منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب تينركوك
https://www.youtube.com/watch?v=5o2eP5t0XIU
منتدى شباب تينركوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
ابو الوليد
ابو الوليد
مشرف القسم الإسلامي
مشرف القسم الإسلامي
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 259
العمر : 41
مقر الإقامة : تينركوك
تاريخ التسجيل : 13/02/2009
التقييم : 6
نقاط : 744
http://tinerkoukonline.f11g.com

كشف القناع عن رمز غجق حط  2 Empty كشف القناع عن رمز غجق حط 2

الأربعاء مايو 13, 2009 1:09 am
عاقبة
فعاقبة الأول النعيم المؤبد وعاقبة الثاني العذاب المؤبد وجعل لكل أهل عاقبة مقرا فمقر أهل النعيم المؤبد الجنة ومقر أهل العذاب المؤبد النار وجعل لكل أهل عاقبة أمارة عاجلة دنيوية فأمارة أهل الجنة الطاعة وأمارة أهل النار المعصية وجعل- سبحانه وتعالى - بعد ذالك العمل سابقا والجزاء لاحقا مع خفائه عن الإدراك اختبارا ليظهر عبيده من عبيد الشيطان وجعل لمن سبقت له السعادة قائدا ربانيا ولمن سبقت له الشقاوة قائدا شيطانيا وأرسل رسولا رحمة بنا يحذرنا وينذرنا ويبشرنا بما لاحقنا كال هذا هو المنفرد بالإيجاد والاختراع هو الله سبحانه وليس له مصلحة تعود عليه ولا غرض باعث له عليه.تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا قال تعالى { قل هو الله أحد* الله الصمد } الإخلاص:2,1) أي المضطرون يصمدون إليه في قضاء وطرهم أي حوائجهم العاجلة والآجلة فكيف بمن يقصد إليه في الحقير والجليل ويكون له غرض في الأحكام والأفعال.وأماالبرهان العقلي ماقاله السنوسي في العقيدة الوسطى قائلا وإن تكن إرادته لا لغرض له وإلا كان ناقصا في ذاته متكملا بفعله وذالك محال ولا لغرض لخلقه وإلا لوجب عليه مراعاة الصلاح والأصلح وهو أي مراعاة الصلاح والأصلح محال فهذا برهان قاطع بأن الله لا غرض له في أي فعل من الأفعال والدليل على وجوب اعتقاد نفي الغرض عن الأحكام الكائنة منه سبحانه مختارا مريدا لإيجادها ما قاله وقوله وكما استحال أن يريد سبحانه أو يفعل لغرض كذالك استحال أن يكون حكمه على فعل بوجوب كصلاة وصيام مثلا أو تحريم كشرب خمر وزنى مثلا وغيرهما من مندوب كضحى وقيام ليل ومكروه كنفل بعد فرض عصر وصيام يوم مكرر ومباح كنكاح وبيع وخلاف الأولى والصحة والفساد والحظروماأشبه ذالك من الأحكام الشرعية لغرض من الأغراض وإنما استحال أن يكون حكمه لغرض من الأغراض لأن الأفعال كلها مستوية في أنها خلقه واختراعه فتعين بعضها للإيجاب وبعضها للتحريم أوغيره سبب لهولا مجال
للعقل فيه وإنما يدرك العقل الأمارات والعلامات الشرعية التي نصبها على تلك الأحكام ووضعها علامة عليها.كوضع زوال الشمس سببا لوجوب الظهر، وتمام الحول سببا لوجوب الزكاة المالية والحيض لعدم الصلاة ،ورؤية الهلال للصوم لشهر رمضان، والسرقة لقطع الأيد مثلا والطاعة للثواب والمعصية للعقاب فهذه كلها أمارات شرعية جعلها الله تعالى على تلك الأحكام لخفائها علينا فضلا منه واختيارا إذ لو عكس بأن جعل الطاعة أمارة على العقاب والمعصية أمارة على الثواب لم يلزم من ذالك نقص في حقه تبارك وتعالى فتنبه لذالك. والظمآن يكفيه ما وجد من الماء وبالجملة فأفعاله تعالى وأحكامه لا علة ولا حاجة ولا باعث لها وما يوجد من التعليل في كلام أهل الشرع فمُؤَوَّلٌ بالأمارة ونحوها مما يصح من الدلائل المشحونة هنا,يتضح لنا أن الله- سبحانه وتعالى - منزه عن الغرض وانه يجب اعتقاد ذالك وجوبا عقليا جازما يقينا لم تطرأْ عليه شائبة مما استوى طرفاه وهو الجائز وإلا فالعقيدة لا زالت فاسدة. أصلح الله عقيدتنا وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة عند المسألة وهذا برهان اعتقاد وجوب نفي الغرض عن الله واستحالة ثبوته وبالله التوفيق وأسأله الرشد والهداية لأقوم طريق .
«القسم الثاني من الرمز ما تضمنه حرف الجيم وهو جواز الفعل والترك »
اعلم أخي وفقني الله وإياك لما فيه الرشد والسداد أنه يجب على كل مؤمن إيجابا عقليا يقينا اعتقاد أن الله- سبحانه وتعالى - مُسْتَوٍ عند وجود الممكنات وعدمها استواء استوت طرفاه فلا يطلق عليه سبحانه إيجاب شيء من الممكنات ولا استحالة وجودها ولا يوصف شيء من ذالك الممكنات بوجوب عدمه ولا استحالته وإلا لزم من ذالك وصف الممكن بالواجب أو المستحيل واتصافه بهما يؤدي إلى أن يفعل المولى ما لا يريد وانقلب وصفه بالقدرة عجزا وإرادته كراهة وعلمه جهلا وذالك محال فما أدى إلى ذالك محال أيضا.والدليل النقلي المثبت لاختياره واستحالة عجزه ولزوم إحاطته بالأشياء علما قوله تعالى { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) القصص:الآية68* إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)الحج:14* إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)البقرة:الآية20* إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الأنفال:الآية75) فمن اتصف بهذه الأوصاف انتفى عنه نقيضها وإذا بطل نقيضها ثبت له استواء الفعل والترك العقليين وإلا فقد يكون الممكن جائزا لذاته واجبا شرعا لتعلق علم الله بوجوده كإثابة الطائع وقد يكون مستحيلا شرعالتعلق علم الله بعدم وجوده كتعذيب المطيع { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } فصلت:46*إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاًوَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسهُمْ يَظْلِمُونَ } يونس:44)
والدليل العقلي ما قاله سيدي محمد السنوسي في صغراه قائلا :وأما برهان كون فعل الممكنات أو تركها جائزافي حقه تعالى فلأنه لووجب عليه تعالى شيء منهاعقلا أو استحال عقلا لا انقلب الممكن واجبا أو مستحيلا وذالك لا يعقل وقال صاحب المرشد المعين :
لو استحال ممكن أو وجبا * قلب الحقائق لزوما أوجبا
فمن هنا يتضح لنا أن الواجب اعتقاده أن المولى- سبحانه وتعالى - لا يجب عليه إثابة طائع ولا تعذيب عاص ولا إيجاد معدوم ولا عدم موجود ولا خلق جنة ولا نار ولا إيجاد سماوات ولا أرصين ولا عرس ولا كرسي ولا لوح ولا قلم ولا يجب عليه رزق أحد ولا إجاعته زلا كسوته ولا تعريته ولا مراعاة صلاح ولا أصلح وإلا لما ابتلى خلقه بالأسقام والأمراض الرذيلة عقلاءهم وغيرهم فلو وجب عليه مراعاة الصلاح والأصلح لما ألام الأطفال والبهائم الذين لاعقول لهم وكذالك لا يستحيل عليه إيجاد المذكورات ولا عدمها فجميع ما احتوى عليه العالمَ بل والعالمَون من مشاهد لنا وغائب عنا كائنا أو سيكون أوكان فوجوده وعدمه بالنسبة لمولانا جل وعلا مُسْتَوٍ عنده الفعل والترك وبهذا جاءت براهين فحول العقول قال الإمام العالم الجليل سيدي محمد السنوسي وأما الجائز في حقه تعالى فعل كل ممكن أو تركه وقال صاحب المرشد المعين:
يجوز في حقه فعل الممكنات * بإسرها وتركُها في العدمات
وقال سيدي أحمد الدردير في خريدته رضي الله عنه وأرضاه:
وجائز في حقه الإيجاد * والترك والإشقاء والإسعاد
وبالجملة فالواجب اعتقاده علينا أن المولى- سبحانه وتعالى -جائز في حقه الفعل والترك وإلا بأن وجب عليه فعل شيء أو استحال عليه فعل شيء أو وجب عليه مراعاة صلاح أوأصلح لما كلفنا بأمر أو نهي ولا ألزمنا بمشاق عبادية أو عادية ولا وقعنا في محنة ولا حلت بنا شدة ولا خوفنا بنار ولا جنة ولا بشرنا بإثابة فإن قابلنا بما فيه مسرتنا فمن فضله وإن قابلنا بما فيه مساءتنا فمن عدله ولذالك قال سيدي إبراهيم اللقاني:
فإن يثبنا فبمحض الفضل * وإن يعذب فبمحض العدل
وقال أيضا وقولهم: إن الصلاح واجب * عليه زورا ما عليه واجب
ألم يروا إيلامه الأطفالا * وشبهها فحاذر المحالا
وقال سيدي أحمد الدردير:

ومن يقل فعل الصلاح وجبا * على الإله قد أساء الأدبا
فرضي الله عنهم أجمعين وأدخلناوإياهم أعلى عليين مع سيدناومولانا محمد أشرف المرسلين ومتعنا وإياهم بالرؤية لوجهه الكريم لا أحرمنا الله منها بجاه ذي الخلق العظيم- صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه آمين والحمد لله رب العالمين.
«القسم الثالث ما تضمنه حرف القاف وهو نفي التأثير بالقوة»
اعلم أخي"وفقني الله وإياك لمنهج التحقيق وسلك بنا وبك أوضح طريق" أن أئمة السنة اتفقت سلفا وخلفا أن الله هو المنفرد بالإيجاد ومختص بالتأثيرعلى كل ناطق وجامد فلا تأثير أي لااختراع ولا إبداع معنوي أوحسي موجود أومعدوم لشيء من الكائنات بقوتها ولا بقوة أودعت فيهافمن قال من أهل الزيغ والضلال أن التأثيرللكائنات بقوتها فهو كافر محض مختل العقيدة ومن قال تأثيرها بقوة أودعت فيها فهو بدعي لأنه لم يتمسك بسنة السلف الصالح التي أخذوها عن النبي- صلى الله عليه وسلم - وليس هذا القائل أن التأثير لها من حيث القوة التي أودعت فيها بكافر على الصحيح ولكن لا يلتفت لقوله ولا يعبأ بما أذعن به بل يجب الإغراض عنه والتمسك بقول أهل السنة وهو أن لا تأثير لما سوى الله تعالى بقوة مطلقة ولا بقوة أودعها وإنما التأثير لله وحده بمحض اختياره. فإن قلت إن بعض أهل السنة قالوا بالتأثير بواسطة القوة ورجحه الإمام الغزالي والإمام السبكي كما نقله السيوطي فكيف يكون القائل بثبوتها بدعيا وفي كفره قولان ؟ فالجواب عنه نقول معنى التأثير بالقوة عند بعض أئمة السنة أن الله تعالى هو المؤثر والفاعل بسبب تلك القوة التي خلقها الله تعالى في تلك الأشياء فالتأثير لله وحده وإن كان بواسطة تلك القوة فهو وقع عندها لا بها وأما القدرية الذين هم مجوس هذه الأمة كما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا قلا تشهدوهم وقد روي أنهم لعنو على

لسان سبعين نبيا وقد روى مسلم في صحيحه تبرع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وحكم عليهم بما يقتضيه كفرهم عنده ويقال إنهم خصماء الله في القدر بشهادة حديث ينادى يوم القيامة ليقم خصماء الله فيقوم القدرية لاعتقادهم أن العبد يقدر على ما يريده الله مع كراهته له فيلزم أن يقع في ملكه ما لا يريد وذالك محال ومذهبهم لعنة الله عليهم أن التأثير للأشياء بقوتها كإحراق النار وقطع السكين وري الماء وزواله للعطش. ففرق أيها العاقل بين المذهبين مذهب أهل السنة ومذهب القدرية فمذهب أهل السنة أن التأثير له وحده عندها أي عند وجودها لا بها ولكن الملازمة إنما هي عادية فلو تخلفت تلك الأشياء لوقع التأثير دونها ومذهب القدرية لعنة الله عليهم أن الكائنات تؤثر بقوتها وقد بان لنا بطلان اعتقادهم وفساد مذهبهم ورجحان ما ذهب إليه السنيون رحمة الله عليهم . والحال أن من قال أن الأسباب العادية تؤثر بذاتها من غير جعل من الله واختراع كائن منه فهو كافر بالإجماع ومن قال بقوة خلقها الله فيها فمبتدع ومن قال إنها تؤثر بإذن الله لكن بينها وبين ما قارنها ملازمة عقلية فلا يمكن تخلفه فهو جاهل واعتقاده يؤول به إلى الكفر لأنه يلزم من اعتقاده الفاسد إنكار الأمر الخارق للعادة كمعجزة الأنبياء وكرامة الأولياء وما أخبرت به الرسل من المغيبات كأحوال القبر والآخرة إذ هو من باب خرق العوائد التي تتخلف فيها الأسباب العادية عما يقارنها ومن اعتقد عدم تأثيرها فيما قارنها وإنما جعلها مولانا أمارات ودلائل على ما شاء من الحوادث من غير ملازمة عقلية بين السبب والمسبب فهو المؤمن حقا السني صدقا اهـ.ومن هنا يبين للعاقل وجوب اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالإيجاد والاختراع لا تأثير لشيء من الكائنات بقوة ما للبراهين اللائحة لنا نقلا وعقلا أما النقل فقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } الذريات:58) وقال

تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } الحج:الآية74)وقال تعالى { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } الحشر:الآية24)وقال تعالى { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ } الاسراء:الآية111) وقال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } العنكبوت:الآية6) فانظر أخي لهذه الآيات القرآنية بعين البصيرة للعبارة المستمدة منها والاستدلالات اللائحة من دقائقها الحاكمة بأنه سبحانه هو المنفرد بالتأثير الغني عن المعين والظهير ولا يحتاج لمدبر ولا وزير ولا لكسيف يقطع به بقوته فهو المختص بالتأثير وأما البرهان العقلي فهو ما ورد عن السنوسي في عقيدته الوسطى قائلا وكذا لا أثر للطعام في الشبع ولا للماء في الري أو في النبات أو للنظافة ولا للنار في الإحراق أو في نضج للطعام ولا للثوب والجدار في الستر أو دفع الحر والبرد ولا للشجرة في الظل ولا للشمس وسائر الكواكب في الضوء ولا للماء البارد في كسر حرارة ماء آخر كما لا أثر لذالك في ماء آخرفي كسر قوة حرارة برده وقس أيها العاقل على هذا كل ما أجرى الله تعالى العادة أن يوجد عنده شيئا ولتعلم علم يقين أنه من الله تعالى بدأ بلا واسطة ولا أثر فيه لتلك الأشياء المقارنة لا بحقيقتها ولا بقوة أودعت فيها مثلا أو خاصية جعلها الله تعالى فيها كما يعتقده كثير من الجهلة وقد ذكر غير واحد من محققي الأئمة الاتفاق على كفر من اعتقد تأثير تلك الأشياء بطبعها والخلاف في كغر من اعتقد أن تأثيرها بقوة أو خاصية جعلها الله تعالى فيها وإن نزعها لم تؤثر اهـ.فهذا لم يختلف في تفسيقه وبدعته وإنما الخلاف في تكفيره والله أعلم وللقول ببدعة هذا القائل وأرجحيتها أشار إليه صاحب الخريدة بقوله رضي الله عنه:
ومن يقل بالقوة المودعةِ * فذاك بدعي فلا تلتفتِ
وهذا آخر ما يتعلق ببعض حقائق نفي التأثير بالقوة. فرضي الله عن الأئمة الأعلام الحاملين للواء سنة سيد الأنام سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه عدد ما غرد في وكره طائر وحمام.
«القسم الرابع ما تضمنه حرف الحاء وهو حدوث العالَم بإسره»
اعلم أخي منحني الله وإياك علم يقين وأزال عن بصرنا خاطر الوهم والشك والتخمين ورزقنا لذة الفهم المبين من واسع فضله وإحسانه المعين أن أئمة السنة اتفقت آراؤهم خلفا وسلفا أن العالَم بما احتوى عليه سفلي أو علوي غائب عنا أو مشاهد لنا فَانٍ لا بقاء له معدوم لا يوصف بقدم شهدت بذالك البراهين النقلية والعقلية أما البرهان النقلي فقد قال تعالى { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ } الرحمن:26 .27) وقال تعالى { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } القصص:88) وقال تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } مريم:40) فهذه الآيات دالة على فناء العالَم وعدم بقائه وإذا استحال بقاؤه استحال قدمه وإذا استحال قدمه ثبت عدمه وإذا ثبت عدمه لزم احتياجه لمحدِث وافتقاره لمخصِّص يخصصه بالوجود بدل العدم ثم بالعدم بدل الوجود والقائم بذالك واجب القدم والبقاء سيدنا ومولانا جل وعلا خلافا للفلاسفة لعنة الله عليهم الحاكمين بقدم العالَم وعدم احتياجه لمحدِث وهذا إحدى الثلاثة التي كفروا بها أشار لها بعضهم نظما بقوله:
بثلاثة كفر الفلاسفة العدا * إذ أنكروها وهي حقا مثبته
علم بجزئي حدوث عالَم * وعود أجسام وكانت ميِّته

ولكن جاءت البراهين المبطلة لحجتهم فمنها ما قاله السنوسي- رضي الله عنه - ودليل حدوث العالَم ملازمته الأعراض الحادثة من حركة أو سكون وغيرهما وملازم الحادث حادث ودليل حدوث الأعراض مشاهدة تغيرها من عدم إلى وجود ومن وجود إلى عدم اهـ.
ويتوقف برهان حدوث العالَم على سبع مطالب ستة للصغرى المشتملة على الموضوع ومطلب واحد للكبرى المشتملة على المحمول وأشار بعضهم بنظم جامعا لهذه المطالب في بيت فقال: زيْد مَ قام ما انتقل مَا كمنا * ما انفك لاعدم قديم لاحنا
فقوله زيد يشير به لإثبات شيء زائد على الأجرام وقوله م قام بحذف ألف ماالنافية للوزن وقام فعل ماض يعني به نفي قيام العرض بنفسه وقوله ما انتقلْ بإسكان اللام للوزن يعني به نفي انتقال العرض وقوله ما كمنا يعني به نفي كمون العرض وظهوره وقوله ما انفك يعني به إثبات ملازمة الأجرام للأعراض وقوله لا عُدْم قديم بضم العين وسكون الدال وقوله لاحنا لا نافية وحنا مقتطعة من استحالة حوادث لا أول لها ووجه الاستدلال على هذه الأمور السبعة أن نقول:أما الأول وهو إثبات زائد على الأجرام تتصف الأجرام به فهو ضروري لا يحتاج لدليل إذ ما من عاقل إلا ويحس أن في ذاته معانٍ زائدة عليها وأما الثاني وهو إبطال قيام العرض بنفسه والثالث وهو إبطال انتقاله فدليلهما لو قام العرض بنفسه أو انتقل لزم قلب حقيقته لأن الحركة مثلا حقيقتها انتقال الجوهر من حيزلآخر فلو قامت بنفسها أو انتقلت لزم قلب الحقيقة وصيرورة العرض جوهرا إذ الانتقال والقيام بالنفس من خواصِّ الأجرام وأما الرابع وهو الكمون والظهور فوجهه أن الكمون والظهور يؤدي إلى اجتماع الضدين وهما الحركة والسكون ضرورة وأما الخامس وهو إثبات استحالة عُدْم القديم فوجهه أنه لو انعدم لكان وجوده جائزا لا واجبا والجائز لا يكون إلا محدثا فيكون هذا القديم محدثا وهو تناقض للقاعدة "من استحال عدمه ثبت قدمه" وأما السادس وهو إثبات كون الأجرام لا تنفك عن ذالك الزائد فهو ضروري لأنه لا يعقل كون الجرم منفكا عن كونه متحركا أو ساكنا مثلا إذ لو انفك عن الحركة والسكون لزم ارتفاع النقيضين وهْماً كحركة ولا حركة وسكون ولا سكون وأما السابع وهو إثبات حوادث لا أول لها فله أدلة كثيرة وأقربها أن نقول إذا كان كل فرد من أفراد الحوادث حادثا في نفسه فعدم جميعها ثابت في الأزل ثم لا يخلو أن يقارن ذالك العدم فرد من الأفراد الحادثة أو لا فإن قارنه لزم اجتماع وجود الشيء مع عدمه وهو محال بضرورة العقل وإن لم
يقارن ذالك العدم شيء من تلك الأفراد الحادثة لزم أن لها أولا لخلو الأزل على هذا الفرض عن جميعها اهـ. فاستمسك أخي بهذه المطالب السبعة تكون لك نجاة من النيران وفوزا من الرب بالرضوان واعتقد اعتقادا جازما أن العالَم بإسره حادث لا بقاء لشيء مما هو فيه وإنما المنفرد بالبقاء والقدم هو الواحد الباقي. والحذرَ الحذرَ أن تحكم لحدوث العالَم بكونه جائزا وإلا صح قدمه وذالك محال لما تقدم من البراهين ولنختم هذه البراهين بما قاله سيدي أحمد الدردير رضي الله عنه:
ثم اعلمن بأن هذا العالَما * أي ما سوى الله العلي العالِما
من غير شك حادث مفتقر * لأنه قام به التغير
حدوثه وجوده بعد العدم * وضده وهو المسمى بالقدم
وقال غيره:
ولي في خيال الظل أكبر عبرة * لمن كان في بحر الحقيقة راقي
شخوص وأشكال تمر وتنقضي* فتفنى جميعا والمحرك باقي
وقال سيدي إبراهيم اللقاني - رضي الله عنه - وبقوله ختام البراهين ختم الله لنا بالخير:
فانظر إلى نفسك ثم انتقل * للعالَم العلوي ثم السفلي
تجد به صنعا بديع الحكم * لكن به قام دليل العدم
فجزى الله أئمة الدين الذين نقبوا عن سنة خير المرسلين وأسسوا أصلها فهو متين إلى يوم الدين وصلى الله على شفيع المذنبين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى