما الدور الذي يلعبه الدين في حياتي... إنني أعتقد أن الدين هو ملاذي. مثل الصديق القوي، الذي تناديه للدفاع عنك عندما تتعرض للأذى من قبل الأطفال الأشداء الآخرين. هكذا هو الدين. الدين خلفية المرء، وظهره القوي، والأرض الثابتة التي يقف عليها، والتي تمنعه من الوقوع في الأزمات النفسية، وتيسر له الحياة الكريمة. والدين دليل المرء على إيمانه بالله سبحانه وتعالى، وطاعته له. وهو الملاذ وقت الشدة، فأنا على سبيل المثال تخطيت الكثير من العقبات والأزمات بسبب إيماني بالله سبحانه وتعالى، وتقربي منه، إن الدين يلعب دوراً غير مرئياً، ولكنه فعال في حياتي. فليس معنى أنني لا استطيع رؤية الموسيقى ولمسها إنها غير موجودة أساساً. هكذا الدين... يلعب دوراً نفسياً وروحانياً لا يمكن رؤيته أو لمسه، ولكن المرء يحتاجه بشدة لتسيير وتيسير حياته، ويعتمد عليه اعتماداً كلياً وجزئياً في خلق السلام النفسي الذي يحتاجه المرء لمواجهة تحديات وعقبات الحياة التي نعيشها.
أتمنى مناقشة الموضوع بجدية
- بهيةعضو بارز
- الجنس :
عدد الرسائل : 1138
العمر : 52
مقر الإقامة : وسط المدينة تينركوك ولاية ادرار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
التقييم : 69
نقاط : 2069
رد: دور الدين في الحياة
الإثنين أبريل 20, 2009 12:33 pm
اخى الدين لله و الوطن للجميع .ومن خلال تجربتى
القصيرة فى الحياة .
ان الدين معاملة . نجد عدد كبير من يزاحم الناس
فى المسجد .وتعاملاته مشبوهة .و يقوم باعمال
لايسلوكها الملحد و ال............. او......
و السبب ان الكثير لا يتعمامل فى حياته اليومية
والخاصة .وفق النصوص الشرعية.
شكرا الاستاذ على الموضوع .
مجرد راى شخصى . الواقع شىء و التعاليم شىء اخر
القصيرة فى الحياة .
ان الدين معاملة . نجد عدد كبير من يزاحم الناس
فى المسجد .وتعاملاته مشبوهة .و يقوم باعمال
لايسلوكها الملحد و ال............. او......
و السبب ان الكثير لا يتعمامل فى حياته اليومية
والخاصة .وفق النصوص الشرعية.
شكرا الاستاذ على الموضوع .
مجرد راى شخصى . الواقع شىء و التعاليم شىء اخر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى