أحداث 17 أكتوبر 1961 : جرائم ضد المهاجرين الجزائريين
السبت أبريل 11, 2009 10:14 pm
بهذه المناسبة ألقى سعدي بزيان المختص بقضايا المهجر محاضرة في المكتبة الوطنية بالحامة ونظرا لأهميتها إرتأينا نشرها كاملة لتعميم الفائدة وتمكين الرأي العام من الوقوف على أحداث تاريخية هامة في حياته وحياة وطنه خاصة وأننا نعيش ذكرى أحداث 17 أكتوبر 1961 وفيما يلي النص الحرفي للمحاضرة.·
بسم اللّه الرحمن الرحيم:
بادئ ذي بدء اشتك مدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي الذي جعل من المكتبة الوطنية فضاء ثقافيا وتاريخيا تلتقي فيها النخبة ورجال الحركة الوطنية مع المهتمين بقضايا وطنهم الثقافية والتاريخية والسياسية والفكرية·
كان لقائي الأول مع جمهور المكتبة الوطنية في 2006 بمناسبة محاضرة لي حول المرحوم الأستاذ جمال الدين بن الشيخ (1930 - 2005) الذي مات في باريس والذي لعب دورا في التعريف بالأدب الجزائري والثقافة العربية في المهجر من خلال محاضراته وترجماته من العربية الى الفرنسية، ها نحن نلتقى مرة ثانية بمناسبة ذكرى مرور 46 على جرائم موريس بابون محافظ شركة باريس ضد المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر1961 وفي يوم الثلاثاء الأسود والدامي وعنوان المحاضرة >جرائم بابون في 17 أكتوبر 1961 في الكتابات الجزائرية والفرنسية· "وهي جرائم تفوق هذا الوصف وهي في لحقيقة تضاف إلى جرائم فرنسا في الجزائر من الاحتلال 1830 الى استقلال الجزائر في 1962 فقد لاحظت وأنا أعيش في المهجر منذ 30 سنة وسمحت الى هذه الظروف بالإطلاع على عشرات الكتب ومئات الدراسات التي كتبها الفرنسيون في هذا الموضوع في حين أهمل المؤرخون الجزائريون هذا الموضوع فلا نكاد نجد في المكتبة الجزائرية سوى كتابين أحدهما للمحامي علي هارون باللغة الفرنسية وهو بعنوان >حرب جبهة التحرير بفرنسا ـ 1954 - 1962 < الولاية السابعة< وكتاب المتواضع باللغة العربية: "جرائم موريس بابون ضد المهاجرين الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961 في ظل جمهورية دوغول الخامسة"·
وكانت >ودادية الجزائريين بأوروبا< ومقرها باريس أصدرت كتيبا صغيرا بعنوان>17 أكتوبر1961 ذاكرة جالية< وكان هذا الكتاب هو خلاصة لملتقى نظمته الودادية سنة 1986 بالمركز الثقافي الجزائري بباريس >تحت الرعاية السامية لرئيس الودادية علي عمار الذي كان على رأس الودادية، وقد نبهت في هذه المحاضرة ونوهت بالدور الطلائعي لجاليتنا في فرنسا منذ نجم شمال افريقيا 1926 وحزب الشعب الجزائري1937 وقد تأسستا معا في باريس في ظل دعم طبقتنا العاملة في المهجر·
وقد لاحظت إهمال دور طبقتنا العاملة في المهجر في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 1954 والدور الطلائعي الذي قامت به في دعم المجهود الحربي للثورة التحريرية في الجزائر بحيث كانت طبقتنا العاملة في فرنسا تساهم شهريا من خلال الاشتراكات والتبرعات بـ( 500 مليون سنتيم شهريا في المجهود الحربي في الداخل والتكفل بمكاتب جبهة التحرير في الخارج رد من رحم >نجم شمال افريقيا" وحزب الشعب الجزائري ولدت: >اتحادية جبهة التحرير بفرنسا FEDERATION DE FRANCE< التي أسسها المرحوم محمد بوضياف والتي كانت مهمتها الأساسية هي تأطير حوالي الـ 400 ألف عامل جزائري داخل جبهة التحرير وصهرهم في النضال الوطني من أجل الاستقلال وقد استطاعت هذه الشريحة أن تقدم مئات من الرجال الذين ساهموا في حرب التحرير، كما ساهموا بالمال من خلال الاشتراكات والتبرعات وكانت هذه الأموال تنقل الى سويسرا عبر شبكة فرانسيس جانسون وهو مناضل فرنسي مع جبهة التحرير الوطني وقد لعبت شبكته دورا في نقل أموال الجزائريين الى سويسرا لتأخذ طريقا الى القاهرة لتمويل الثورة والمجهود الحربي في الجزائر وفرانسيس جانسوز هذالا يزال حيا وقد سئل ذات يوم عما اذا كانت الجرائم التي قامت بها فرنسا في حق الجزائريين هي جرائم ضد الانسانية >أجاب قائلا >كان ينبغي أن يكون السؤال كالتالي >هل الاستعمار جريمة ضد الانسانية؟< فجوابي هنا هو >ان الاستعمار في حد ذاته جريمة ضد الانسانية فما بالكم بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا وجيشها في الجزائر ضد الشعب الجزائري ولمن أراد مزيدا من التفاصيل ومعرفة شبكة جانسون عليه قراءة كتاب >حملة الحقائب -المقاومة الفرنسية في حرب الجزائر< ومؤلف هذا الكتاب هما روتمان وهيرفي هامون، وصدر الكتاب في باريس عند منشورات >ألبان ميشال< وقد قام باتريك روتمان مؤخرا بكتابة سيناريو لفيلم عن حرب الجزائر وهذا موضوع آخر، وأنا أريد شخصيا أن أتساءل ونحن نعيش اليوم ذكرى مرور 46 سنة على جرائم فرنسا ضد المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر1961 وما قبله وما بعده فقد رحل بابون مهندس جرائم 17 أكتوبر 1961 وهو من مواليد 1910 ومات في 2007 " وقد حاكمه اليهود عن جرائمه ضدهم في الحرب العالمية الثانية وأدخلوه السجن رغم كبر سنه ومرضه دون أن نفعل شيئا نحن ازاءه وقد أنكر تهمة الجرائم في حق الجزائريين والتاريخ يدمغه بالحقائق انه قام بالجرائم في حق الجزائريين في قسنطينة في 1956- 1958 وضد الجزائريين في باريس من 1958 الى الاستقلال وما دورنا نحن اليوم؟ فموريس بابون كلفه دوغول >بتطهير باريس< من "ارهاب جبهة التحرير والتجأ الى جلب الحركى" من ا لجزائر فأنشأ لهم معسكرا للتدريب في ضواحي باريس ثم عمل على زرعهم في الأحياء الباريسية الآهلة بالجزائريين كـ ( بارباس ولاغوت دور" وّساحة ايطاليا" وفي الضواحي الباريسية >نانتير< مثلا وأعطى لهم صلاحيات كاملة للتعرف مع الجزائريين فلا يسألون عما يفعلون ويفعلون مايشاءون دون رقيب ولا حسيب وقد عاث هؤلاء فسادا وأشاعوا الرعب والخوف في الأحياء التي زرعوا فيها·
وقد بلغ علم السكان الفرنسيين ما يقع من جرائم في دهاليز الفنادق خلال التعذيب ورفعوا الاحتجاج الى السلطات المعنية ولم تفعل شيئا واستدعوا الصحافيين، ولكن بقيت دار لقمان على حالها - كما يقال - فقد حول هؤلاء >الحركى< الفنادق التي كانوا يسكنون فيها الى مراكز للتحقيق والتعذيب فقد شكلوا محاكم خاصة ضد الوطنيين وهكذا كان الحركى يتصرفون وهم اليوم يتحدثون على أنهم تعرضوا للقتل بعد الاستقلال من طرف جبهة وجيش التحرير ونسوا جرائمهم وما أكثرها وهناك كتاب صدر في باريس يكشف عن جرائمهم بالتاريخ وبالتفاصيل ·
موقف الكتاب الفرنسيين والرأي العام الفرنسي
كتب الفرنسيون عدة كتب في هذا الموضوع ولعل من أشهر من كتب عن جرائم موريس بابون ضد المهاجرين الجزائريين هوجان لوك اينودي الذي كتب كتابين هذه الجرائم "معركة باريس في 17 اكتوبر 1961·
وصدر الكتاب1991 والكتاب الثاني "17 أكتوبر1961 مع إيلي كاغان الذي صور بكاميرته جرائم 17 أكتوبر وصوره أصبحت تتصدر الصحف والمجلات العالمية وهو الذي صور ثورة الطلبة في 1968 في باريس وهو يرصد الأحداث بكاميرته وكان مصورا ملتزما كما أن كاتبا فرنسيا اخر وهو ميشال لوفان الذي كتب عن اليوميات الدامية في 17 أكتوبر ضد الجزائريين ·
كيف اندلعت أحداث 17 أكتوبر وتحولت إلى جريمة العصر؟
كان محافظ شرطة باريس موريس بابون السيئ الذكر والذي منحه دوغول وسام الشرف تقديرا لخدماته التي أداها لفرنسا كان بابون هذا قد أصدر أمرا بحظر التجول ليلا على الجزائريين من الساعة الثامنة ليلا الى ا لخامسة والنصف صباحا وذلك قصد شل النشاط للوطنيين الجزائريين الذين يتحركون ليلا حيث يلتقون بعد خروجهم من العمل على السادسة مساء في المقاهي والمطاعم الجزائرية لدفع اشتراكاتهم وتدارس الوضع في الجزائر مع قادة >اتحادية جبهة التحرير بباريس.
إن الفرنسيين من جانبهم خلدوا مجازر 17 أكتوبر 1961 اذ وضعوا لوحة كبيرة على جسر في سان ميشال وكتب فيها >من هنا كانت ترمي الشرطة الجزائريين في نهر السين في 17 أكتوبر 1961 وقد تعرضت هذه اللوحة للتخريب من طرف غلاة الاستعمار، ولكن أعيد تثبيتها وهي اليوم قائمة وشاهدة على جرائم فرنسا ضد الجزائريين وكان الديغوليون في بلدية باريس، عارضوا بشدة إقامة هذه اللوحة ذلك ان إقامة هذه اللوحة هي محاكمة للعهد الديغولي ولعل أهم ما في الموضوع هو إقامة جمعية 17 أكتوبر 1961 ضد النسيان، ولها مقر في شارع مونبارناس ورئيسها هو المؤرخ الفرنسي اوليفي لوغراندميزون، وقد أصدرت كتابا قيما شارك فيه فرنسيون وجزائريون· نأمل نحن أن يتحرك المؤرخون لتدوين ما جرى وأن تقام ساحات و"جمعية 17 أكتوبر 1961" على غرار جمعية 8 مايو 1945 وهذا أقل ما يمكن القيام به في الجزائر وذلك للحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية للأجيال القادمة "ومن لا ذاكرة له لا تاريخ له"·
وشكرا···
بسم اللّه الرحمن الرحيم:
بادئ ذي بدء اشتك مدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي الذي جعل من المكتبة الوطنية فضاء ثقافيا وتاريخيا تلتقي فيها النخبة ورجال الحركة الوطنية مع المهتمين بقضايا وطنهم الثقافية والتاريخية والسياسية والفكرية·
كان لقائي الأول مع جمهور المكتبة الوطنية في 2006 بمناسبة محاضرة لي حول المرحوم الأستاذ جمال الدين بن الشيخ (1930 - 2005) الذي مات في باريس والذي لعب دورا في التعريف بالأدب الجزائري والثقافة العربية في المهجر من خلال محاضراته وترجماته من العربية الى الفرنسية، ها نحن نلتقى مرة ثانية بمناسبة ذكرى مرور 46 على جرائم موريس بابون محافظ شركة باريس ضد المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر1961 وفي يوم الثلاثاء الأسود والدامي وعنوان المحاضرة >جرائم بابون في 17 أكتوبر 1961 في الكتابات الجزائرية والفرنسية· "وهي جرائم تفوق هذا الوصف وهي في لحقيقة تضاف إلى جرائم فرنسا في الجزائر من الاحتلال 1830 الى استقلال الجزائر في 1962 فقد لاحظت وأنا أعيش في المهجر منذ 30 سنة وسمحت الى هذه الظروف بالإطلاع على عشرات الكتب ومئات الدراسات التي كتبها الفرنسيون في هذا الموضوع في حين أهمل المؤرخون الجزائريون هذا الموضوع فلا نكاد نجد في المكتبة الجزائرية سوى كتابين أحدهما للمحامي علي هارون باللغة الفرنسية وهو بعنوان >حرب جبهة التحرير بفرنسا ـ 1954 - 1962 < الولاية السابعة< وكتاب المتواضع باللغة العربية: "جرائم موريس بابون ضد المهاجرين الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961 في ظل جمهورية دوغول الخامسة"·
وكانت >ودادية الجزائريين بأوروبا< ومقرها باريس أصدرت كتيبا صغيرا بعنوان>17 أكتوبر1961 ذاكرة جالية< وكان هذا الكتاب هو خلاصة لملتقى نظمته الودادية سنة 1986 بالمركز الثقافي الجزائري بباريس >تحت الرعاية السامية لرئيس الودادية علي عمار الذي كان على رأس الودادية، وقد نبهت في هذه المحاضرة ونوهت بالدور الطلائعي لجاليتنا في فرنسا منذ نجم شمال افريقيا 1926 وحزب الشعب الجزائري1937 وقد تأسستا معا في باريس في ظل دعم طبقتنا العاملة في المهجر·
وقد لاحظت إهمال دور طبقتنا العاملة في المهجر في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 1954 والدور الطلائعي الذي قامت به في دعم المجهود الحربي للثورة التحريرية في الجزائر بحيث كانت طبقتنا العاملة في فرنسا تساهم شهريا من خلال الاشتراكات والتبرعات بـ( 500 مليون سنتيم شهريا في المجهود الحربي في الداخل والتكفل بمكاتب جبهة التحرير في الخارج رد من رحم >نجم شمال افريقيا" وحزب الشعب الجزائري ولدت: >اتحادية جبهة التحرير بفرنسا FEDERATION DE FRANCE< التي أسسها المرحوم محمد بوضياف والتي كانت مهمتها الأساسية هي تأطير حوالي الـ 400 ألف عامل جزائري داخل جبهة التحرير وصهرهم في النضال الوطني من أجل الاستقلال وقد استطاعت هذه الشريحة أن تقدم مئات من الرجال الذين ساهموا في حرب التحرير، كما ساهموا بالمال من خلال الاشتراكات والتبرعات وكانت هذه الأموال تنقل الى سويسرا عبر شبكة فرانسيس جانسون وهو مناضل فرنسي مع جبهة التحرير الوطني وقد لعبت شبكته دورا في نقل أموال الجزائريين الى سويسرا لتأخذ طريقا الى القاهرة لتمويل الثورة والمجهود الحربي في الجزائر وفرانسيس جانسوز هذالا يزال حيا وقد سئل ذات يوم عما اذا كانت الجرائم التي قامت بها فرنسا في حق الجزائريين هي جرائم ضد الانسانية >أجاب قائلا >كان ينبغي أن يكون السؤال كالتالي >هل الاستعمار جريمة ضد الانسانية؟< فجوابي هنا هو >ان الاستعمار في حد ذاته جريمة ضد الانسانية فما بالكم بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا وجيشها في الجزائر ضد الشعب الجزائري ولمن أراد مزيدا من التفاصيل ومعرفة شبكة جانسون عليه قراءة كتاب >حملة الحقائب -المقاومة الفرنسية في حرب الجزائر< ومؤلف هذا الكتاب هما روتمان وهيرفي هامون، وصدر الكتاب في باريس عند منشورات >ألبان ميشال< وقد قام باتريك روتمان مؤخرا بكتابة سيناريو لفيلم عن حرب الجزائر وهذا موضوع آخر، وأنا أريد شخصيا أن أتساءل ونحن نعيش اليوم ذكرى مرور 46 سنة على جرائم فرنسا ضد المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر1961 وما قبله وما بعده فقد رحل بابون مهندس جرائم 17 أكتوبر 1961 وهو من مواليد 1910 ومات في 2007 " وقد حاكمه اليهود عن جرائمه ضدهم في الحرب العالمية الثانية وأدخلوه السجن رغم كبر سنه ومرضه دون أن نفعل شيئا نحن ازاءه وقد أنكر تهمة الجرائم في حق الجزائريين والتاريخ يدمغه بالحقائق انه قام بالجرائم في حق الجزائريين في قسنطينة في 1956- 1958 وضد الجزائريين في باريس من 1958 الى الاستقلال وما دورنا نحن اليوم؟ فموريس بابون كلفه دوغول >بتطهير باريس< من "ارهاب جبهة التحرير والتجأ الى جلب الحركى" من ا لجزائر فأنشأ لهم معسكرا للتدريب في ضواحي باريس ثم عمل على زرعهم في الأحياء الباريسية الآهلة بالجزائريين كـ ( بارباس ولاغوت دور" وّساحة ايطاليا" وفي الضواحي الباريسية >نانتير< مثلا وأعطى لهم صلاحيات كاملة للتعرف مع الجزائريين فلا يسألون عما يفعلون ويفعلون مايشاءون دون رقيب ولا حسيب وقد عاث هؤلاء فسادا وأشاعوا الرعب والخوف في الأحياء التي زرعوا فيها·
وقد بلغ علم السكان الفرنسيين ما يقع من جرائم في دهاليز الفنادق خلال التعذيب ورفعوا الاحتجاج الى السلطات المعنية ولم تفعل شيئا واستدعوا الصحافيين، ولكن بقيت دار لقمان على حالها - كما يقال - فقد حول هؤلاء >الحركى< الفنادق التي كانوا يسكنون فيها الى مراكز للتحقيق والتعذيب فقد شكلوا محاكم خاصة ضد الوطنيين وهكذا كان الحركى يتصرفون وهم اليوم يتحدثون على أنهم تعرضوا للقتل بعد الاستقلال من طرف جبهة وجيش التحرير ونسوا جرائمهم وما أكثرها وهناك كتاب صدر في باريس يكشف عن جرائمهم بالتاريخ وبالتفاصيل ·
موقف الكتاب الفرنسيين والرأي العام الفرنسي
كتب الفرنسيون عدة كتب في هذا الموضوع ولعل من أشهر من كتب عن جرائم موريس بابون ضد المهاجرين الجزائريين هوجان لوك اينودي الذي كتب كتابين هذه الجرائم "معركة باريس في 17 اكتوبر 1961·
وصدر الكتاب1991 والكتاب الثاني "17 أكتوبر1961 مع إيلي كاغان الذي صور بكاميرته جرائم 17 أكتوبر وصوره أصبحت تتصدر الصحف والمجلات العالمية وهو الذي صور ثورة الطلبة في 1968 في باريس وهو يرصد الأحداث بكاميرته وكان مصورا ملتزما كما أن كاتبا فرنسيا اخر وهو ميشال لوفان الذي كتب عن اليوميات الدامية في 17 أكتوبر ضد الجزائريين ·
كيف اندلعت أحداث 17 أكتوبر وتحولت إلى جريمة العصر؟
كان محافظ شرطة باريس موريس بابون السيئ الذكر والذي منحه دوغول وسام الشرف تقديرا لخدماته التي أداها لفرنسا كان بابون هذا قد أصدر أمرا بحظر التجول ليلا على الجزائريين من الساعة الثامنة ليلا الى ا لخامسة والنصف صباحا وذلك قصد شل النشاط للوطنيين الجزائريين الذين يتحركون ليلا حيث يلتقون بعد خروجهم من العمل على السادسة مساء في المقاهي والمطاعم الجزائرية لدفع اشتراكاتهم وتدارس الوضع في الجزائر مع قادة >اتحادية جبهة التحرير بباريس.
إن الفرنسيين من جانبهم خلدوا مجازر 17 أكتوبر 1961 اذ وضعوا لوحة كبيرة على جسر في سان ميشال وكتب فيها >من هنا كانت ترمي الشرطة الجزائريين في نهر السين في 17 أكتوبر 1961 وقد تعرضت هذه اللوحة للتخريب من طرف غلاة الاستعمار، ولكن أعيد تثبيتها وهي اليوم قائمة وشاهدة على جرائم فرنسا ضد الجزائريين وكان الديغوليون في بلدية باريس، عارضوا بشدة إقامة هذه اللوحة ذلك ان إقامة هذه اللوحة هي محاكمة للعهد الديغولي ولعل أهم ما في الموضوع هو إقامة جمعية 17 أكتوبر 1961 ضد النسيان، ولها مقر في شارع مونبارناس ورئيسها هو المؤرخ الفرنسي اوليفي لوغراندميزون، وقد أصدرت كتابا قيما شارك فيه فرنسيون وجزائريون· نأمل نحن أن يتحرك المؤرخون لتدوين ما جرى وأن تقام ساحات و"جمعية 17 أكتوبر 1961" على غرار جمعية 8 مايو 1945 وهذا أقل ما يمكن القيام به في الجزائر وذلك للحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية للأجيال القادمة "ومن لا ذاكرة له لا تاريخ له"·
وشكرا···
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى